السيسي يحارب ارتفاع الأسعار.. الحكومة فشلت في احتواء التضخم.. الرئيس يطالب رجال الأعمال برعاية محدودي الدخل.. يمنى الحماقي: طلبات التخفيضات تدل على انهيار الصناعة
فى حرص شديد منه مد يد العون لمحدودي الدخل، فى ظل تضخم الأسعار التى تشهده الأسواق المصرية، اعتاد دائمًا الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يطالب بتخفيض الأسعار لتتماشي مع المواطنين، حيث وجه رسالة شديدة اللهجة للتجار في حفل إفطار الأسرة المصرية الذي نظمته مؤسسة الرئاسة يوم السبت، بحضور عدد كبير من فئات المجتمع والشخصيات العامة بشأن بتخفيض أسعار السلع، والالتفات إلى المواطنين محدودي الدخل، ولم تكن هذه الرسالة الأولى التى يطلبها الرئيس.
وخلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوى طالب أيضًا الرئيس الحكومة بتخفيض الأسعار، مؤكدا أنه التقى 3 من رجال الأعمال مؤخرًا، وطالبهم بتخفيض الأسعار حتى يهنأ المواطن بالراحة فى بيته.
وأكد عدد من الخبراء أن طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخفيض الأسعار يرجع إلى فشل الحكومة المتعمد فى ضبط الأسعار، وأشاروا إلى أنه نوع من أنواع الحس الوطني للعمل على زيادة الإنتاج.
الحكومة فشلت فى ضبط الأسعار عمدًا
فى البداية، قال الدكتور عبد المطلب عبد الحميد، عميد أكاديمية السادات الإدارية سابقًا، لـ"العربية نيوز"، إن طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخفيض الأسعار، يرجع إلى أن الحكومة فشلت فى ضبط الأسعار مع سبق الإصرار والترصد.
وأضاف عبد الحميد، أن هناك احتكارات تمارس بالأسواق المصرية، وتعمل على رفع أسعار غير مبررة، في ظل غياب حملات المراقبة والتفتيش على الأسواق، مؤكدًا أن الدولة فشلت وتقاعست فى أزمة ضبط الأسعار، متسائلًا: "أين برنامج الحكومة لمواجهة ضبط الأسعار".
وطالب عميد أكاديمية السادات الإدارية سابقًا، بتحديد هامش الأرباح كما تفعل باقي الدول المتقدمة لتخفيض الأسعار، إضافة إلى وضع برنامج لإنتاج السلع الأساسية المحلية ومحاولة الإكتفاء بها ذاتيًا كما تفعل دولة الهند.
تحريك الحس الوطني
من جهته أكد المهندس عبد المعطى لطفي، أمين عام اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية، لـ"العربية نيوز"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حاول تحريك الحس الوطني لدى التجار ورجال الأعمال بتخفيض الأسعار للتضامن من المواطن البسيط، وحثهم على العمل من أجل زيادة الإنتاج.
وأضاف لطفي، أن الدولة تسعى كثيرًا للوقوف بجانب المواطن محدود الدخل، عن طريق توفير السلع الغذائية بمنافذ بيع القوات المسلحة بأسعار مخفضة، مشيرًا إلى أن الرئيس يحاول جاهدًا إلى سد الفجوة بين الاحتياج والإنتاج للحد من زيادة الأسعار.
وأوضح أن مصر تستورد 60% من سلعها الغذائية، ويرجع ذلك لعدم توافر اليد العاملة المنتجة.
انهيار حقيقي للصناعة
فيما قالت الدكتورة يمنى الحماقي، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة عين شمس، لـ"العربية نيوز"، إن طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تضمن تخفيض الأسعار بالأسواق، يدل على انهيار الصناعة.
وأضافت الحماقي، أن طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي يتطلب دراسة زيادة الإنتاج عن طريق فتح المصانع المغلقة وإعادة تشغيلها، فضلًا عن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة التى سبق وتحدث عنها الرئيس، لافتة إلى أن هذه المبادرة لا يوجد لها حتى الآن أية توجهات ولا أهداف.
وأوضحت رئيس قسم الاقتصاد، أنه ينبغى التنسيق والتكاتف بين كل من وزيري الزراعة والصناعة والتنمية المحلية للاهتمام بالثروة الداجنة والقضاء على الاحتكار، مؤكدة أن هناك خللا وسيطرة على السوق المصرية من قبل المحتكرين لذا يجب التنويه عن إتاحة سوق مفتوحة تفسح المجال للمنافسة الإنتاجية.
وأشارت إلى أن هامش الربح للمحتكرين يتعدى الـ 300% نتيجة عدم وجود بيان إحصائي لرصد العائد والتكلفة.