يوميات كفيف
بملامح هادئة ومظهر أنيق ونظارته النظر وابتسامة لا تفارق وجهه، يشارك الحديث مع أصدقائه ويلقي النكات التي يقابلها ارتفاع صوت الضحكات المتبادلة، قد لا يلاحظ المتابع له من بعيد أنه كفيف.
الكفيف الذي يعاني من تصرفات بعض الحمقى، الذين يعتقدون أنه بلا حقوق، ولكن عفوًا يا سادة، فأنا إنسان كفيف أعلم حقوقي جيدًا والتي يتوجب عليكم احترامها ومساعدة كل من يعاني من إعاقة ما في الحصول عليها.
في ظل بعض العقليات المريضة التي لا تعلم ما معنى "كفيف" ولا أي شيء إلا ما يخيله لهم عقلهم المريض أنه مجرد شخص يعاني من إعاقة وليس له حقوق.
نظارتي النظر ليست شيئًا غريبًا للتخفي من نظرتكم، لا تندهشوا من اقتباسي لنظارتكم النظر، ربما أخذت حقًا ليس من حقوقي التي منعتوها عنا بنظراتكم المجتمعية لنا.
يرى كثير من البشر المرضى بالجهل أن الكفيف ليس له حق في الحب وأنه لا يصلح لأن يحب هذه الفتاة أو تلك.
يرون أن هذا الشاب لا يصلح أن يرتبط ببناتهم الجميلة بسبب لأنه كفيف ولا يعلمون أن القلوب لا تفرق بين كفيف أو مبصر، لأن القلب من يشعر ومن يحب وليس العين، صحيح في بعض الأحيان العيون لها دور ولكن الإحساس أكبر.
كفاكم تفرقة لقلوب بسبب عقولكم المريضة أو بتصرفاتكم الدنيئة.
البعض الآخر يرى أن الكفيف ليس له حق في الحياة من الأساس، ومن رآه يتعامل مع الموبايل أو حاسوب "اللاب توب" يتعجب كثيرا، غير نظرات التعجب أو ألفاظ التعجب التي نكرهها جميعًا لأنها تصدر جانبًا سلبيًا للشخص.
هذا غير المؤسسات الحكومية التي لا تعترف بنا من الأساس ولا تجهز لنا أي شيء بالتجهيزات المطلوبة، لنستطيع القيام بواجباتنا والحصول على حقوقنا بشكل سليم لماذا لا تعينون المكفوفين الذين يستحقون أعمالاً تتناسب معهم في الجهاز الإداري للدولة، خصوصًا أن أغلب المكفوفين يتميزون بالقدرة الهائلة بالتعامل مع أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا بشكل سليم.
لماذا تتعاملون معنا بسلبية دائما دون النظر والوضع بالاعتبار أن هذا الشخص من حقه الحياة، حتى المترو الناطق وهي فكرة إحدى لجان متحدي الإعاقة بأحد التحالفات الثورية لم تُنسب لنا بل نُسبت للهيئة. ولكن كانت نقلة مهمة وحتى إن كانت متأخرة كثيرًا لأهميتها لمساعدة الكفيف في الحركة دون الاحتياج لأي شخص.
أين النقود التي تحدثتم عنها ببيان وما شابه أنها ستكون فئات من الأموال تكون عليها الكتابة بطريقة برايل؟ أين هذه الفئات النقدية؟ أم ذهبت بلا رجعة قبل أن تأتي، ووعود بلا تحقيق على أرض الواقع.
هذه بعض المشكلات التي يعاني منها المكفوفون في حياتهم اليومية والمعاناة كثيرة ولا أستطيع ذكرها جميعًا، ولكن هذه بعضها.
على الجميع أن يعلموا أن الكفيف إنسان من حقه بعض التسهيلات، واجب ولزامًا على الدولة أن توفرها وأن تساعده عليها وأيضًا لابد أن يعلم الجميع أن الكثير من المكفوفين لديهم قدرات هائلة، كل منهم بمجاله ولكن يحتاجون من المؤسسات الحكومية والخاصة أن تظهر هذا وليس إظهار مصالحهم الشخصية أو إظهار ما يخدم مصالحهم لتصدير بعض الصور الكاذبة وهي الاهتمام بهذه الفئة من المواطنين.
مع الأسف يؤسفني أن أقول إننا نحتاج لبرامج توعية كاملة متكاملة لكيفية التعامل مع الشخص ذوي الإعاقة وتوصيل المفاهيم الصحيحة للجميع وليست المفاهيم الخاطئة التي يخيلها لكم عقلكم.