زلزال انفصال بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يضرب الاقتصاد العالمي.. خبراء: هزة كبيرة في البورصات.. والمستفيد الأوحد الولايات الأمريكية.. وآخرون: مصر لن تتأثر
صوتت بريطانيا لصالح الخروج
من الاتحاد الأوروبي في قرار تاريخي، ستكون له تداعيات على الاتحاد نفسه، وعلى
السياسة البريطانية الداخلية، وذلك بعد 43 عامًا من العضوية، حيث أدلى 51.9% من
الناخبين البريطانيين مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد، مقابل 48.1% عبروا عن
تأييدهم للبقاء فيه، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية الجمعة.
من جانبه، أكد العديد من الخبراء الاقتصاد، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، سيسبب هزة
كبيرة في البورصات العالمية وقيمة الجنية الإسترليني وعلى قيمة اليورو، وأن
المستفيد من خروج بريطانيا هي الولايات المتحدة الأمريكية، وأزمة أوروبا تكمن فى
إنها لا تزال تعانى العنصرية داخل المجتمع الواحد.
ضربة كبيرة لـ"البورصات"
في
البداية، قال الدكتور أحمد صقر عاشور، أستاذ الإدارة بجامعة الإسكندرية،
لـ"العربية نيوز"، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى؛ يسبب هزة كبيرة
في البورصات العالمية وقيمة الجنية الإسترلينى واليورو.
وأضاف، أن
العالم يفتح حدوده الاقتصادية لتعاملات أوسع، وأن انفصال دولة وكيان مهم مثل
بريطانيا، سيؤثر بشكل عام على الشرق الأوسط؛ لأننا دول لسنا فاعلين رئيسين لا في
الاقتصاد العالمي أو حتى الاقتصاد الأوروبي.
وتابع
"الروابط الاقتصادية مع بريطانيا والقرارات الاستراتيجية المهمة لا يجب أن
تترك لاستفتاءات"، لافتا إلى أن السياسات الاقتصادية والتنموية لا يصح أبدًا
أن تستند على استفتاءات شعبية"، موضحًا أنه كان يبنبغى أن يكون هناك نوع من التفاوض
بين الاتحاد الأوروبى وبريطانيا بحيث إن المعترضين على استمرارها يتم الاستجابة
لبعض مطالبهم.
وأكد
أستاذ الإدارة، أن الوطن العربي بحاجة ماسة إلى مزيد من الروابط الاقتصادية؛
لمواجهة القوى الخارجية والضغوط العالمية ومحاولة الاستفادة من قدرتنا التفاوضية
مع العالم.
مصر لن تتأثر بخروج بريطانيا
في سياق
متصل، أوضحت الدكتور بسنت فهمي، أستاذ الاقتصاد والبنوك بالجامعة الفرنسية والخبير
المصرفي، لـ"العربية نيوز"، أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى
سيربك الوضع العام فى المملكة المتحدة، وأسلوب الاستثمار فى أوروبا وأسلوب
الاستيراد والتصدير والمنافسة داخل الأتحاد الاوروبى مع العالم.
وأضافت
فهمي، إن الأزمة الآن ليس خروج خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبى، بل ستلحقها
العديد من الدول وذلك لصعوبة شروط الاتحاد الأوروبى وخاصة نحو الدول الأضعف، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية لمصر لن تتأثر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، مشددة
على ضرورة ضبط النواحى النقدية في مصر.
وتابعت
فهمي "مصر يجب أن تأخذ شروط أفضل من الاستيراد والتصدير، لأن سيكون هناك
سياسة مختلفة من النواحى النواحى السياسية والدبلوماسية التى ستحمل العديد من
التغيرات".
وأردفت
"أن البورصات انهارت في أوروبا وآسيا، لافتة إلى أن المستفيد من خروج
بريطانيا هى الولايات المتحدة الأمريكية، موضحة أن أزمة أوروبا تكمن فى إنها لا
تزال تعانى العنصرية داخل المجتمع الواحد، فلم تتمكن أوروبا من خلق اتحاد حقيقى
بين الشعوب وانعدم التوافق بعكس الولايات المتحدة التى تسعى لتحقيق الوحدة بين
دولها وتحقيق نفس المبادئ والقوانين.
العرب خاسرون
من جانبه، أكد الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، لـ"العربية نيوز"، أن خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يؤثر بقوة على القارة العجوز "أوروبا"،
حيث تتوقف 30% من الصادرات لبريطانيا، إضافة لانهيار تام لعملة
"اليورو"، وبالتالي الأسواق المالية.
وأضاف
الخبير الاقتصادي، أن هذه الفتره صعبة للغاية على أوروبا، وسيتبعها خروج بعض الدول
من الاتحاد، وهو ما يعود بالسلب على الشرق الأوسط من حيث السياحة والبورصة وأسواق
المال، لكونه أيضًا جزء من العالم لكن بشكل أقل كثافة من أوروبا.
وأكد رشاد
عبده، أن بريطانيا ذاتها صاحبة التأثير الأكبر في العالم بأسره، فالعالم سيساير
الأزمة لفترة قصيرة، لكنها ستستمر مع المملكة البريطانية إلى المدى البعيد.