ننشر أبرز هموم "مكفوفي الأزهر": "نفسنا نكون زي الجامعات التانية".. نطالب بمرافق أثناء الامتحانات ونسخ من الكتب الصوتية.. والجامعة ترد: العام القادم سيأتي بما تشتهي الأنفس
على الرغم من أن جامعة الأزهر لها السبق بين الجامعات الأخرى في مصر والوطن العربي من حيث قبول الطلاب المكفوفين للدراسة بها، إلا أنها غفلت عن مشكلاتهم بعض الوقت، ما جعلها تتخلف عن الجامعات الأخرى التي سبقتها قديما في ذلك الأمر، منها جامعة القاهرة وغيرها.
عقبات كثيرة تعيق طريق تفوق الطلاب المكفوفين في جامعة الأزهر، على رأسها: عدم توفير نسخ صوتية من الكتب الدراسية ليتمكنوا من مذاكرتها، وعدم توفير مرافق لهم أثناء الامتحان.
توالت صرخات الطلاب المكفوفين بالأزهر لمطالبة الجامعة بحل مشكلاتهم، إلا أنه "لا حياة لمن تنادي"، ويبقى الوضع على ما هو عليه.
وفي هذا السياق رصد "العربية نيوز" المشاكل التي يعاني منها هؤلاء الطلاب، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل عرضت هذه المشاكل على الجهة المنوط بها رعايتهم بالجامعة ـ لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة، لوضع الحلول المناسبة.
الطلاب: المرافق والكتب أبرز مشاكلنا
في البداية، أوضح الطالب محمد أحمد عبدالسلام، كفيف بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، أنهم يعانون من مشكلات عديدة أهمها عدم توفير الكتب المسموعة، واعتمادهم على كتب مقروءة، لا يستطيعون الاستفادة منها، مشيرًا إلى أنهم يتوجهون لبعض المراكز الخاصة بتسجيل الكتب مقابل مبالغ مادية.
ولفت عبدالسلام إلى وجود مكتبة بالكلية تسمى "دار الكتاب الناطق" إلا أنها "لا تنطق جيدًا"، حسب قوله - لأنها تسجل على شرائط "الكاسيت"، فضلًا عن عوامل التشويش التي تعيق فهمهم لها.
وأضاف عبدالسلام أنه يلجأ أحيانًا إلى تسجيل المحاضرات كحل لمشكلة الكتب، إلا أن هناك بعض الأساتذة يرفضون التسجيل في محاضرتهم.
ونوّه عبدالسلام بأن الجامعة وعدتهم كثيرا بحل هذه العقبة للتيسير عليهم، إلا أنهم لم يروا نتائج ملموسة، مؤكدا أن الطلاب المكفوفين بجامعة بالأزهر لا يريدون أشياء خيالية، وإنما فقط أن يحصلوا على حقوقهم كما في الجامعات الأخرى.
فيما اشتكى طاهر محمد، الطالب بكلية الدعوة الفرقة الرابعة، من عدم توفير مرافق ليساعدهم في عملية الكتابة، وتترك ذلك لهم بشرط ألا يكون حاصلًا على أكثر من شهادة دبلوم، ما يتسبب في رسوبهم.
وأوضح محمد أن هناك الكثير من الحاصلين على "الدبلوم" ولكنهم غير متمكنين من الكتابة أو تكون كتابتهم غير واضحة، وهو ما يضر بالمكفوفين، لأنه يتسبب في إعطائهم درجات منخفضة في عملية تصحيح إجاباتهم.
واستنكر محمد، عدم توفير الكتب الصوتية لهم، قائلًا: "مفيش جامعة مش بتسجل الكتب المقررة لطلابها المكفوفين غير جامعتنا للأسف".
وأضاف محمد، أنه وزملائه طلبوا من الجامعة توفيرها لهم فقط على الأجهزة الإلكترونية بصيغة "word" لكي يتمكن البرنامج الناطق الخاص بالقرءة من قرائتها، إلا أن ذلك الطلب هو الآخر وجدوا فيه صعوبة بحجة أن الكتب لها ملكية فكرية.
