بالفيديو.. "داعش ليبيا".. الإرهاب الطائر من سوريا والعراق.. التنظيم الدموي يروج لنفسه بـ"المذابح".. التهديدات الأمنية تنتقل لدول الجوار.. وانعدام الدولة فرصة للتوسع
أسئلة كثيرة تحيط بالمشهد "الداعشي – الفوضوي" في ليبيا بعد التطورات الأخيرة على الأرض، والتي دفعت دول الجوار ومن بينها مصر إلى التخوف من حدوث انفلات أكبر، قد تكون له تداعيات عاصفة ليس فقط داخل ليبيا التي انفرط عقدها.
والحاصل في المشهد الليبي، على مدار العام والنصف الماضي، يثير الدهشة والألم من واقع التردي الذي أصاب ليبيا، بعد عقود من بقائها دولة موحدة تحت راية العقيد القذافي.
سقوط "درنة"
وعلى
الأرض داخل ليبيا، بدأ عناصر التنظيم الإرهابي على مدى العشرين شهرًا الماضية في
التنقل من مدينة ليبية إلى غيرها، عبر عشرات من العربات والآليات، التى تعلن
قدومهم من مدينة الى أخرى بالإعلام السوداء وبالتقاليد الإرهابية الفجة، حتى
أعلنوا مدينة درنة التي يقطنها نحو 100 الف نسمة من سكان ليبيا "إمارة داعشية
كاملة" غيروا فيها النظام التعليمى بالكامل وألغوا فيها منهجى التاريخ والجغرافيا،
وفرضوا النقاب على جميع النساء بها، وأعلنوا ميادين وملاعب لكرة القدم كأماكن
للقيام بالإعدامات ضد معارضيهم فى المدينة أو المقاومين لهم، أو من يسمونهم
بالخونة الذين يعملون مع الجيش الوطنى الليبي أو جيش القبائل.
مذابح إجرامية لفرض السيطرة
وحتى يفرض
التنظيم سيطرته، ويملأ الرعب في قلوب السكان المحليين، فقد قام بالعديد من المذابح
الإجرامية، ومنها قيام داعش بذبح نحو 21 مسيحى مصرى في مدينة سرت، وبعدما تم
اختطافهم ونشرت صورهم مجلة دابق التى يصدرها التنظيم، وكانت عملية بشعة، وأعلنوا
أنها انتقامًا للنساء المسلمات من الكنيسة القبطية.
ثم قاموا باختطاف عشرات من المسيحيين الإثيوبيين "30 مسيحيًا" وقاموا بذبحهم أيضًا، كما قاموا بتبنى تفجيرات "القبة" التي استهدفوا فيه منزل رئيس مجلس النواب الليبى ومديرية أمن وغيرها من الأهداف بهدف تأصيل الفوضى داخل الأراضي الليبية.
ثم قاموا باختطاف عشرات من المسيحيين الإثيوبيين "30 مسيحيًا" وقاموا بذبحهم أيضًا، كما قاموا بتبنى تفجيرات "القبة" التي استهدفوا فيه منزل رئيس مجلس النواب الليبى ومديرية أمن وغيرها من الأهداف بهدف تأصيل الفوضى داخل الأراضي الليبية.
صراع العصابات
وبالرغم
من أن بعض ميليشيات وتنظيم القاعدة "الإرهابي" داخل ليبيا بقت على
ولائها لقادتها وعلى حروبها الخاصة وعملياتها مثل كتيبة طارق بن زياد التابعة
للقاعدة وبلاد المغرب الإسلامي عدم مبايعتها لداعش والبغدادي، وكذلك تنظيم انصار
أنصار الشريعة بقيادة أبو عبد الله الليبي، قبل أن ينشق عنه البعض فيعلن ولاءه فى
النهاية ومن معه لـ"داعش" فقد ظلت العمليات الانتقامية جارية بينهما،
حتى أعلن داعش مسئوليته عن قتل 2 من كبار قادة مجلس شورى مجاهدى درنة التابع
لتنظيم القاعدة يونيو 2015.
أرض خصبة للتوسع
وبحسب مصادر
أمنية وليبية مطلعة، فإن الخطر من تنظيم داعش ليبيا، قد يكون اكبر من تنظيم داعش
في سوريا والعراق، والذي يتعرض لضربات حقيقة، من جانب قوات التحالف الدولي ومن
جانب القوات الروسية والإيرانية وقوات الجيشين العراقى والسوري بما يصعب مهتمه فى
مواجهة كل هؤلاء، بينما فى ليبيا لا تزال الفرصة سانحة أمامه للتوسع وزيادة
النفوذ، وخصوصًا مع حالة انعدام الدولة فى ليبيا فهناك حكومتين و2 وزراء دفاع و3
رؤساء أركان!
التنظيم قادر على جذب المزيد من المقاتلين
وترى
تقارير أمنية، أن عدد قوات داعش ليبيا لا يزيد عن "3000-5000" إرهابى
لكن لو تركت لهم الفرصة فإن العدد سيتضاعف، خصوصًا أن مراكز بحثية واستراتيجية
أمريكية، ترى أن التنظيم قادر على اجتذاب مئات من العناصر الجديدة كل يوم، سواء من
داخل أوروبا أو الدول العربية والإسلامية، التي قد يلجأ بعض شبابها إلى التنظيم
بحثًا عن المال والبطولة الفارغة! وما يسمى بدعوى الجهاد!!
والحاصل
أنه رغم الإحاطة بتفاصيل كثيرة عن تنظيم "داعش ليبيا" إلا أن ما خفي كان
أعظم، إذ لا يعرف أحد الأهداف الاستراتيجية التي يسعى إليها التنظيم، فهل هو يريد
ليبيا فقط؟ أم يريدها وبعض دول الجوار؟.