سامح عيد في حواره لـ"العربية نيوز": الإخوان تورطوا في الرئاسة.. الدولة لا تجيد التعامل مع ملف "الإرهابية".. الأزهر يتشبث بتاريخية النص.. ولا يمكن الحديث عن تجديد الخطاب الديني في ظل ازدراء الأديان
-الأزهر لا يسع إلى تنقية الدين من الشوائب المغلوطة
_تفاسير القرآن الموجودة تؤدي إلى داعش
_لا يمكن تجديد الخطاب الديني في ظل "ازدراء الأديان"
_الدولة لا تجيد التعامل مع ملف الإخوان
_الدولة ستلجأ إلى توظيف الإخوان مرة أخرى
التعامل الأمني لا يقضي على الإرهاب
دعوت لفض الاعتصام ولا أرضى عن أسلوبه
خيرت الشاطر ورط الجماعة في الإخوان
الأمن سببا في إيصال شباب المسيرات الإخوانية إلى داعش
_تركت المجال للتواجد الإخواني..والمصالحة ستتم
قال سامح عيد القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، والخبير في شئون الحركات الإسلامية، لـ"العربية نيوز" إن تعامل الإخوان مع فكرة تمرد بالحشد والحشد المضاد، وأن الجيش مهما تصاعدت الأحداث لن ينحاز إلى طرف الآخر ضدهم، ولكن سيكون في صفهم، أو على الأقل سيلتزم الحياد، وإن أقصى ما يمكن للأمور أن تصل إليه هو أحداث مثل أحداث الاتحادية، لأن إقرار هذا التصور كان قابلا إلى التنفيذ، لولا أن انحاز الجيش لمنع الحرب الأهلية، والصدام بين الشعب.
وأضاف عيد أن نقصان أعداد تظاهرات 30 يونيو ليلا، كان من الصعب أن يُمكن تلك الأعداد من الحسم، أو عزل محمد مرسي، ولكن استشعار الجيش ببوادر الخطر والحرب الأهلية، مع وجود معلومات عن حملات اعتقالات واسعة لنشطاء وسياسين.
وأوضح أن انحياز الجيش إلى الشعب جاء بعد إقرار ودراسة للواقع، من شعور الجيش بإمكانية تورطهم في حرب مع سوريا، وإنزعاجهم لجلوس والدة خالد الإسلامبولي وقادة الإرهاب في احتفالات 6 أكتوبر، والإفراج عن العديد من آخذي الأحكام، كقاتل فرج فودة، إضافة إلى بعض الأمور التي رصدتها المخابرات المصرية من تواصل مع الظواهري، والعديد من قادة الإرهاب، والذين كانوا من الممكن أن يؤدوا بمصر إلى دولة الخميني الدينية القاسية.
وإلي نص الحوار:.
بداية.. أين مشروع "مصر
رائدة التنوير" الذي دعيتم له كمجموعة الإخوان المنشقين بغرض احتواء الأحداث
وتوفير منبر آخر لشباب الجماعة بعيدا عن العنف.. ولماذا لم يحقق النجاح المنشود؟
المشروع
لم يتوقف بشكل كامل، وكنا في البداية قد تجمعنا في عدة جلسات، نحن مجموعة المنشقين
عن الإخوان، كثروت الخرباوي، ومختار نوح، وكمال الهلباوي، وأعتقد أنه في البداية
كان هناك اتفاقا مع الدولة على أن يكون التواجد بشمل رسمي، كالمجالس القومية
المتخصصة وهذا القبيل، لكن مثل هذه الائتلافات تحتاج إلى الدعم المادي الكبير
للتمكن من إنجاز الجانب التسويقي، وهدف الائتلاف، إضافة إلى مشاكل مع الأزهر،
وتجديد الخطاب الديني، توقفت أمورنا مع الدولة خصوصا بعض أزمة إسلام البحيري، ومع
ذلك فإن أهدافنا لم تتوقف، لكن انتقلت من الطور الجماعي إلى الفردي، من خلال كتابة
المقالات، واللقاءات التليفزيونية.
ما تعقيبك
على المناهج الدراسية بالأزهر خصوصا بعد تأكيد العديد من الأزاهرة نفسهم، أنها
تحوي نصوصا تؤدي إلى داعش بشكل واضح ؟
الأزهر
يحتوي على مشكلة كبيرة جدا، حيث إنه ومنذ نشأته من 1000 عام، وتعتمد عليه الأنظمة
الحاكمة بشكل سياسي، فالأزهر بدأ شيعيا ثم أغلقه صلاح الدين، وأعد مسجدا آخر لينقل
إقبال المسلمين نحوه، حتى بدأ التفكير في جعله سُنيا تابعا إلى سياسة الدولة
المصرية، ويرتبط الأزهر بشكل كامل بالتاريخ والتراث، إلا ما ندر من بعض المجددين
بشكل فردي وعلى نطاق محدود كالإمام محمد عبده.
وزادت
أزمة الأزهر من تعلق بالتاريخ والتراث، بزيادة عدد الجامعات، والمعاهد الأزهرية
التي بلغت حوالي 1000 معهد، وأكثر 2 من 2 مليون طالب أزهري، وكنت قد نصحت في ظل
ذلك التخبط وسوء الإدارة، في مناظرتي على قناة "الناس" أن يضاف التعليم
الأزهري، إلى التعليم العام، لحل الأزمة.
كيف يؤثر
التراث بالسلب على النصوص التي يستشهد بها المسلم؟
فكرة
النصوص تنقسم إلى 3 نصوص أساسية، القرآن، والحديث، والفقه، والخلط يحدث في قطع
ثبوت، أو ظنية النص، فالقرآن قاطع الثبوت وظني الدلالة، لأن الدلالة ترجع إلى
التفاسير الموضوعة، والتي صنعت في توقيت يؤدي إلى داعش، حيث الدولة العباسية
وخصوصا الأموية، والتي اتصفت بتوسيعات للإمبراطورية الاسلامية، وبالتالي الاحتياج إلى مقاتلين، ومجاهدين، فإذا اعتمدنا على التفاسير، سنجد أن الآية القرآنية لها
ألف تأويل، والأزهر غير قادر على التنقية والتمحيص، لأنه لا يتعلق بالتراث
والتاريخ فقط، بل وصل إلى درجة التقديس، فيدافع عن دولة معاوية، ويزيد، والدولة
العباسية، والعثمانية، والذي اتسموا بالثيوقراطية، والأوتوقراطية، وحكم الفرد
كعصور استبدادية، ولا أعتقد أن الأزهر قادر على التخلص من ذلك العبء.
ولكن خطاب
شيخ الأزهر في الخارج يعبر عن سماحة الإسلام فلماذا تحتوي مناهج الأزهر على تلك
النصوص؟
صراحة فإن
شيخ الأزهر يضطر بالخارج على إعلاء الشق التسامحي للإسلام، مستشهدا بالأيات التي
تؤكد ذلك، غافلا عن الأيات التي تكفر صراحة غير المسلم، أو الأيات التي تدعو إلى الجهاد والقتال.
وحقيقة
الأمر فإن تلك الأيات يجب أن تفسر في السياق التي صيغت فيه هذه الآية، وحقبتها
التاريخية، وبالتالي لن نخرج من مأزق التأويل، إلا ببحث تاريخية النص، الذي بات
للأسف الشديد أصل الفقه، والعديد من أصول الفقه يجب تحطيمها وتجاوزها في حقيقة
الأمر، فالمفسرين والمشرعين، بعتبروا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وعليه يؤخذ النص
القرآني على استقامته في عصرنا الحالي دون صياغة تاريخية لموقفه، فبالتالي بعض
النصوص القرآنية إذا فسرت دون النظر التاريخية لنزولها، قد يدفع النص إلى داعش
مباشرة.
كيف يكون تجديد الخطاب
الديني، وهل للفن والثقافة دورا في ذلك ؟
من
المفترض أن يتم تجديد الخطاب الديني بشكل أكثر فعالية، وأن تخدم الثقافة والفن على
إنجازه، ولكن مع الأسف الشديد، فالانتكاسة التي حدثت والحكم على أحمد ناجي، وإسلام
البحيري، وفاطمة ناعوت، تبين أن تصرفات الدولة نفسها وبالأخص وزارة العدل ترفض
ذلك، الأمر الذي يتضح في رفض تعديل نص المادة 98 لازدراء الأديان التي دعت إلى
النائبة آمنة نصير.