بينما سخر أحمد لطفي، طالب بكلية الدعوة، من إنشاء الجامعة لمركز يحمل اسم "إبصار" دون أن يقدم لهم أي خدمة، قائلًا: "لما سمعنا إنهم هيفتحوا المركز لم تسعنا الفرحة ظنا منا أنه سيكون فعالًا ويساعدنا، ولكن اتضح لنا أنه كما يقول الحق سبحانه في كتابه الكريم: "إن بعض الظن إثم".
ولفت لطفي إلى أن الجامعة كانت قد وعدتهم بأداء امتحاناتهم في هذا المركز؛ تيسيرًا عليهم وحلًا لمشكلة المرافق، إلا أن ذلك لم يتحقق، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة التي تفكر فيها الجامعة جيدة.
وطالب لطفي الجامعة بتعليم الطلاب المكفوفين على الكمبيوتر، قبل الامتحانات، متسائلًا: "هل يستطيع الشخص المبصر أن يقود السيارة دون أن يعرف قواعد القيادة؟".
الجامعة تسعى للتغلب على المعوقات
ومن جهتها، أكدت الدكتورة شام علي، مقرر لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة، المنوط بها رعاية الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن الجامعة تبذل قصارى جهدها للتغلب على المعوقات والمشاكل التي تواجه طلابها من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المكفوفين، مشيرة إلى أن القرار الذي أصدره شيخ الأزهر مؤخرا بإعفاء الطلاب المكفوفين من المصروفات قبل وبعد التعليم الجامعي أكبر دليل على ذلك.
وألمحت "علي"، إلى إنشاء مركز خاص بهم بالتعاون مع إحدى المؤسسات الخيرية يدعى "إبصار" بفرع الدراسة، لتدريبهم وتأهيلهم حتى يتمكنوا من التعامل مع أجهزة الكمبيوتر.
وأرجعت مقررة اللجنة سبب عدم تدريب الطلاب المكفوفين بالمركز حتى الآن إلى أن الجامعة لم يكن متوفر لديها فريق العمل الذي يقوم بتدريب الطلاب، لافتة إلى أنه جاري الآن تدريب هؤلاء القادة على أعلى مستوى لكي يتم البدء مع الطلاب بداية من العام المقبل.
واستطردت، أن هذا المركز هو الوحيد بالجامعة الآن كبداية فقط، إلا أنه سيتم تعميم هذا العمل قريبا في كل فروع جامعة الأزهر بالمحافظات للتيسير على الطلاب المكفوفين.
وأشارت إلى أن الجامعة وقعت بروتوكولًا للتعاون مع وزارة الاتصالات، لكي تقوم الوزارة بتأهيل وتدريب الطلاب المكفوفين من الفرقتين الثالثة والرابعة، وتوظيف نسبة 50% منهم كل عام.
وفيما يتعلق بمشكلة المرافق التي يعاني منها الطلاب المكفوفين، أكدت أنه بعدما يتم تدريب الطلاب على أجهزة الكمبيوتر وإجادة التعامل معه، سيتم الاستغناء عن المرافق.
أما المشكلة الخاصة بعدم توفير الكتب الدراسية للمكفوفين بطريقة سمعية، أوضحت أنه تم عرض المشكلة على لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة، وتمت الموافقة بالإجماع على توفيرها ابتداءً من العام الدراسي المقبل.
ولفتت إلى أن اللجنة تقدمت بطلب لجميع الكليات التي يلتحق بها المكفوفين لتوفير مناهجها الدراسية على أقراص الـ "CD " التي يتم إدخالها بالحاسب الآلي لكي يتيسر على الطلاب الدراسة وعدم تكليفهم مصاريف إضافية لتحويلها إلى كتب سمعية.
وأضافت أن الجامعة ستمنح الطلاب المكفوفين أجهزة كمبيوتر محمولة خاصة بهم، في أقرب وقت، ليتمكنوا من وضع المناهج عليها واستخدامها في كل ما يحتاجون إليه لتحصيل العلم، كما أن الجامعة تسعى في الفترة القادمة إلى توفير بعض الأجهزة التعويضية لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، منها الكرسي المتحرك والسماعات والعصا الخاصة بالمكفوفين.