عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بعد 3 سنوات على ثورة 30 يونيو.. "الإخوان" تنقسم لجماعتين.. "كمال" ينجح في حشد الشباب لقيادة التنظيم بالعنف المستمر.. و"عزت" يسيطر على أنصاره بحلم المصالحة

محمود عزت ومحمد كمال
محمود عزت ومحمد كمال

لم يكن يتخيل أحد أن جماعة الإخوان الإرهابية التي ظلت متماسكة طوال عقود من الزمن، أن يأتي يوم عليها وتنقسم لجماعتين كل منها تريد السيطرة على الأخرى، والسيطرة على قيادة التنظيم بكامله، ولكن كان لثورة 30 يونيو التي خرج فيها الشعب المصري ضد الإخوان رأي آخر.

تحالف الصفر
على الرغم من أن ما يسمى بتحالف دعم الرئيس المعزول محمد مرسي الذي دشنه الإخوان خصيصا لاسترداد الحكم وإعادته للإخوان من جديد، إلا أن حصيلة فاعلياته وخطواته داخل مصر وخارجها في نجاحها في تحقيق هدفها تساوي صفر، ويعود السبب في هذا الأمر إلى أن الدولة بعد 30 يونيو جففت منابع جماعة الإخوان تماما التي كانوا يحصلون من خلالها على التمويلات التي كانوا يدفعونها للعائلات بالمحافظات من أجل حشدها في وجه السلطة للتظاهر باسم الدفاع عن الدين، ذلك الأمر الذي كان له أثرا بالغ السلبية على الإخوان، ونتج عنه عدم قدرتهم على تنظيم مظاهرة واحدة في نهاية المطاف، واقتصر دور التحالف هذه الفترة على إصدار البيانات فقط من خلال صفحته على فيس بوك، وتحريض أنصاره على النزول ضد الدولة لتنفيذ المظاهرات والعنف، ولكن صار الأمر بالنسبة للإخوان أشبه بالمثل الشعبي الذي يقول: "لاحياة لمن تنادي".

بداية الانقسام
بداية انقسام جماعة الإخوان أساسها اختلاف في الأفكار، إذ يرى محمد كمال الذي تولى مسؤولية المكاتب الإدارية بعد سجن قيادت الإخوان، أنه على التنظيم أن يجمع صفوفه في الداخل والخارج من أجل اتباع منهج العنف ضد الدولة واستمرار المظاهرات في الوقت الحالي، وأن أي تراجع عن ذلك يعتبر إهدار لخطوات استرداد السلطة مرة أخرى، الأمر الذي أدخله في صراعات كبيرة مع منافسه الآخر الذي يريد تطبيق فكره والسيطرة به على التنظيم وهو محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان.

يرى عزت أن الإخوان لابد أن تتخذ خطوة للخلف لتحضير نفسها جيدا للمواجهة مع الدولة، وأن ليس معنى اتخاذها خطوة للوراء أنها ستتخلى عن منهج العنف أو أنها ستبع السلمية، الأمر الذي بالطبع رفضه كمال وأنصاره الذين أغلبهم من الشباب، والذين يتسمون بالطاقة والعصبية، بعكس أنصار عزت الذين يمثلون الأعمار الكبيرة وشيوخ الجماعة.

استقالة وتصدير أنصار
ظل الصراع محتدم بين كل من كمال وعزت على حشد ما يمكن من أنصار للسيطرة على الجماعة، إلا أن هذا الصراع وضع كمال في موضع الإحراج نظرا لما يتمتع به شيوخ الجماعة أنصار عزت من قدسية داخل التنظيم، وأنه يجب على الجميع احترامهم وتنفيذ ما يريدونه، الأمر الذي أجبر كمال على الاستقالة، ولكنها لم تكن استقالة بالمعنى الصحيح وكانت للمراوغة وتصدير أنصاره لاستكمال الصراع مع عزت.

انتخابات وانقسام
تصدير كمال لأنصاره نتج عنه إصرارهم على إجراء انتخابات جديدة في صفوف الجماعة لتفرز ما تفرزه من مرشد جديد، ومكاتب جديدة في المحافظات على مستوى كافة المناطق والشعب، الأمر الذي رفضه عزت ولم يعترف به لأنه يعلم أن تلك الانتخابات لن ينتج عنها فوزه بمنصب المرشد العام الذي يتولاه خلفا لمحمد بديع المسجون حاليا على ذمة قضايا تحريض على العنف والقتل، وبالرغم من ذلك أجرت عدة شعب ومناطق انتخاباتها الداخلية، وانتهت محافظة الإسكندرية من الانتخابات، لتبدأ محافظات جديدة أيضا انتخاباتها، الأمر الذي لن يعترف به عزت، وسيكرس انقسام الإخوان لجماعتين، واحدة أجرت انتخاباتها على مستوى جميع المناصب، والأخرى يقودها عزت.