فكيف يمكن
أن يقدم أحد على تجديد الخطاب الديني في ظل تلك الأحكام، التي قد تمثل انتكاسة
ورجوع إلى الوراء، لا تجديدا، كما أن الحديث عن ازدراء الأديان من جانب الدين
الإسلامي فقط، والذي يحوي في نصوصه ما يزدري الأديان الأخرى، كما بسورة الفاتحة
وتفسير شيوخ الأزهر الحاليين لها، وبالمثل فإن نصوص المسيحية واليهودية تزدري
الإسلام ولا تعترف بنبيه من الأساس، فكيف ازدراء أديان في ظل هذه الأمور، ولكن ما
يحدث من شيوخ على المنابر يتهكمون ضد المسيحيين يعد ازدراء أديان، والذي لا يصنف
ازدراء حسب رؤية الدولة هو رفض تصرف هؤلاء الشيوخ.
ما رأيك
في تعامل الدولة مع ملف الإخوان؟
أرى أن
الدولة المصرية تسيء التعامل مع ملف الإخوان على مر التاريخ الحديث، فالدولة غير
قادرة على تفهم، أو تعلم وتدارك الأخطاء الماضية، فهذه هي التجربة الرابعة، حيث
بدأت بمقتل النقراشي وسجن الإخوان وحل جماعتهم والسيطرة عليهم، وقتل حسن البنا، ثم
جاء إبراهيم عبدالهادي رئيس الديوان الملكي آنذاك والمتهم بقتل البنا، ليخرج
الإخوان من السجون عندا في الوفد والأحرار الدستوريين الذين رفضوا التعاون وتشكيل
الحكومة، وتوسعوا بشكل أكثر عام 49 إثر ذلك.
كما تمت
المكايدة السياسية مرة أخري في 53 وقت عبدالناصر وثورة يوليو، والتي تواطأت مع
الإخوان على حل الأحزاب السياسية، كما حكم القضاء بتعويض مالي 30 ألف جنيه لمقتل
حسن البنا، ثم أعدم بعض القيادات عام 54، مع إخراج الهضيبي من السجن كإفراجا صحيا.
وتكرر
المشهد مرة أخرى عام 65 بإعدام سيد قطب الذي كان من المقربين من ناصر من قبل، في ظروف
مشابهة للوضع الحالي، ونداء الشارع وتفويضه إلى جمال بسحق والقضاء على الإخوان،
وهذا إلى لا يبرره المشهد السياسي في مصر بعد 5 سنوات في عهد السادات، إلى الاعتماد
عليهم للتغلب على اليسارين والاشتراكيين، ففتح المجال على مصراعيه للتيار الإسلامي
في الانتشار.
الظهور
والإقصاء المتكرر يجعلنا نفتح ملف المصالحة الذي يتم تداوله في الأيام الماضية؟
المجتمع
يبقى دائما أمام خيارين، إما أن يوظف المجتمع، أو أن يلجأ إلى الجماعة الوظيفية،
والإخوان جماعة وظيفية، تخدم على الحاكم وتحقق مصالحه بشكل أو بآخر، والجماعة
الوظيفية قد تخرج عن الإطار في وقت من الأوقات، فيتم إقصاؤها، إلا أن تحتاجها
الدولة مرة أخرى فتقوم بتوظيفها باختلاف المسمى، ك49، 53، وعصر السادات، ومبارك
على مدار عصره من خلال المكايدة السياسية.
وتوظيف
المجتمع يعني المجتمع السياسي الناضج الديمقراطي من مجتمع مدني ونقابات، ومجتمع
فعال، وعليه تلجأ الدولة إلى الجماعة الوظيفية وسد ثغرات النقص في تلك الأمور وعدم
قدرتها علي توظيفها، وقدرة الإخوان على ذلك يرجع إلى قدرتها المالية والأيدولوجية
الكبيرة والتزام أفرادها بقرارات السمع والطاعة وما شابه مما يحفظ مصالح وسياسة
البلد، بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة.
ولماذا
يرغب النظام الحالي في إعادة توظيف الإخوان في هذه المرحلة؟
في
السبعينيات استطاع السادات أن يطلق العنان للإخوان في كتابة الأدبيات التي يعلنون
فيها مظلوميتهم بشكل قوي، كـ"أيام من حياتي" لزينب الغزالي، والبوابة
السوداء لأحمد رائف، وتاريخ مذبحة طرة، في حين أن الدولة لم تتمكن من توثيق جرائم
الإخوان في تلك المرحلة، فتشكل وجدان الشعب المصري على ظلم جمال عبدالناصر، وتعذيب
المسجاين بقسوة وقتها، ولأسباب دينية محملة بإساءة للدين داخل السجون، مما يسبب
كراهية أكثر من الشعب وفقا للعقيدة الشعبية.
والفترة
الحالية لم يحدث التوثيق أيضا بشكل جيد، بل يضاف إليه توثيق حقوق الإنسان العديد
من حالات الانتهاك تحدث للمواطنين، ومع صدام تلك الوقائع الموثقة مع مجتمع مدني
غير إخواني، زاد الأمر سوءا، وكل تلك الأشياء مع الجبهات المفتوحة التي تحارب فيها
الدولة، من ملفات إرهاب وأزمات داخلية من صراعات مع أحزاب، ونقابات، ومشاكل اقتصادية، وحدودية، يجعل الدولة تبدأ في البحث عن الجماعة الوظيفية حتي تخفف عن
عاتقها تلك الأعباء، فالدولة لا يمكنها المحاربة على جبهات مفتوحة، كما أن استخدام
فزاعة الإخوان كجماعة وظيفية مرة أخرى، يزيد من قوة الدولة التي يقارن شعبها بين
تواجدهم وتواجد بديلتهم الإخوان، وذلك خير من القضاء عليهم تماما.
أغلب الشباب الذي انتقل إلى داعش، كانوا من شباب المسيرات الإخوانية العاديين وكان انتقالهم إلى داعش بحث عن
قوى أكبر يثأرون من خلالها، هل كان التعامل الأمني وحده مع تلك التظاهرات خاطئا؟
الأمن
ضروري بالطبع ولكن ليس وحده، وبشرط عدم التجاوزات، وهناك نوعان من الإرهاب، إرهاب
فكري، وإرهاب مادي، والقانون لا يتعامل بالنوايا، ومع ذلك يمكن اعتبار التصريحات
المحرضة والتي تحث على الكراهية إرهابا، كتصريحات ياسر برهامي ضد المسيحيين، بعدم
التهنئة، ووجوب كرههم، ولكن القانون لا يتحرك في بعض الأحيان إلا بالأهواء
والسياسة فيترك المجال للبعض لإطلاق التصريحات كما يشاءون.
والتعامل
مع تلك المسيرات كان يجب أن يحمل معه الجانب الفكري، والإعلامي، والفني، والثقافي،
وأن يقتصر التعامل الأمني فقط علي الإرهاب المادي.
بإستعراض
فترة حكم الإخوان حتى 30 يونيو، بأحداثها من إعلان دستوري، وأحداث الاتحادية،
وتوريط للجيش، وإقصاء للقوى الثورية المعارضة وغيره من الأزمات الاقتصادية
والسياسية.. كيف ترى هذا العام الأسود؟
صراحة فإن
الإخوان، تورطوا في موضوع الرئاسة، وكان مجلس الشوري بالجماعة رافضا لفكرة الترشح إلى الرئاسة، ولكن أعتقد التشجيعات الدولية لخيرت الشاطرـ شجعته علي التصويت داخل
شوري الجماعة، والذي يدل علي مهزلة حقيقية، حيث تم إعادة التصويت 3 مرات إلى أن
جاءت الكفة بعد التأثير عليها وإقناعها بقبول فكرة الرئاسة، ومع التقدم إلى
الرئاسة وقع الإخوان في التورط في إدارة ملفات، هم بعيدين كل البعد عن معرفة
كيف تدار، كما أن الشارع لم يكن ناضجا سياسيا في ذلك الوقت، وملتهب بشكل كبير
يجعله لا يقبل بأي تخاذل تحت أي باب، أو حسن نية، فكانت المواجهة بين الشعب ويد
الإخوان السوداء، وأحزاب لا تعرف التفاصيل وكيف تدار الدولة، ومن أين تأتي
الأموال، ومن أين تستطيع أن تقيم الفساد، فالثغرات غير معلومة، ومصر كانت تدار
بحكم الفرد أو "شلة" الجماعة.
