ننشر أبرز فتاوى مفتي الديار المصرية في العشر الأواخر من شهر رمضان.. أحكام زكاة عيد الفطر ومصارفها.. فضل ليلة القدر.. وأحكام وآداب الاعتكاف بالمساجد
يحتاج المسلم فى شهر رمضان أن يتعرف أكثر عن العديد من المسائل الشرعية والفقهية التى تتعلق بالعبادة وحياته اليومية، حيث يتوجه المسلم إلى العبادة والصوم وإخراج الزكاة والصدقات، فوجب عليه أن يعلم ما له وما عليه تجاه ربه وتجاه نفسه وتجاه الناس.
وتقدم "العربيه نيوز" أهم الفتاوى التى تتعلق بشهر رمضان وخاصة فى العشر الأواخر من رمضان والتى يجيب عليها نخبة من علماء دار الإفتاء المصرية.
أحكام زكاة الفطر ومصارفها
فمن جهتة قال الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، إن زكاة الفطر هي الزكاة التي يجب إخراجها على كل مسلم قبل صلاة عيد الفطر، وهي واجبة على الموسر، أمَّا الفقير المعسر الذي لم يتبقَّ له من قوته ما ينفقه في ليلة العيد ويومهُ شيءٌ فلا تجب عليه؛ لأنه غيرُ قادر.
وأضاف مفتى الديار المصرية، أن الزكاة شرعها الله تعالى طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وإغناءً للمساكين عن السؤال في يوم العيد، مؤكدًا أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، ولكن لا مانع شرعًا من تعجيل إخراجها من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية، لافتا إلى أنه يمتد وقت أدائها إلى غروب شمس يوم العيد كما هو مقرر في مذهب الشافعية ومن تأخر عن إخراجها لم تسقط عنه وإنما يجب عليه إخراجها قضاءً.
وأكد "علام" أن تصرف زكاة الفطر في مصارف زكاة المال كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} [التوبة:60]، كما يجوز أن يُعطي الإنسان زكاة فطره لشخص واحدٍ كما يجوز له أن يوزعها على أكثر من شخص.
وأشار إلى أنه لا تَجِبُ زكاة الفطر عن الميت الذي مات قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان؛ كما قال أهل العلم، كما أنه لا يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين، إذا لم يولد قبل مغرب ليلة العيد كما ذهب إلى ذلك جماهير أهل العلم.
"فضل ليلة القدر"
ليلة القدر فضلها كبير وعظيم لأنها الليلة المباركة التي يقول الله تعالى عنها: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، فهي ليلة خير من ألف شهر في الثواب والأجر، حيث تنزل الملائكة من السماء إلى الأرض ويؤمِّنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة والدعاء.
"أحكام الاعتكاف"
الاعتكاف هو الجلوس في المسجد من شخص مخصوص بنيه، حيث قال تعالى: {وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي المسجد}، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه اعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده، وهو سنة ومستحب في كل الأوقات.
وعن مدة الاعتكاف: يستحب لداخل المسجد أن ينوي الاعتكاف ولو كان لوقت يسير، وأَما أكثر مدة للاعتكاف فلا حد لها، كما أنه يستحب لمن أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أن يدخل المسجد قبل غروب الشمس من ليلة الحادي والعشرين من رمضان، وله أن يبيت ليلة العيد فيغدو إلى مصلى العيد من معتكفه في المسجد.
ومكان الاعتكاف هو المسجد، لقوله تعالى: (وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِ)، ولا يجوز للمعتكف الخروج من المسجد، إلا لعذر ضروري.
سبب تسمية ليلة القدر
قالت دار الإفتاء المصرية، إن ليلة القدر سميت بذلك؛ لأنه يُقَدَّر فيها ما يكون في تلك السَّنَة؛ لقوله تعالى: {فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4]، وقيل إنها سميت به لعظم قدرها عند الله، وقيل: لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها، وقيل: لأن للطاعات فيها قَدْرًا.
وأكدت دار الإفتاء أنه يُستَحَبُّ طَلَبُ ليلة القدر في جميع ليالي رمضان، وفي العشر الأواخِر، وفي ليالي الوِتْر منه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ".