هل يعود الإخوان؟.."البيومي": فكرة تفاوض النظام مع المحظورة "غير مستبعدة".. بان: ترهل مؤسسات الدولة يسهم في بقاء الجماعة.. نعيم: التساهل مع التنظيم لا علاقة له بالسياسة
تعتبر المواجهة الأمنية للتطرف والعنف، الحلقة الأخيرة في التعامل مع الإرهاب. فالإرهاب فكر متطرف من الأساس لا تزعزع المواجهة الأمنية إلا ثماره العملية، فلم واجه الأمن المصري حشود الإخوان وتظاهراتهم حتى قضي عليها وعلى مدبريها وترك لهم حرية التجمع وتنظيم الأسر واللقاءات الإدارية والنشاطات الفكرية ومحاولة إعداد الصف مرة أخرى، ولم لم يحكم النظام قبضته فيواجه الجذر المتأصل بالفكر المضاد وكبح جماح التنظيم الذي يحاول لملمة أوراقه ودراسة كيفية العودة إلى المشهد من جديد؟ فهل هي إحدى صور نظام مبارك في التعامل مع الإخوان والتيارات الإسلامية في الإبقاء عليهم والاستفادة منهم إذا تطلب الأمر ذلك؟.
ويستطلع العربية نيوز آراء الخبراء والسياسيين حول ذلك:
فكرة تفاوض النظام مستقبلًا
مع الإخوان "غير مستبعدة"
في
البداية يقول الدكتور أشرف البيومي، الكاتب والمفكر السياسي، في تصريحات خاصة
لـ"العربية نيوز"، إنه إذا كان هدف الحكومة تقليص دور الإسلام السياسي
على الساحة، فإن التعامل الأمني لا يكفي مطلقًا"، موضحًا أن المواجهة فكرية
وثقافية في الأساس، شاملة بذلك الجامعات والنشاطات والرياضات التي واجب توافرها
للقضاء على الفراغ الفكري الموجود بالمجتمع.
وأضاف
"البيومي" أننا نقدم شبابنا على طبق من فضة للجماعات المتطرفة، وذلك على
الرغم من ضرورة معالجة أفكارهم وإحياء ذاكرة الوطنية وقيمة الوطن بداخلهم خصوصًا
في ظل حالة التشويه الإعلامي الموجود على الساحة.
وأكد
الكاتب والمفكر السياسي، أنه يشك في إمكانية أن تكون المساحة المتروكة من النظام
للإخوان بتنظيم الأسر واللقاءات والاجتماعات دون تضييق، بهدف الحفاظ على تنظيم
الإخوان لإمكانية التفاوض معهم مرة أخرى واستخدامهم في الأحداث كما فعل نظام
مبارك، ولكن رغم الشك فإنه لا يلغي إمكانية وجود تلك الفكرة.
وأوضح أنه
يأمل من الرئيس السيسي أن يبعد كل المتملقين عنه وأن يحسن اختيار قياداته بشكل
أكثر دقة خصوصًا القيادات القادمة من صفوف المعارضة.
تساهل الدولة مع تنظيم
"الإخوان" لا علاقة له بالسياسة
ومن جانبه
قال نبيل نعيم، مؤسس جماعة الجهاد والخبير في الشئون الإسلامية، في تصريحات خاصة
لـ"العربية نيوز"، إن "نظام الإخوان المسلمين لا يزال موجودًا
بتنيظماته وتكوينه الإداري"، موضحًا أنه يمارس كافة نشاطاته ولقاءاته بمكاتبه
الإدارية، موضحًا أن حالة التضييق الأمني موجهة فقط ضد مرتكبي العنف والشغب
والأعمال الإرهابية.
وأضاف
"نعيم" أن سياسة ترك عناصر الإخوان موجودون على الساحة والسماح لهم
بممارسة تلك النشاطات لا علاقة له بأي أغراض سياسية أو نية مستقبلية من النظام
الحالي لاستخدام قوى الإخوان وتفريعاتهم من الجماعات والتيارات المتطرفة مرة أخرى،
كما كان يفعل نظام "مبارك" في السابق.
وأشار
مؤسس جماعة الجهاد، إلى أن الدولة تتعامل حاليًا وفق القانون، فالإخواني المرتكب
للجرم هو الذي يحق للدولة اعتقاله وتطبيق عليه القانون بحسب ما ارتكب من فعل مخالف
للقانون، والدليل على ذلك هو أننا لم نعد نسمع عن اعتقال قيادي أو شخص إخواني
لحضوره اجتماع تنظيمي.
ترهل مؤسسات الدولة
يسهم في بقاء جماعة الإخوان
وأكد
أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ"العربية
نيوز" أن جماعة الإخوان المسلمين تمر حاليا بأعلى مراحل التضييق الذي يفوق
تحجيب أعمال العنف والتظاهر وأحداث الشغب، إلى التضييق على النشاطات الإخوانية من
تجمع وممارسات ولقاءات.
وأضاف
"بان" أن الدولة المصرية لم تتعود المواجهات الفكرية قدر ما تلجأ
للمارسات الأمنية مع جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الفكر المتطرف، مؤكدًا أن
انتشار عناصر الإخوان حتى الآن ولو بشكل نسبي في مؤسسات الدولة، يرجع إلى ترهل تلك
المؤسسات والذي تمثل فراغها الأزمة الحقيقية والسبب في انتشار تلك العناصر.
وأوضح
"الباحث في شئون الحركات الإسلامية"، أن حرية الفكر دائمًا مباحة ولا
تجرم مادام لم يجرمها القانون، فكل إنسان حر في الفكر والاعتقاد بما يشاء طالما لم
يعتدِ على فكر وحرية الآخرين.