وتعنت
الإخوان وعدم تعاملها مع الاعتراضات والرفض بشيء من المرونة، واستحواذهم على كل
مقاليد القوة، ومؤسسات الدولة، لخوفهم من النزول عن الكرسي، الذي سيكون بمثابة
نهاية الجماعة كما يدركون، جعلهم محل رفض وعداء من الشارع الثائر، والملتهب ضدهم،
فكان تعاملهم أكثر كارثية من خلال الميليشيات التي تدفع إلى الشوارع، بغرض منع القوة
الثورية من التعبير عن نفسها، فكانوا يحشدون عربات لجلب الإخوان من المحافظات،
واعتدوا على أحمد دومة، وشاهندة مقلد رحمها الله، ظانين أنهم بتحمكهم بالإعلام
قادرين على تغير الحقائق وتسكين الشعب المصري، ولكن كل الحقائق كانت تؤدي إلى 30
يونيو.
لماذا
تعامل الإخوان مع فكرة تمرد بأسلوب الحشد والحشد المضاد.. وأن الجيش يستحيل أن
ينحاز إلى الشعب أو سيلتزم الحياد على الأقل.. وبالتالي أكثر الأمور سوءً أن يؤدي
الأمر إلى أحداث اتحادية جديدة؟
تم إقرار
هذا التصور لأنه كان قابلا إلى التنفيذ، لولا أن انحاز الجيش لمنع الحرب الأهلية،
والصدام، والدليل علي ذلك هو نقصان أعداد تظاهرات 30 يونيو ليلا، والتي كان من
الصعب أن تتمكن تلك الأعداد من الحسم، أو عزل محمد مرسي، ولكن استشعار الجيش
ببوادر الخطر والحرب الأهلية، مع وجود معلومات عن حملات اعتقالات واسعة لنشطاء
وسياسين، كما أن انحياز الجيش إلى الشعب جاء بعد إقرار ودراسة للواقع، من شعور
الجيش بإمكانية تورطهم في حرب مع سوريا، وإنزعاجهم لجلوس والدة خالد الإسلامبولي
وقادة الإرهاب في احتفالات 6 أكتوبر، والإفراج عن العديد من آخذي الأحكام، كقاتل
فرج فودة، اضافة الي بعض الامور التي رصدتها المخابرات المصرية من تواصل مع
الظواهري، والعديد من قادة الإرهاب، والذين كانوا من الممكن أن يودوا بمصر إلى
دولة الخميني الدينية القاسية.
كيف كان
من الممكن أن يخرج الإخوان من المشهد في 30 يونيو بشكل يحفظ تواجدهم؟
طبقا إلى رواية أبوالعلا ماضي، ومحمد محسوب وقت كان وزيرا بحكومة هشام قنديل، والذي كانوا
جزء من تحالف دعم الشرعية، أنهم نصحوا بتغيير الحكومة وعزل النائب العام، ومحاولة
خلخلة الأمور، بعد محاولة إلى خلخلة الإعلان الدستوري بشكل ما، ومحاولة إدخال وجوه
وطنية بدل المحافظين التابعين إلى الإخوان، حتيى يمتصوا القوة الثورية المعارضة.
من أين
جاءت ثقة الإخوان وتعنتهم تحت شعارات الصمود ومكملين وقت الاعتصام بأن ذلك سيحقق
نصرا وأن الأمر يتوقف على الوقت ليس أكثر والجيش سينقلب على عبدالفتاح السيسي وقت
كان وزيرا للدفاع؟
اعتقد أنهم حصلوا على بعض الطمأنات والضمانات الخاطئة، من بعض الشخصيات بالداخل، أو
الخارج، وجدير بالذكر مشهد تهليل الشارع الربعاوي عند إعلان منصة رابعة أن الأسطول
الأمريكي على الشواطئ ليحسم الأمر ويعيد مرسي إلى مكانه.
