"الحسيني أبوضيف" شرارة ثورة 30 يونيو.. ونبراس أضاء طريق الثوار إلى "قصر الاتحادية"
يعد الصحفي الحسيني أبوضيف، أحد أيقونات ثورة 30 يونيو، رغم وفاته قبل اندلاعها بأكثر من 6 أشهر، ولكن استشهاده كان جزءً من حالة الاحتقان، والغضب الذي تسبب في الدعوات إلى الثورة على حكم جماعة الإخوان.
ففي اليوم الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2012، تم إعلان استشهاد الصحفي الحسيني أبو ضيف، الصحفي بجريدة الفجر، متأثرًا بإصابته، التي وقعت له أثناء تغطيته للأحداث المعروفة إعلاميا بـ"أحداث الاتحادية"، أمام قصر الاتحادية، وكان الحسيني، قد دخل مستشفى الزهراء بمصر الجديدة، ونقل بعد ذلك مستشفى قصر العيني، في حالة وفاة إكلينيكية نجمت عن إصابته بخرطوش في الرأس، وأطلق عليه الشهيد الحي، لمصارعته للوفاة، لكن المستشفى أعلنت عن رحيله، وذلك بوحدة للحالات الحرجة بالقصر العيني.
وقعت أحداث الاتحادية سنة 2012م، بين تحالف قوى معارضة، بزعامة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى من جهة، والرئيس المصري آنذاك محمد مرسي وأنصاره من جهة أخرى، بعدما أصدر مرسي الإعلان الدستوري، فدعت المعارضة أنصارها للخروج إلى الشارع والاعتصام، فتحرك الآلاف من أنصارها باتجاه قصر الاتحادية الرئاسي وتظاهروا في محيطه ورددوا هتافات طالت الرئيس ومشروع الدستور الجديد. وكذلك فعل أنصار الرئيس، فتوجهوا إلى الاتحادية وحدث اشتباك بينهم.
التهمة حيازة "كاميرا"
مقتل أبوضيف على وجه الخصوص كان أحد أبرز الاتهامات التي وجهت لمرسي بالتحريض على القتل، كما حظيت حادثة مقتله باهتمام شديد من قبل وسائل الإعلام المصرية التي تعاملت مع الحادثة وروجت لها باعتبارها استهداف صحفي شاب بسبب الكاميرا التي بحوزته والتي تشتمل على صور غير عادية التقطها في أحداث ما يعرف بليلة الاتحادية.
ملابسات القضية
الشاهد الرئيسي في القضية يدعى محمود عبد القادر، والذي تم بناء على أقواله رسم مشهد الجريمة وتفاصيلها بعد أن حدد المكان المفترض لإطلاق الرصاص واتهم جماعة الإخوان المسلمين بقتل أبو ضيف.
ووفق رواية عبد القادر، فقد أصيب أبو ضيف بجواره أمام محطة المحروقات عند تقاطع شارعي الخليفة المأمون والميرغني الذي يقع فيه القصر الرئاسي.
وبعد مقتل الصحفي بأيام، نشرت لقطات لآخر ما صوره أبو ضيف بأحداث الاتحادية، وكانت المحتويات في مجملها لقطات عامة لاشتباكات المتظاهرين.
مع أن الشاهد الرئيسي كان قد أكد أنه رأى صورا واضحة على كاميرا أبو ضيف لإحدى اللقطات الشهيرة لأحد المسلحين من أنصار مرسي، وأنها كانت السبب وراء مقتل الصحفي.
وبقيت حقيقة الصحفي البطل غامضة نوعا ما، حيث تم تهميش الحقائق وقت حكم الإخوان بشكل فادح، وفاضح، ولكن الثورة لا تنسي رجالها، وسيظل الحسيني أبوضيف رمز من رموز 30 يونيو، الذي خرج بكاميرته ليوثق أحداث الصراع والعنف بالاتحادية.