الرجل الرمادي ولغز الإخوان.. "أبو الفتوح" الذي انشق عن الجماعة وقلبه متعلق بها
مشاركات سياسية وثورية.. نشأ فيها منذ أن كان طالبا، فكان دائما ما يعلو صوت المعارضة لنجده هو أول من يقودها، ثم يترك كل هذا ليكتفى بإسدال الستار عن الحياة السياسية دون تبرير أو عذر أو توضيح ليبقى سر ابتعاده لغزا لا يُفسر.
عندما نتحدث عن عبدالمنعم أبو الفتوح نتذكر على الفور عندما كان طالبًا بـطب القصر العيني التي كانت في ذلك الوقت رائدة في مجال العمل الإسلامي الخيري، ثم أصبح بعد ذلك رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة.
ثم اشتهر أبو الفتوح بحواره مع الرئيس الراحل السادات، الحوار الذى كان لا يتعدى بضع دقائق حيث خاطب الرئيس السادات بالعبارة الشهيرة "اللى حواليك بينافقوك ياريس" وظل يرددها ويعتز بها، ويذكرها دومًا في حديثه.
انضم لحركة الإخوان المسلمين وشغل منصب عضو مكتب الإرشاد بها منذ عام 1987 حتى 2009. وربما العلاقة القديمة بين النظام علمته دروب العمل السرى الخفى لصالح النظام من صفوف المعارضة، ومنذ هذا التاريخ ظهرت بداية تأسيس الجماعة الإسلامية بالجامعات وكانت بموافقة الأجهزة الأمنية فى عهد "السادات"، والذى دعمها لضرب الناصريين واليساريين، وكان أبو الفتوح وقتها من أنشط الأعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين.
اتهم أبو الفتوح بالاتصال بجهات خارجية من أجل إحياء فكر الجماعة، وجمع التبرعات استغلالًا للقضايا الإقليمية وأحداث غزة، وضخ هذه الأموال لخدمة أهداف الجماعة، والتى انتهت بإدانة كل من "عبد المنعم أبو الفتوح"، عضو مكتب الإرشاد، وأمين عام اتحاد الأطباء العرب، وغيرهم باستغلال أحداث غزة الأخيرة، وتوجيه الرأى العام العالمى والمحلى ضد مصر، وموقفها من الأحداث وإشاعة الفوضى داخل البلاد.
وأسس عبدالمنعم أبو الفتوح الطبيب الذي لا يمتلك عيادة يمارس فيها مهنة الطب ولم يكن معروفًا له تخصص طبي بارزًا والتحق بلجنة الإغاثة والطوارئ، الذى سمح له بجمع التبرعات والطوارئ وأعمال الإغاثة، الأمر الذي لم يكن مسموحًا بممارسته من خلال نقابة الأطباء، لأن القانون يمنع ذلك وهو ما دعا عبدالمنعم أبو الفتوح إلى القيام به من خلال الاتحاد وممارسة هذا النشاط من خلال الاتحاد يجعله خارج نطاق القبضة الأمنية والقانونية.
وكان أبو الفتوح انشق عن جماعة الإخوان الإرهابية عام 2011 بسبب رفضه قرار الجماعة حينها عدم تقديم أي مرشح لها في انتخابات الرئاسة وذلك قبل أن تتراجع الجماعة بعد ذلك عن القرار.
وبعد انشقاق أبو الفتوح عن الجماعة أسس حزب مصر القوية وشارك في الانتخابات الرئاسية وحل رابعًا في الانتخابات التي فاز فيها محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين عام 2012.
وبعد ثوره الـ25 من يناير عبر تغريدة عى تويتر قائلًا: "على المجلس أن يعود لمكانه الطبيعي وثكناته ويسلم السلطة لجهة مدنية منتخبة" وبعد عزل الرئيس محمد مرسى، دعا إلى الانضمام والمشاركة فى أحداث 306 معقبين أن هذه الخطوة تأتي في إطار بناء الوطن وتحريك الإرادة الشعبية لاستكمال ثورتنا.
وعند فض اعتصام رابعة العدوية أصدر حزبه بيانًا صحفيًا يتضمن الآتى: "يبدو أن التفويض الذى أرادته أجهزه الأمن أن يمنحه الشعب لها، كان تفويضًا بالقتل وليس مقاومة الإرهاب. واختتم بيانه قائلًا ندعو إلى إقالة الحكومة التى شارك رئيسها فى التفويض فورًا إن لم تكن قادرة على حماية المواطنين".
اختفى حزب مصر القوية عن المشهد الانتخابى خلال الفترة الأخيرة، لعام 2015 بعدما أعلن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس الحزب، مقاطعة الانتخابات، ورغم تلقى الحزب حينها دعوة للمشاركة فى مبادرة المشروع الموحد إلا أن الحزب لم شارك فيها.
اختفى أبو الفتوح بعد ذلك عن الحياة السياسية وقلت مشاركتة واكتفى بمشاركته البسيطة ونشر تغريدات فى سطور على تويتر تعبيرَا عن رأيه حول أى أحداث تحدث داخل مصر.
من الصعب التخمين هنا، فالمرشح السابق لرئاسة الجمهورية لم يقدم موقفا واضحا منذ ترشحه عام 2012، وحتى حزب مصر القوية الذى أنشأه لم يقدم أى نشاط حزبى ملحوظ طوال السنوات الأخيرة، لذا سيظل رد فعله لغزا.