ومع
تورطهم في الأحداث أثناء الاعتصام، قرروا التثبت ظننا أنهم من الممكن أن يجدوا
سبيلا شعبيا استغلالا لترويج الدماء المسال لأبنائهم، كما أن الشارع الربعاوي كان
قد أصبح تحت تأثير فصل العقل، والذي يتضح لقناعتهم لخرافات كانت تبث على منصة
رابعة كنزول جبريل، وأحلام في المنام عن تأكيد نصر شرعيتهم، وبالتالي فقدت القيادة
القدرة على السيطرة على الشارع الإخواني، بل أصبحت تحت تأثيرهم عصبيتهم، حتى إن
قيادات الإخوان لم يأخذوا بنصائح "راشد الغنوشي"، و"كاترين
أشتون"، بضرورة بحث المفوضات والاكتفاء بحل وسط مع التخلي عن بعض الأمور التي
لم يعد لها وجود الآن.
ما رأيك في التعامل الأمني مع الاعتصام والفض؟
بالطبع كنت أؤيد فض الاعتصام، ولكني غير راض عن الأداء الذي لم يكن بشكل قويم، فطبقا إلى روايات البرادعي وحازم الببلاوي أن الضحايا لن تزيد عن 25-30، ويصل عدد الضحايا الـ400 – 800 أمر صعب مهما كان نوع السلاح الذي تعامل به إرهابي الاعتصام، فإنه مع ذلك وفي ظل عدم معرفة من يقتل، هل هو إرهابي حقا أم شخص آخر كان يرى الخير في تواجده، وكنت أنصح بعد ذلك أن نتخلص من لعنة الدماء من خلال تقديم التعويضات "الدية" لآهالي المتوفيين.
تعقيبك
على تصريحات محمود حسين أمين عام الجماعة برفض فكرة الصلح.. وما رأيك في انقسام
جبهتي الجماعة حول هدنة محمود عزت أو عنف محمد كمال.. وما الذي يأول إليه ذلك
الانقسام؟
لا
أعتقد أن هناك تعتنت من الإخوان في عملية الصلح، فقرار الجماعة أصبح خارج عن
رغبتها وحدها، في ظل انزلاق الجماعة تحت وطأة قطر وتركيا، وتوجيه المخابرات
الغربية بشكل أو بآخر الإخوان إلى كفة المصالحة، وأعتقد أن عملية المصالحة لا ترضي
المجتمع المصري، ولا أبناء الجماعة، ولكنها قد تأخذ شكل الهدنة.
كما
أن هذه التصريحات يبطلها شواهد الأحداث من حالات إفراج عن قيادات، وشباب الإخوان،
وعمليات الخروج الحتمية، التي يوجبها عدم حسن توثيق جهاز الشرطة للمحاضر، وعدم
استوفاء شروط الاحكام للقضاء، فتصريحات محمود حسين هي جزء من الخوف من الانتهاك
علي صفحات التواصل الاجتماعي ليس أكثر.
ولكن
الإخوان لم يعودوا مسئولين عن أبناء الجماعة فقط، فالاعتصام دمج شباب من خارج
الجماعة غير مسئولين من قيادات أو مرتبطين بقواعد السمع والطاعة.. كيف يتعامل
الإخوان مع هؤلاء في ظل المصالحة وحماس الشباب لاستكمال العنف؟
بالطبع
هؤلاء الشباب معبأين بطاقة ثأر وكراهية كبيرة، ولكن الكتلة الصلبة للجماعة تم
تسكينها، تحت مسميات وضوح الرؤية، والعودة إلى العصر المكي عصر الإعداد، حتى
يتمكنوا من العودة مرة أخرى للحكم والبرلمان وعصر المدينة والقوة.
فالشباب
من خارج الجماعة لم يعتد القيادة، وغير قادر على القيادة، وفي ظل هذه الأحداث يلجأ
هؤلاء الشباب إلى تكوين مجموعات تمارس العنف، أو يلجأون إلى الذهاب لداعش.
