عامل الصحة: "لو مفيش بلاعة متكتمش مش هلاقي أكل"
يتحرك بدراجته في شوارع العمرانية، باحثًا عن "بالوعة" مكتومة، ليعرض نفسه على أصحابها لتصليحها، 35 عامًا قضاها في تصليح خطوط الصرف الصحي، لينتهي به المطاف مصابًا بالغضروف ولا يجد من يساعده، لأن أهل الخير لا يساعدون غير مصابي السرطان، حسب قوله.
رجب كامل، عامل صحة، يتحدث عن مأساته: "أنا أورزقي على باب الله، من 50 سنة أهلي سابوا الفيوم على أمل إننا نلاقي أكل عيشنا في القاهرة، ولفت بينا الأيام وأبويا مات، واشتغلت مع أخوالي في الترنشات، وطلعت على الدنيا لقيت نفسي بتاع بلاعات".
بعينين دامعتين يضيف الرجل الخمسيني: "عندي 6 أولاد مش متعلمين كان نفسي أعلمهم وأكون أبًا يتفاخرون بيه، وفيهم أربع بنات على وش جواز، وساكنين في أوضتين في المنيب بـ 400 جنيه، وأنا على باب الله يعني لو مفيش بلاعة متكتمش مش هشتغل".
"اشتغل تجيب لقمتك ولا تقول لحد اديني" مثل شعبي يكمل به "رجب" حديثه: "أنا بقالي 30 سنة بلف بالأسياخ بتاعتي في الشوارع، على أمل ألاقي شغلانة، وبتوع الحي عارفني فيها إيه لو شغلوني معاهم وأهو أبقى موظف، ويكون ليا رواتب وحوافز ولا بدل عدوى حتى، بس الوظايف في البلد دي للحبايب والقرايب، ولو في يوم تعبت ولادي مش هيلاقوا أكل".
"المريض في البلد دي يموت" بتلك العبارة يتذكر عامل الصحة موقفًا تعرض له: "أنا من الشغلانة دي جالي الغضروف في ضهري، ولما طلبت أن حد يساعدني بالعلاج محدش عبرني، وروحت الشئون الاجتماعية علشان أشوف حل، قالوا قدم ورقك وسيب الباقي على ربنا، ودلوني على مكان بيساعد الغلابة، ولما روحت قالوا إحنا مبنساعدش غير مرضى السرطان بس".
"أنا تعبت ونفسي أرتاح بس هعمل إيه في كوم اللحم اللي في رقبتي، أنا نفسي أمشي مرة بين الناس هدومي كويسة وريحتي نضيفة وأتعالج على نفقة الدولة زي بقيت البشر، في عز الساقعة الشتا بلف في الشوارع والمطرة مغرقه هدومي، على أمل إن ألاقي بير طافح أو شارع مكتوم أشتغل فيه"، بحسب كلامه.