"الفريق عبدالمنعم رياض".. أغضب إسرائيل من الداخل.. وقاتل حتى النفس الأخير
ملامح متواضعة سمراء اللون على وجه بدت عليه معالم القوة والعزيمة والإصرار والتحدى لهذا البطل الذى عاش من أجل تراب مصر المحروسة.
إنه الفريق عبدالمنعم رياض الجنرال العسكرى فى تاريخ القوات المسلحة الباسلة الذى ضحى من أجل الوطن فنال شرف الشهادة من أجل معركة المصير، ففى هذا اليوم منذ 64 عاما "سقط الفريق عبدالمنعم رياض لتخلد ذكراه الشهداء وصاحب مقولة أنا لست أقل من أى جندى بدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم وفى صفوف الأولى فى لحظات البطولة وبتلك الكلمات بدأ فى تطبيقها على أرض المعركة دفاعا عن الوطن". لذا لم يكن غريبًا أن يتم اعتبار يوم استشهاده فى 9 مارس 1969 يومًا للشهيد، يتذكر فيه الجيش شهداءه ومصابيه فى حروب الشرف والكرامة.
ولد الفريق عبدالمنعم رياض فى 23 أكتوبر عام 1919 ميلاديا "فى منطقة سبرباى فى محافظة الغربية، ونزحت أسرته من الفيوم، وكان جده عبد الله طه على الرزيقي من أعيان الفيوم، وكان والده القائم مقام (رتبة عقيد حاليًا) محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية والتي تخرجت على يديه الكثيرين من قادة المؤسسة العسكرية.
وحصل عبدالمنعم رياض على شهادة الماجستير فى العلوم العسكرية عام 1944، وكان ترتيبه الأول على دفعته، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز فى إنجلترا عامى 1945 و1946، وأجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ثم التحق بكلية العلوم لدراسة الرياضة البحتة، كما التحق وهو برتبة فريق بكلية التجارة لإيمانه بأن الاقتصاد جزء مهم من العلوم الاستراتيجية.
وعين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رئيسا للأركان بعد الهزيمة الكبرى نكسة 1967، وكلفه بمهام إعادة بناء القوات المسلحة فى ذلك الوقت مع الفريق محمد فوزى وزير الدفاع انذاك وبدأ الإعداد للحرب، ونفذت قواته العديد من العمليات الناجحة خلال حرب الاستنزاف أسفرت عن تدمير 60% من تحصينات خط بارليف الذى تحول من خط دفاعى إلى مجرد إنذار مبكر، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 ونجح الفريق رياض فى الصمود والتحدى ومواجهة العدو بتغيرات عسكرية وإضافة جديدة لقوات المسلحة فى حرب المدرعات عام 1968.
وتم تدريب الجنود بشكل مكثف ليصيح الجندى المصرى يواجه فى حرب أكتوبر الدبابة ويدمرها وأشرف الفريق رياض على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 م موعدًا لبدء تنفيذ الخطة.
وفى اليوم التالى صباحا" قرر الفريق رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده فى مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدمًا والتى لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6، وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو.
وبعد الدقائق من بداية المعركة كانت الأخيرة فى حياه الفريق رياض حيث كان يقف وسط جنوده التى كان يقودها بنفسه وبعدها انفجرت إحدى الطلقات المدفعية بالقرب منه ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفى عبدالمنعم رياض متأثرًا بجروحه بعد 32 عامًا قضاها عاملًا فى الجيش.