بعد مرور ثلاث سنوات على الثورة.. تركيا وقطر الأبرز في عداء "30 يونيو".. روسيا والسعودية والإمارات والكويت أبرز الداعمين.. الاتحاد الأفريقي يتراجع أمام "إرادة الشعب"
انقسمت الدول بين مؤيد ومعارض، في موقفهم مع مصر بعد ثورة 30 يونيو، حيث وقفت عدد من الحكومات ضد الثورة المصرية ووصفها البعض بـ"الانقلاب العسكري"، بينما أيد آخرون إرادة الشعب المصرى معلنين دعمهم الكامل لقراراته.
فتعتبر روسيا والسعودية والإمارات والكويت، من أبرز الدول الداعمة لمصر منذ ثورة 30 يونيو، حيث أيدت تنصيب الرئيس السيسي رئيسا لمصر والتخلص من جماعة الإخوان، وظهر ذلك واضحا في برقية التهنئة التي أرسلها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس السيسي بمناسبة تنصيبه رئيسا لمصر، ودعا دول العالم للمشاركة بالمؤتمر الاقتصادي، مارس الماضي، الذي شهد إقبالا على أعلى المستويات.
وكانت الإمارات على رأس الدول العربية التي أيدت الثورة المصرية، وبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة 3 مليارات دولار، في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار.
واتخذت بعض الدول مواقف عدائية للثورة المصرية كان على رأسها كل من قطر وتركيا وإيران.
قطر
على الرغم من سعي المملكة العربية السعودية إلى عقد مصالحة بين مصر وقطر، إلا أن البلدين يشهدان توترا واضحا ظهرت بوادره عند سحب السفير القطري من مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان بها، وزادت حدة توترها عندما تحفظت قطر على الضربات الجوية التي شنتها مصر في ليبيا، إثر مقتل 21 مصريا على يد داعش، كما سحبت سفيرها مرة أخرى على خلفية اتهامات وجهها له مندوب مصر في جامعة الدول العربية السفير طارق عادل، بدعم التنظيمات الإرهابية، فضلا عن توجهات قناة الجزيرة التي وصفها مراقبون بالسياسة التحريضية ضد مصر.
ويأتي هذا التوتر في العلاقات في الوقت الذي لم تشهد فيه أيا من اللقاءات المباشرة للرئيسين صداما مباشرا، حيث تصافح الرئيسان خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستقبل الرئيس السيسي تميم في مطار شرم الشيخ لحضور القمة العربية.
تركيا
انتقادات حادة وجهتها القيادة التركية إلى مصر بوصفها ثورة 30 يونيو بـ"الانقلاب على الرئيس الأسبق محمد مرسي" كما تدين دائما الأحكام القضائية التي يصدرها القانون المصري بشأن جماعة الإخوان فيما تشدد مصر دائما على عدم التدخل في أحكام قضائها.
أمريكا أول "المرتعشون"
بعد القراءة الأمريكية إلى تطورات الموقف المصري منذ ثورة 30 يونيو ونظرتها لما حدث باعتباره انقلاب على حكم الإخوان، وما نتج عن ذلك من قطع المساعدات الأمريكية لمصر، ما دفع الأخيرة للاتجاه ناحية الجانب الروسي، لكن أمريكا أعلنت مؤخرا استئناف مساعداتها العسكرية لمصر، التي تقدر بـ1.3 مليار دولار، فضلا عن التصريحات الأمريكية بأن مصر دولة محورية في الشرق الأوسط وتواجه إرهابا داخليا، والإعلان عن دعمها لمصر في مواجهة هذا الإرهاب.
وعلى الرغم من تلك التصريحات، إلا أن هناك اجتماعات عقدتها وزارة الخارجية الأمريكية مع عناصر من جماعة الإخوان، أعلنت أنها تأتي ضمن اجتماعات عديدة مع فئات المشهد المصري.
إيران
بعد قطيعة دامت سنوات بين مصر وإيران، شهدت العلاقات المصرية الإيرانية في أعقاب ثورة 25 يناير أعلنت مصر فتح صفحة جديدة مع إيران فضلا عن الزيارات المتبادلة بين البلدين خلال حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي أجرى زيارة لإيران كانت هي الأولى لرئيس مصري منذ الثورة الإسلامية، كما حضر الرئيس السابق أحمدي نجاد قمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في القاهرة فبراير 2013.
وبعد ثورة 30 يونيو، وعلى الرغم من الدعم الإيراني لحكم الإخوان في مصر، إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية أعربت عن تهنئتها للرئيس السيسي في حفل تنصيبه رئيسا لمصر، كما تعلن قيادات البلدين دائما أنهما ليسا أعداء وهناك نية من البلدين لدعم العلاقات بينهما، إلا أنه في الآونة الأخيرة شهدت العلاقات توترا واضحا، لم يصل كعادته إلى صدام مباشر،على أثر امتداد النفوذ الإيراني إلى كل من سوريا ولبنان والعراق وخاصة اليمن.
تغير في القناعات
عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي وحكم جماعة الإخوان، أعلن الاتحاد الأفريقي تجميد عضوية مصر في يوليو 2013، إلا أن مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الأفريقي أعلن عقب انتخاب السيسي رئيسا إنهاء تجميد عضوية مصر بالمنظمة، كما شارك السيسي في قمة الاتحاد المنعقدة في مالابو في يونيو 2014، التي تناولت قضايا متعلقة بالأمن الاستراتيجي المصري في أفريقيا، ومنها قضية جنوب السودان وليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى والكونجو.