بالفيديو.. أقوى استجواب بالبرلمان لإقالة محافظ المنيا.. النائب إيهاب عبدالعظيم :"نصر" لا يرى الشارع.. والمواطن يعاني من تردي الخدمات.. و"سيدة الكرم" فضحت تخاذل المسئولين
عانت عروس الصعيد طويلًا من تردي مستويات الخدمة، من تكدس للطلاب بالفصول، لتراكم المرضى على أبواب المستشفيات، مرورًا بتهالك شبكة الصرف الصحي، وصولًا إلى العطش الذي أصاب المحافظة، بسبب الانقطاع المستمر للمياه، وسوء حالتها ورداءة طعمها. الأمر الذي فاق طاقات المواطنين وأشعل ثورة الغضب بداخلهم ضد القيادات المحلية بالمحافظة، وعلى رأسهم اللواء طارق نصر، المحافظ.
وأمام رداءة الأوضاع بالمحافظة يومًا تلو الآخر، لم يجد النائب إيهاب عبدالعظيم، أمامه إلا التقدم ببيان عاجل للمطالبة بإقالة محافظ المنيا، اللواء طارق نصر، بسبب تردي حالة الخدمات المقدمة لمواطني المنيا بشكل عام، قائلًا: "محافظ المنيا بطيء ولا يليق بمستوى المحافظين السابقين، فلدينا أسوأ شبكة صرف صحي وطرق في مصر"، مؤكدًا أنه لا يوجد مسئول واحد في الحكم المحلي بمحافظة المنيا يسمع المواطنين في الشارع لتفقد الخدمات أو التأكد من حالتها.
وأشار "عبد العظيم" إلى أن الحكومات المتوالية تتعمد تهميش الصعيد في الخدمات وفي كل شيء، حتى في القيادات، فجعلته حقلًا لتجارب القيادات فيه، قبل أن تنتقى الأفضل منهم وتصعده لمحافظات الوجه البحري أو تصعيده لتولي الحقائب الوزارية المختلفة.
وأكد نائب دائرة المنيا، أن المحافظة تعاني من تراكم القمامة والمخلفات بجميع الشوارع والميادين، بالإضافة إلى انهيار شبكات المياه والصرف الصحى، وسوء الأحوال فى المستشفيات والمدارس، نتيجة تدني أداء المحافظ وجميع القيادات التنفيذية بجميع مراكز المحافظة، مما أدى إلى تراكم المشكلات، مشيرًا إلى تفاقم أزمة البطالة بالمنيا.
وتساءل "عبد العظيم": "هل يعقل لمحافظة كبيرة مثل محافظة المنيا أن يكون بها مصنع واحد لتدوير القمامة على مستوى المحافظة بملوي، رغم تراكم أطنان القمامة فى الشوارع والميادين؟"
لم يقتصر الأمر على تردي الخدمات بالمحافظة، بل زاد سوءًا بعد فشله في التعامل مع بعض الأزمات الداخلية في المحافظة، وعلى رأسها واقعة الفتنة الأكبر للعام الجاري، وهي واقعة "سيدة الكرم" والمعروفة إعلاميًا بتعرية سيدة المنيا، على خلفية إشاعات علاقة عاطفية بين ابنها وإحدى المسلمات بالقرية، وهي الأزمة التى تركتها القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة دون تصرف حكيم.
حملات الإقالة
وعلى خلفية حادث "سيد الكرم"، انطلقت عدة حملات تطالب بإقالة اللواء طارق نصر، بسبب تقاعسه وتخاذله في احتواء الأزمة، وعى رأسها حملة "إقالة محافظ المنيا"، وحملة "تقدم" لنفس الغرض، إضافة إلى مطالب عدد من شباب الأقباط بضرورة إقالة اللواء رضا طبلية، مدير الأمن، بسبب ما أسموه بالتقصير في اتخاذ الإجراءات اللازمة فى أزمة المنيا.