هل
الدولة تركت المساحة للأخوان، لإقامة الأسر، واللقاءات ومجالس الشعب حتى يتمكنوا
فيها من بث رسائلهم من أجل المصالحة؟
للأسف
الشديد هذا شيء قررته الدولة بنفسها، فخرجت قيادة الوسط من التنظيم من السجون،
بحيث لا يترك القواعد دون قيادات، فعمل على توازن الجزء الهرمي الأوسط، إضافة إلى الجزء الهارب من البداية بكل تأكيد، ولكن هذا الأمر إن كان برؤية بعيدة أو متوسطة
المدى يمكن قبوله، ولكن إن كانت الأمور تدار يوم بيوم، يصبح الأمر في غاية
الخطورة، فإن كانت الرغبة في دمج الإخوان في المجتمع بطريقة تناسب دستور 2014 فإنه
أمر مقبول ولكن بمسمي آخر وفكر آخر ضد الإخوان وترتضيه الدولة، إنما فكرة عودة
الإخوان بمسماهم وترك لهم الباب "مواربا" بكل حرية، فهذا ما لا يمكن
قبوله.
عملية
تصاعد الإرهاب وتغير موازين القوى وعملية مهاجمة داعش إلى الإخوان في إصداراتهم..
هل يدفع الإخوان إلى إعادة الحسابات وبحث أفضل الطرق التي تحفظ تواجدهم؟
بكل
تأكيد، فإبراهيم منير نائب مكتب الإرشاد بالجماعة، منذ اسبوعين في جلسة اجتماع
أمام مجلس العموم البريطاني عندما سُئل على المرأة والشذوذ، وغيرها من القضايا،
أجاب إجابات شديدة الرعونة، وأدان العنف، والإرهاب، حتى وصل به الأمر إلى إدانة
الجماعة الإسلامية التي وقفت مع الجماعة منذ وقت الاعتصام، كما نصح مجلس العموم
الجماعة بإعادة الحسابات والوقوف عن العنف.
مما
جعل الجماعة ينصح مجموعة كمال بالتوقف عن إطلاق التصريحات التي تدعو إلى العنف،
والثورية، وذلك لبحث عملية الصلح بشكل جدي.
ولكن
محمد منتصر المتحدث الإعلامي لجبهة محمد كمال أعلن نزوله في مظاهرات بمنطقة عين
شمس وتأكيدهم أن الشورة بالميدان وليست بالخارج؟
أعتقد أنه لا يوجد شخص بعينه يدعى محمد منتصر، ولكنه اسم إعلامي يديره مجموعة من
الأفراد، وصدر عنهم عدة تصريحات صوتية، كما أن مجموعة كمال بمصر وكانت تحت تأثير
شباب الشارع، ولم يدركوا تعقيدات الخارج، ومن هنا حدث الصدام، فاستقال كمال أثر
ذلك إداريا، ولكنه بقي تنظيميا كعضو بالجماعة.
ما
تأثير الأحداث الدولية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على جماعة الإخوان
والإرهاب عموما؟
اعتقد
أنه سيعيق حركة الجماعة، وتجمعها بسهولة خصوصا في لندن، ولكن مجموعة الإبياري،
وإبراهيم منير، لديها إقامة شرعية تحفظ تواجدها.
أخيرا
نظرتك للفترة القادمة والمستقبل السياسي في مصر في ظل كل هذه الأحداث على الساحة؟
لا
نستطيع التهكن بشكل كبير، ولكن عامة فإن الملامح غير واضحة، والدولة مرتبكة بشكل
كبير، ولا أعتقد أننا مقدمون على مرحلة استقرار سياسي، خصوصا في ظل المشكلات العدة
والمفتوحة داخليا وخارجيا، وربما تحدث مظاهرات عدة مما يطلق عليها البعض فئوية
بسبب قصور في النواحي الاقتصادية، والسياسية، ولكن إذا استمر السيسي في ولايته
الحالية، وولاية أخرى، فانه سيلاقي العديد من المشكلات التي تشير إليها المؤشرات
بقوة.
وهذا
لا يلغي أننا في حالة استقرار أفضل بكثر من قبل الـ30 من يونيو، من استقرار أمني
بشكل عام، ولكن مع عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، نتوقع بقاء الارتباك
والاحتقان نوعا ما.