المسلسل الأسود لاختطاف المصريين في ليبيا "مستمر".. "خطر الموت" ضريبة بحث "أبناء النيل" عن لقمة العيش ببلاد "المختار".. والميليشيات تضغط بورقة "الغلابة" لتمرير مطالبها
سادت الأراضي اللليبية، حالة من الفوضى، منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في أكتوبر 2011، حيث زادت الأمور صعوبة بالتزامن مع تصاعد صوت الإرهاب فى المنطقة.
وتعتبر ليبيا ما "قبل فبراير 2011" من أكبر البلاد التى كانت تحتضن العمالة المصرية، ومع اشتعال الأحداث بدأ العمال المصريون فى العودة إلى وطنهم بحثًا عن الأمن والاستقرار المفقود في بلاد "المختار"، حيث غادرها فى الفترة من فبراير إلى نوفمبر2011 أكثر من 800 ألف مصرى.
وعلى جانب آخر، استمر الآلاف غيره في الداخل الليبي يكافحون بحثًا عن لقمة العيش، ولكنهم لم يسلموا من التعرض لحوادث القتل والاختطاف المستمرة، حيث شهدت الفترة الأخيرة مسلسلا متكررا لخطف المصريين فى ليبيا في ظل غياب الأمن وضعف وتخاذل السفارة المصرية فى ليبيا فى حمايه مواطنيها، وكانت آخر حلقات هذا المسلسل ما كشفه أهالي قرية السوبي التابعة لمركز سمالوط بشمال المنيا، عن تعرض 8 عمال للخطف في ليبيا، بينهم 7 من أبناء المحافظة، والثامن من محافظة الفيوم، حيث رجحت المعلومات تعرضهم للخطف على يد كتيبة مسلحة تابعة للحكومة الليبية، للاشتباه في كونهم تابعين لتنظيم "داعش".
وذكر أقارب العمال، أن مسلحين خطفوا أبنائهم أثناء عودتهم من دولة ليبيا قاصدين مصر، وذلك في ظروف غامضة قبل نحو شهر، وهم: محروس جمعة بركات، ومحمد أحمد سيف، ورامي رضا توني، ونبيل حفظي سيد، ونجاح جمال توني، وخلف ناجح شتيوي، ووليد فرحان سوبي، وجميعهم من قرية السوبي بمركز سمالوط، ورمضان فرج عبدالرازق، وهو من أبناء محافظة الفيوم.
وترصد "العربية نيوز" فيما يلي أبرز حوادث الخطف التى تعرض لها المصريون المقيمون فى ليبيا خلال الفترة الأخيرة:
فى 18 أكتوبر 2013 تم أحتجاز 91 سيارة و150 سائقًا مصريًا بسبب إلقاء السلطات المصرية القبض على مجموعة من الليبين دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية، وفى 4 فبراير 2014 قامت كتيبة درع ليبيا باحتجاز 400 سيارة نقل مصرية؛ من أجل الضغط على الحكومة الليبية التى لم تصرف رواتبهم المتأخرة.
وفى 15 مايو 2014 تم احتجاز ما يقرب من 300 سائق داخل الأراضى الليبية، واختطاف 40 مصريا آخرين من أبناء محافظة الفيوم، بجانب مقتل طبيب مصرى قبطى وزوجته على يد مسلحين متطرفين فى 23 ديسمبر 2014.
كما تم اختطاف 7 مصريين بينهم 3 مسلمين و4 أقباط فى 29 ديسمبر 2014.
وجاءت الحادثة الأكثر بشاعة فى 7 يناير 2015 حين أقدم مسلحي التنظيم الدموي "داعش" باختطاف 21 عاملا مصريا قبطيا في مدينة طرابلس، وتم إعدامهم خلال الشهر التالي "فبراير" فى مشهد غير إنساني على أحد شواطئ ليبيا.
وفى 8 فبراير 2015 تم اختطاف 21 صيادا مصريا في ليبيا، وفى 9 سبتمبر من نفس العام تم اختطاف 12 مصريا في مدينة سرت الليبية، بينما تم اختطاف 7 مصريين، في 10 ديسمبر، حيث طالب الخاطفون بفدية قدرها 200 ألف جنيه للإفراج عنهم.
وفى 11 يناير الماضي تم اختطاف 20 مصريًا في ليبيا، ونجحت السلطات المصرية في الإفراج عنهم وإعادتهم للقاهرة.
وكانت آخر حوادث الإختطاف وقعت منذ شهر وتحديدًا فى 15 مايو الماضي، حيث استغاث أهالى عزبة راشد التابعة لمركز فوه، بالمسئولين، بعد اختطاف 6 من أبنائهم العاملين فى ليبيا على أيدى جماعات مسلحة.
ومازال مسلسل حوادث اختطاف المصريين فى ليبيا مستمر والأزمة تتفاقم والآراء تتضارب، فهل الحل فى عودة المصريين إلى بلادهم بحثًا عن الأمن أم عودة الاستقرار الأمنى إلى ليبيا؟.