بعد طلب اللجنة الدينية بالبرلمان تعديل المناهج الأزهرية.. متخصصون: البعض يحتاج إلى تنقية لمواكبة العصر.. وآخر: من يدعي الخلل في مناهجنا عليه مراجعة نفسه
أعرب عدد من علماء الأزهر الشريف، عن استيائهم الشديد مما صرح به الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، من أنه يتم تدريس كتب تراثية قديمة للطلاب بالمعاهد الأزهرية، مضيفًا أن هذه الكتب لا تصلح للتطبيق في العصر الحالي، لأنها ستحدث البلبلة والفتنة.
وأوضح بعض العلماء أن الطلاب يدرسون كتب قيمة تقود أذهانهم بعيدًا عن الانحراف منذ النشء، مشيرين إلى أن هذه المناهج أخرجت علماء ذات فكر مستنير، ما يدل على أنها صالحة للتدريس، فيما رأى آخرون أن البعض يحاول تشويه صورة الأزهر الشريف حسب ميوله واتجاهاته، مؤكدين أنه تم تطوير كل الكتب والمناهج بما يواكب العصر، وعلى من يدعي عدم ذلك أن يعرف ما يدور حوله أولا.
تعديلات لمواكبة العصر
بداية مع الدكتور أحمد زارع، المتحدث الإعلامي باسم جامعة الأزهر، الذى أكد لـ "العربية نيوز"، أن "التعليم ما قبل الجامعي بالمعاهد الأزهرية، يحتاج إلى تعديلات بسيطة ليتناسب مع طبيعة العصر الحالي"، مشيرًا إلى أن المؤسسة الأزهرية لها رسالة سامية وهدف واضح يتمثل في إبراز وسطية الدين الإسلامي.
وأضاف "زارع"، أن الكتب التي يتم تدريسها بالمعاهد الأزهرية، في مجملها كتب قيمة تقود أذهان الطلاب بعيدًا عن الانحراف منذ النشء، وتعمل على تشكيل عقلية الطالب بطريقة إيجابية يستفيد منها المجتمع، لافتًا إلى أن هناك بعض الكتب القليلة تحتاج إلى عملية تنقية لكي تواكب العصر الذي نعيشه ومستجداته.
وأوضح المتحدث الإعلامي بجامعة الأزهر، أن ما يحتاج إلى تنقية ليس له تأثير سلبي على الطلاب وإنما فقط لكي يتناسب مع الوقت الحالي وتغيراته التي طرأت علينا، متابعًا لابد من إجراء عمليات التطوير المستمرة في جميع المراحل التعليمية، وفقًا لدراسات متعمقة للحفاظ على خصوصية العملية التعليمية بالأزهر الشريف.
مناهج الأزهر أخرجت علماءنا
بينما أوضح الدكتور طه أبو كريشة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، أن كتب ومناهج المعاهد الأزهرية لا يوجد بها أي أمر يحتاج إلى تعديل، موضحًا أن هذه الكتب درسها علماء أجلاء لا يختلف أحد على فكرهم المستنير، وهذا دليل على أنها صالحة للتدريس في أي وقت وليس بها أي خلل أو ما شابهه.
وأضاف أبو كريشة، أن البعض يحاول التدخل في أمور ليس له علاقة بها ولا يعلم عنها شيئًا، مطالبًا من يقول بأن هناك كتبًا تحتاج إلى تنقية بعض محتوياتها أن يأتي بالشواهد على ذلك، وعدم إطلاق الأمر بشكل عام، حسب الأغرض والأهواء الشخصية.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن البعض يحاول تشويه صورة الأزهر الشريف بالافتراءات المضللة التي لا صحة لها، مشيرًا إلى أنها تحتاج فقط إلى عالم ملم بها جيدًا ولديه القدرة على توصيلها وشرحها للطلاب بطريقة سهلة وواضحة.
ادعاءات
من جانب آخر، قال الدكتور محمد عبد العاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر، لـ "العربية نيوز" إن لجنة إصلاح وتحديث المناهج في التعليم ماقبل الجامعي بالأزهر، انتهت من إجراء التعديلات الخاصة بالمناهج وتنقيتها، مشيرا إلى أن الكتب والمناهج الخاصة بالمعاهد الأزهرية التي يدرسها الطلاب تمت مراجعتها جيدا وتطويرها بشكل يتلائم مع الوقت الحالي ومتطلباته.
وأضاف أن ما يزعمه البعض من أن المناهج تحتاج إلى تعديل؛ ليس عنده دراية بما يدور حوله، معلقا بقوله "أصل ساعته متأخرة شويه لو ظبطها الأمر سيكون على ما يرام"، موضحا أنه تمت صياغة المناهج الجديدة بشكل معاصر، ويتمسك بالتراث الإسلامي في نفس الوقت.
وأشار رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر، إلى أن القائمين على الأزهر يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على أبنائهم الطلاب بعيدًا عن الفكر المتطرف الضال؛ خاصة في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، حيث تتشكل فيها العقول، وتسير وفقا لما كونته في هذه المرحلة المهمة، مؤكدًا أن الأزهر يتخرج منه خير بناة للوطن ويعملون لصالحه ويحافظون عليه، إلا أن البعض له أغراض خبيثة يحاول إشاعتها، والتأثير بالسلب على عقول الناس ضد من ينتمي إلى الأزهر، مختتما حديثه بقوله تعالى:"يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ".