أين الشباب من وعود الرئيس؟.. "بان": تمكينهم "وهم" ومتاح للفاسدين فقط.. برلماني: الدولة غير ملزمة بإيجاد عمل لهم.. مستشار بـ"الأهرام للدراسات": الحياة الإدارية تحتاج إلى تدريب شامل
منذُ ثلاثة أعوام.. أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكونوا شركاء فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين وتأهيلهم لتولي مناصب قيادية وإدارية، حيثُ ظلت تلك العبارات الكثيرة والوعود المتكررة ضمن جملة من التصريحات والوعود التي يرددها السيسي الخاصة كل عام عن ضرورة ولم ترَ النور حتى الآن، فهل تخلت الدولة عن الكوادر الشبابية ودورها فى بناء الدولة؟ وتصبح تلك الوعود أوهام؟
من جانبه أكد العديد من الخبراء، أن حديث الرئيس حول تأهيل الشباب هو مجرد "وهم" مشيرين إلى أن الدولة تمر بأوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة مؤكدين أن تحقيق هذا التكافؤ ووصول الشباب لمناصب قيادية وإدراية بالدولة تحتاج لنظام كُفء وشباب محدد أهدافه وطموحاته وتشريعات قوية بالتعاون مع كلا الطرفين الدولة والشباب.
وعود الدولة بتمكين الشباب لم تتحقق
أكد حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"العربية نيوز"، أن وعود الدولة بتأهيل وتمكين الكوادر الشبابية لم يتحقق منها شيئًا، موضحًا أن تمكين الشباب لإدارة مناصب قيادية ليس أمرًا سهلًا.
وأضاف أبو طالب، أن الحديث عن تنصيب الشباب في المناصب القيادية أُخذ بشكل عاطفي وخاصة بعد ثورة 25 يناير، وتم تعيين بعضهم في البرلمان الذي لم يدُم كثيرًا، مُشيرًا إلى أن الحياة الإدارية تحتاج برامج إعداد وتدريب شامل.
وتابع: "على الدولة أن تعيد النظر في الأمر مرة أخرى، ويجب الدعوة إلى مبادرات بالتعاون مع رجال الأعمال"، منوهًا بأن المبادرة الحكومية مهمة ولكنها ليس كافية، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة، بالإضافة إلى الحاجة لوجود تشريعات ورؤى وإمكانيات.
الشباب المصري "محبط" ولا يريد بذل مجهود للنجاح
قال فوزري فتى، أمين سر لجنة الشباب بمجلس النواب، لــ"العربية نيوز"، إن وعود الرئيس بتأهيل الشباب وتمكينهم، تحقق منها الكثير، مشيرًا إلى أن هناك مجموعة من العوائق تواجه الدولة كمشاكل التمويل وغيرها.
وأوضح البرلماني، أن اللجنة تعلن كثيرًا عن استعدادها لاستقبال الشباب وتأهيلهم وتقديم الدعم لهم، ولكنهم محبطون واعتادوا على نمط الحياة السريعة الخفيفة فلا يريد أن يبذل مجهودًا بالعمل، مضيفًا: "هاتولنا الشباب وإحنا نأهلهم فتوليهم للمناصب القيادية أمر ليس بالسهل".
وأضاف أمين سر اللجنة، أن اللجنة تكثف من جهودها لوضع برامج تأهيل شبابية لتولي المناصب القيادية، منوهًا بأن فكرة "بنك الشباب" التي تتبناها اللجنة تهدف لزيادة الوعي الثقافي والسياسي للشباب، وأيضًا للدعم المادى، وستكون متخصصة في المشروعات التنفيذية التي يعلنون عنها.
الحديث عن تمكين الشباب "وهم" ومتاح للفاسدين فقط
ومن جانبه قال أحمد بان، الباحث فى الشئون والحركات الإسلامية، ومسئول وحدة الأبحاث في مركز النيل للدراسات السياسية، إن وعود الرئيس بتمكين الشباب تبخرت واختفت والأحوال تزداد سوءًا ولم تتحسن بعد، موضحًا أن الشعب الآن أمام سياق صعب وشديد بما سار عليه المصريون بـ25 يناير.
وأضاف بان فى تصريحات لـ"العربية نيوز" أن أُفق السياسة مغلق، والوضع الاقتصادي كارثي، لافتًا إلى أنه هناك حالة من الاحتقان الاجتماعى واضحة وسط غياب رؤى سياسية تكافئ حجم التحديات السياسية التي تواجهها الدولة الآن.
وصرح الباحث فى الشئون والحركات الإسلامية أن أى تقييم عادل بمسيرة 30 يونيو هو أن يحظى الشباب على الأقل بما كانوا يطمحوا إليه، مشيرًا إلى أنه الآن لم يعد وجود أو حديث حقيقى عن تمكين الشباب أو غير الشباب حتى كقوى سياسية، منوهًا إلى أن نحن الآن أمام نظام لا يمًكِن سوى من لديهم قليل من الكفاءة.