ودشن المطالبون بالإقالة، صفحة على التواصل الاجتماعي تطالب بإحالتهما إلى محاكمة عاجلة، لما اعتبروه تقصيرًا من قبلهما، وكذلك إطلاق تصريحات غير مسئولة، في أزمة تعرية سيدة مسيحية بالمنيا.
ومن جانيها، أعلنت حركة "تقدم" الشبابية بمحافظة المنيا، تدشين حملة للمطالبة بإقالة محافظ المنيا، اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، على خلفية أحداث الكرم.
وأكد مؤسس الحركة، ميلاد هيلا سلاسي، أنهم أطلقوا حملة لإقالة المحافظ، على خلفية أحداث الكرم وتعرية سيده مصرية، لاسيمًا أن الأمن يتحمل المسئولية كاملة بشأن وقوع الحادث، مؤكدين أن الحادث جلل ولابد من محاسبة كل المقصرين ومعاقبة كل المتورطين فيه؛ مؤكدًا على أن المحافظ هو المسئول الأول ووجب محاسبه كل المتقاعسين.
وأشار إلى أن هناك حالة غضب شعبي إزاء الحادث، ولذا يتطلب الأمر إقالة المحافظ كجزء من الحل، وتابع: "إن الشباب يرى تلميحات بعض أعضاء مجلس النواب، بإجراء جلسات صلح عرفية تصريحات كارثية، والجميع يرفض إجراء جلسات عرفية ومطالبين بسيادة القانون ومحاكمات سريعة تعيد كرامة المصريين التي أهدرت في الكرم".
حقوق الإنسان بالنواب تطلب الإقالة
ومن الحملات الشعبية إلى السلطة التشريعية، وتحديدًا فى إحدى جلسات لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، وبحضور المستشار مجدي العجاتي، وزير الشئون القانونية، وشئون مجلس النواب، إتهمت اللجنة الحكومة والجهات الأمنية بالتقاعس والإهمال في ضبط الجاني المتورط فى واقعة قرية الكرم بمركز أبوقرقاص بجنوب محافظة الصعيد، مطالبين بسرعة إقالة المحافظ.
وأكد النواب، أنه غالبا ما يلجأ الأمن للتصالح العرفي وبشكل إجباري حينما يعجز عن حل الأزمة، وهذه ليست الواقعة الأولى التي تتخاذل فيها الجهات الأمنية، الأمر الذي رفضه النواب.
وانتقد عضو مجلس النواب عن المنيا، محمد بدوي، أن المحافظة أصبحت مسرحًا لكل العمليات الطائفية، ابتداء من حرق الكنائس، مشيرًا إلى أن الدولة تتعامل على أساس شعارات التطوير والخطاب الديني، بالرغم من المعاناة الشديدة في التنمية والقصور الأمني، مؤكدًا على حاجة المحافظة للقيادات الأمنية التي تتميز بالكفاءة.
برلماني يطالب بمحاكمة "نصر"
ومن جانبه، طالب سكرتير عام محافظة أسيوط السابق، وعضو مجلس النواب الحالي، جمال عباس، على ضرورة محاسبة المحافظ الحالي، اللواء طارق نصر، على تقصيره فى احتواء أزمة عجوز المنيا، وقبل أن تتحول إلى فتنة طائفية.
وأضاف "عباس" أنه لابد من محاسبة كل مقصر أيًا كان موقعه، والقانون يمنحنا هذا الحق، فبعد أن حاكمنا رئيسين سابقين بسبب بعض الأخطاء والممارسات التى رفضها الشعب، فلا حصانة لأي مسئول يقصر بحق المصريين وأمنهم وسلامتهم.
وأشار إلى عظم الجرم الذي ارتكبه مدير أمن المنيا ومحافظها، عندما تباطؤا في التحرك لاحتواء أحداث قرية الكرم، خاصة أن هناك عرفًا لسرعة تسوية أية خلافات تحدث بين مسلمين وأقباط، لأنها تصبح وليمة دسمة للمتربصين بأمن الوطن واستقراره، وسلامة أبنائه، وكسر وحدة عنصري الأمة، اللذين صمدا أمام محاولات الفرقة وتأجيج الخلاف.
