شيخ الأزهر: الإسلام دين ودولة معًا
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الخلافة الإسلامية التي سقطت 1924 م بتدخل الغرب كانت تشكل بالنسبة للغربيين نوعًا من القلق والتوتر والخوف، وتزامنًا مع سقوطها صدر للشيخ على عبدالرازق أحد خريجي الأزهر وقضاة المحاكم الشرعية كتاب "الإسلام وأصول الحكم" الذي انتهى فيه إلى أنه لا توجد خلافة في الإسلام، وأن الإسلام دين وليس دولة، وأن الخلافة هي نوع من اغتصاب حقوق الناس والتعدي على حقوق الإنسان، وتمثل ديكتاتورية في الحكم إذا استثنينا فترة الخلفاء الراشدين.
وأضاف فضيلته في برنامجه "الإمام الطيب" الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصري وقنوات سي بي سي إكسترا، وإم بي سي مصر، وتليفزيون أبو ظبي، أن الأزهر رفض في ذلك الوقت ما قاله الشيخ على عبدالرازق، واتهمه بأنه رجل فرط في أزهريته وعقيدته.
وأكد شيخ الأزهر أنه قام العديد من العلماء من داخل مصر ومن خارجها بنقد كتابه رافضين ما جاء فيه، وقالوا بأن الإسلام ليس كما تقول دين وليس دولة، وإنما هو دين ودولة معا، مضيفًا "منذ ذلك أصبح موضوع الخلافة نهبًا أو حبلًا مشدودًا بين العلمانيين والإسلاميين؛ فالعلمانيون يتشبثون بكلام الشيخ علي عبدالرازق ويستشهدون به لتثبيت مقولتهم بأن الإسلام دين وليس دولة، والإسلاميون يرون أن العلمانيين يريدون القضاء على ذاتية الدولة وذاتية الدول الشرقية وعلى خصوصيتها وثقافتها، والحرب لم تنته حتى الآن".