أعادت محاضرات الشيخ أسامة الأزهري التي يلقيها في سجن العقرب2 شديد الحراسة، علي شباب الإخوان والتيارات الجهادية والمنتمين الي داعش، عملية المراجعات الفكرية للمنتمين الي التيارات الجهادية والتكفيرية في عهود عبدالناصر، والسادات، ومبارك، والتي تبناها ناصر بالكبت والمنع والمحاكمات، والسادات بمحاولات الدمج والانفتاح، ومبارك بالسياسة والاتفاقيات.
وشهدت تلك المراحل شخصيات عدة حملوا على أعناقهم لواء المراجعة الفكرية أمثال مكرم محمد أحمد، ونصر حامد أبوزيد، وعبدالجواد ياسين، وحسن حنفي، ومحمد الجابري، وعلي مبارك، وفرج فودة بمناظراته النارية مع المستشار مأمون الهضيبي مرشد الإخوان والشيخ الغزالي والكاتب الإسلامي محمد عمارة، حيث واجههم فودة بالحجج والأدلة، فهل ينجح مستشار الرئيس عبدالفتاح السيسي الشيخ أسامة الأزهري في عملية تعديل المسار الفكري لشباب التيارات الجهادية والتكفيرية أم أن زماننا بات مختلفا عن سابقيه والأمر أصبح من العسر أن نحقق حتى الهدنة التي حدثت في الماضي القريب.
محاضرات "الأزهري"
لشباب الإخوان في السجون غير مجدية
سامح عيد،
الخبير في شئون الإسلام السياسي، لـ "العربية نيوز"، إن "محاضرات
الشيخ أسامة الأزهري التوعوية الموجهة إلى شباب الإخوان والتيارات الجهادية في
السجون، لن تكون مجدية على الإطلاق، حيث إنها أفكار صعبة التحويل بمثل هذه الطريقة
عن مسارها".
وأضاف
خبير الإسلام السياسي، أن التجربة الحالية للمراجعات الفكرية تعد أكثر أهمية في
تاريخ مصر السياسي من تجربة الجماعة الإسلامية في التسعينيات من القرن الماضي، حيث
تمت المراجعة الفكرية لقيادات الجماعة، وعليه خرج الفكر المعتدل من القيادات
للشباب فكان أكثر إرضاءً وإقناعًا.
وأكد
"عيد"، أن الأجيال الحديثة بالإخوان لن تمتثل للسمع والطاعة مثل
قياداتهم الأكثر عمقًا بالجماعة، كما أن عقيدتهم غير راسخة، لكن حماستهم الشديدة
هي التي تمثل العبء الحقيقي في عملية المراجعة الفكرية لهم، خصوصًا في تلك المرحلة.
محاضرات توعية السجناء جاءت
متأخرة عن وقتها
وأكد خالد
الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، لـ"العربية نيوز"، أن
"إلقاء محاضرات توعية لسجناء الإخوان وشباب الجماعات الإسلامية، أمر
هام"، مضيفًا أنها تأخرت وكان من الواجب أن تلي عمليات فض اعتصامات الجماعة
الإرهابية.
وأضاف
الخبير بالحركات الإسلامية، أن تأثير القيادات على شباب تلك التيارات أكبر في
عملية المراجعات الفكرية كما في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، من
أن تقدم دون واسطة فكرية من قبل الشيوخ والعلماء.
وأشار إلى
أن الشيخ أسامة الأزهري قامة علمية، تمتلك قدرات على إدارة مثل هذه الحوارات التي
لا يمكن الاكتفاء بها دون توسعة الحوار شاملًا الحوار الفكري والثقافي والعديد من
الخطابات المكثفة.
وأكد
"الزعفراني" أن حماس الشباب قد يكون عائقًا في عملية الخطاب وإدراكه
واستقباله من قبل الشباب، ففي فترة الثمانينيات كان المنتمون للتيارات الجهادية
يرفضون مثل هذه الندوات التي لم تيأس الدولة أن تبثها في أماكن حبسهم حتي يسمعوها
عنوة واضطرارًا.
يمكن توعية شباب
الجماعة وإعادة دمجهم بالمجتمع
وأوضح
عمرو عمارة، رئيس حزب العدالة الحرة والقيادي المنشق عن الإخوان، في تصريح خاص
لـ"العربية نيوز" أن المحاضرات التوعوية التي يلقيها الشيخ أسامة
الأزهري علي شباب الإخوان والتيارات الجهادية في السجون من الممكن أن تحقق النجاح
المنشود في حالة أن تكون الدولة مهتمة بشكل جدي بملف احتواء هولاء الشباب.
وأضاف
القيادي المنشق عن جماعة الإخوان أنه كان يجب من البداية أن يشكل وفد قائم على هذا
الملف ومحاورة الشباب باستمرار، مؤكدًا أن الدولة المصرية أدركت أنه في تلك
المرحلة لا يمكن أن تتحقق عملية المراجعات الفكرية لقيادات الجماعة كما حدث في
التسعينيات من القرن الماضي لقيادات الجماعة الإسلامية وعليه وجهت حوارها إلى
الشباب.
وأكد
عمارة أن الشباب المنتمي للإخوان لا يمتلك العقيدة الإخوانية بنسبة كبيرة، ولا
يمتثل لما تقتضيه الجماعة من سمع وطاعة، وعليه يمكن الاستفادة بذلك في توجيه
الحوار إلى الشباب وتغير مسارهم الفكري وتحييدهم عن الإرهاب من خلال حوار شامل من
الدولة والأزهر، حتى يندمجوا تماما في أروقة المجتمع المصري.