بريطانيا تنتصر للديمقراطية.. وتنفصل عن الاتحاد الأوروبي.. وخبراء: خروجها يفرض عليها عزلة دولية.. وهوية الإنجليز رجحت كفة الانفصال
أسفرت النتائج النهائية لفرز
أصوات الاستفتاء البريطانى عن 51.9% مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مقابل
48.1% مع بقائها فيه، وأعقب نتيجة الاستفتاء استقالة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون
من الاتحاد الأوروبي.
"العربية نيوز" تجيب
عن السؤال المطروح حاليًا على الساحة العالمية والسياسية، وهو ما تأثير خروج
بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي على السياسة العالمية من جهة، وعلى مصر والشرق
الأوسط من جهة أخرى؟.
عزلة دولية
في
البداية، يقول الدكتور سعيد اللاوندى، مدير مركز الدراسات الأوروبية والمتوسطية
بمركز الأهرام للدراسات، لـ"العربية نيوز"، إن قرار خروج بريطانيا من
الاتحاد الأوربى سوف يؤثر على بريطانيا بشكل كبير على كافة الأصعدة، وسوف يفرض
عليها عزلة دولية داخل الاتحاد الأوروبى.
وأضاف
اللاوندي، إن بريطانيا لم تكن تملك عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي، وكانت بعيدة بعض الشيء، حيث إنها رفضت الدخول في منطقة اليورو، وتمسكت بالجنيه الإسترلينى لأنه
يحمل التاج البريطاني وكانت تعتبر أن ذلك رمزًا من رموز السيادة الدولية.
وأكد
اللاوندي، أن الخسائر التى ستخسرها بريطانيا على المستوى الاقتصادي ستتضخم فى
الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن البنك المركز الأوروبي سوف يغلق فروعه في بريطانيا
وسوف يمثل ذلك خسائر مادية وتجارية كبيرة لبريطانيا.
وأشار
مدير مركز الدراسات الأوروبية، إلى أنها ستتأثر على المستوى السياسي، حيث إنها
تسير منذ زمن معصوبة العينين وراء سياسة الولايات المتحده الأمريكية، وبالتالى سوف
نشهد تغييرًا ملموسًا فى سياسة بريطانيا في الفترة المقبلة، مضيفًا أن الرأى العام
الأوروبي انقسم بعد هذا القرار فهناك بعض الأحزاب البريطانية اعتبرت هذا اليوم يوم
سعيد لبريطانيا، فيما أعرب رئيس وزراء فرنسا عن حزنه الشديد، كما أن هناك دعوات
لانفصال استكلندا عن بريطانيا، ومطالبات في هولندا للخروج من الاتحاد الأوروبي،
مضيفًا أن الخطر كبير وأن هذا التعليقات تعتبر قنبلة موقوتة للاتحاد الأوروبى.
الانفصال
يؤثر على مصر
ومن جانبه، قال الدكتور رفعت السيد، مدير مركز يافا للدراسات، لـ"العربية نيوز" إن
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يؤثر على كافة دول الاتحاد الأوروبي، والعلاقات
الدولية، ومصر والشرق الأوسط.
وأوضح
مدير مركز يافا للدراسات، أن الاتحاد الأوروبي سيتفكك وتظهر تكتلات دولية جديدة،
وبالتالي يظهر تحولا في التعامل ومواجهة اللاجئين، نتيجة لعدم خضوعها إلى اتفاقيات
الاتحاد الأوروبي التي فتحت المجال لاستقبال الوفود من اللاجئين، وأجبرت بريطانيا
على تحمل الإجبار الثقافي السياسي الاقتصادي الموحد.
وتابع
السيد أن العلاقات الدولية تتأثر بشدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث
يزداد الصراع الدولي وقد تظهر حروب باردة جديدة، ومصالح متعارضة، مؤكدًا أنه
إنصافا للحق، فإن ما نسمعه من لغات وحوارات دبلوماسية شيء، وما وراء الحقيقة شيء
آخر، فالواقع الآن يبين أنا بريطانيا قررت أن تنأى بنفسها ومتاعب الاتحاد
الأوروبي، عازمة على استعادة ذكريات المجد المنقضية، وبالتالي قد تظهر قوة جديدة
بريطانيا لتناطح القوي الروسيا، والأمريكية.
وأضاف
مدير مركز يافا للدراسات، أن تأثير الحدث على مصر والعالم العربي تأثيرا سلبيا،
حيث يقدم نموذجا سلبيًا للنزاعات الانفصالية الأخرى لدى بعض الجماعات كالأكراد،
والأرمند، والمسيحيين في بعض الدول، فيطالبوا بإنفصالهم وحقوقهم كما فعلت بريطانيا.
العبء الأوروبي
ورأت الدكتورة هدى راغب، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، لـ"العربية نيوز"، إن طبيعة الإنجليز الأصليين تميل إلى الاعتزاز بالنفس والهوية الفكرية والتراثية، وعليه كان قرار الانفصال يتوقع مهما تأخر وقت حدوثه.
وأضافت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الجانب الاقتصادي كان سببًا آخر وراء الانفصال، فبريطانيا ترفض فكرة الهجرة، وكثرة استقبالها إلى الأجانب، راجعين سبب ذلك إلى تفشي حالات الإرهاب؛ بسبب استيطان اللاجئين في بريطانيا، وأن هذا الخلط رغم نفعه على السياحة، إلا أنه يفتح بابًا واسعًا أمام الإرهاب.
وأشارت أستاذ العلوم السياسية إلى أن فكرة الاتحاد الأوروبي لم تعد فكرة جذابة، وستبدأ منظومتها في الانهيار، حسب ما توضحه المؤشرات، وتمسك الدول الأوروبية حتى الآن بهويتهم وثقافتهم وعملاتهم الخاصة عن اليورو في التعاملات المادية.
وتباعت راغب، أن ربما يكون الانفصال رغبة من بريطانيا في استعادة مجدها مرة أخرى، حيث تتغلب على معوقات اقتصادها، كاللاجئين، والإرهاب، مسترجعة قوتها الاقتصادية مرة أخرى، وتصبح بذلك قوة عظمى قادرة على مناطحة القوى الروسية والأمريكية، مشيرة إلى أن بريطانيا تمتلك مواصفات الدولة العظمى.