عاجل
السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بالصور.. مدافن القمامة بـ"القليوبية".. عندما يعيش الموت والمرض مع الأهالي.. المخلفات تحاصر المساكن.. الدخان يشارك المواطنين حياتهم.. ومحافظة القليوبية: "هنحوله لأكبر منتجع سياحي!"

حرق قمامة - أرشيفية
حرق قمامة - أرشيفية

مأساة حقيقية تعيشها القرى التابعة لمحافظة القليوبية؛ بسبب المدفن الصحى الذى أنشئ منذ عدة سنوات فى عهد محافظى القليوبية السابقين، المستشار عدلى حسين، والدكتور عادل زايد، بقرى مساكن الإرسال الإذاعى، وأبوزعبل، وعرب العليقات، التابعة لمركز الخانكة وقرى عرب جهينة، وعرب الصوالحة، وعرب العليقات البحرية، وجميعهم تابعون لمركز شبين القناطر.

ويعتبر المدفن الصحى الموجود بالمناطق المذكورة، والذي تزيد مساحته على حوالى عشرة فدادين، المكان الرئيسى لتجميع ودفن المخلفات والقمامة لجميع مدن وقرى محافظة القليوبية، وأصبح يسبب صداعًا مزمنًا فى رؤوس المسئولين، كما غيره وعد المحافظ الحالى اللواء رضا فرحات بعد توليه باستلام حوالى مساحة 50 فدانًا بمنطقة صحراء بلبيس، لإقامة مدفن صحى جديد للمخلفات، لاستخدامه بديلًا للمدفن الحالى.

ورصدت عدسة "العربية نيوز"، بعض المشاهد من المدفن الصحى، والتقت ببعض الأهالى لتتعرف منهم على موقفهم تجاه وجود مثل هذه الأماكن بالقرب من مناطق سكنهم التى يعيشون بها، وما هى الأضرار الناجمة والناتجة عن ذلك.

فى البداية، يقول عبد السلام محمد، موظف، ومقيم بأبوزعبل: "نعيش فى مأساة منذ أن أنشئ المدفن الصحى"، حيث يفصلنا عنه الطريق الأسفلتى، وأصبحنا لا نرى إلا أكوام القمامة ترتفع عن سطح الأرض، وصرنا لا نشم غير الروائح الكريهة والدخان المستمر على مدار الـ24 ساعة. 

وأكد "عبد السلام"، إن الحشرات والبعوض والكلاب الضالة والزواحف مثل الثعابين والعقارب، انتشرت في المكان بسبب القمامة المتراكمة، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأمراض الصدرية والجلدية التى أصيب بها الأطفال بسبب الآثار الناجمة عن تحلل القمامة.

وتابع أيمن مصطفى، موظف بإحدى مصانع القطاع الخاص: "نعيش مضطرين فى بيوتنا رغم أن الكثير منا مصاب بأمراض مزمنة؛ بسبب وجود هذا المكان بالقرب من بيوتنا، وتهددنا الكلاب الضالة الموجودة بكثرة فى محيط المنطقة".

وكشف "مصطفى" أنه يجرى الإعداد لإقامة مجمع طبى سياحى بمنطقة بحيرة العليقات، متسائلا: "هل ذلك شيء يصدقه عقل أم أنه استخفاف بالعقول؟".

وعلقت "أم ممدوح"، ربة منزل: "كل محافظ جديد يقول هننقل المدفن ومافيش حاجة ويمشي ويجى غيره ومافيش جديد، إحنا هنموت ومش هينقلوا المدفن".

وأضاف سامى صابر، أن المنطقة معرضة للدمار بسبب المدفن الصحى الذى يشكل كارثة كبرى عليها، حيث تُنقل آلاف الأطنان من القمامة من جميع أنحاء المحافظة لهذه المنطقة، وهى أرض كانت تستخدمها شركة الثروة المعدنية منذ سنوات. 

وأوضحت نادية عصام، مدرسة، أن المكان محاط بالسكان من جميع الجوانب، قائلة: "إننا نعيش مأساة فالمدفن الصحى يستقبل جميع أنواع القمامة بداية من مخلفات المنازل إلى مخلفات المصانع إلى مزارع الدواجن والخنازير والطيور والمواد الكيماوية، وهذه من أخطر ما يمكن، وجميع القرى القريبة من المدفن الصحى محاطة بالتلوث وإن كانت تبعد قليلًا ولكن التلوث يصل إليها سواء تلوث الهواء أو تلوث الماء".

وفي السياق ذاته، صرحت نجوى العشري رئيس مجلس مدينة الخانكة، إن دفن القمامة فى المدافن الصحية المتواجدة بمساكن الإرسال الإذاعى، وأبوزعبل، وعرب العليقات، التابعة لمركز الخانكة وقرى عرب جهينة، وعرب الصوالحة، وعرب العليقات البحرية، مركز شبين القناطر، التابعين لمحافظة القليوبية، يقوم بشكل علمى وصحى وغير ضار للبيئة.

وأشارت "العشرى"، إلى أن الدفن يحدث نوعًا من الاحتباس الحرارى فى باطن الأرض؛ مما يؤدى إلى حدوث اشتعال ذاتى للقمامة، مؤكدًا أنه على الفور تقوم بتعامل مع الاشتعال ومنع الدخان بزيادة كمية "الشبه"، فى عملية الدفن، وذلك طبقًا للمعاير اللازمة فى عملية الدفن. 

وكشفت رئيس مدينة الخانكة، أن البيئة تقوم بالكشف على هذه المدافن بشكل مباشر، وأثناء عملية الدفن تلازم البيئة المدفن للتأكد أنهم يقومون به بطريقه صحيحة.

وأوضحت، أنه لا يتم ترك القمامة مكشوفة أو مبيتة، مؤكدة أنه يتم تغطتيتها، موضحة أنه فى بعض الأحيان مع ارتفاع درجة الحرارة يحدث اشتعال ذاتى تحت باطن الأرض للقمامة. 

ونوهت أنه يوجد نباطشيات للمدفن تقوم بمراقبة المدفن فى حتى تفادى ظاهرة الاشتعال الذاتى، مؤكدًا أنه إذا حدث اشتعال على الفور يتم التصدى له من خلال النبطشى فى المدفن.

وأشارت نجوي العشري إلى أنه يوجد قرار بنقل المدفن من المناطق السكانية، وتم تخصص 50 فدانا فى صحراء بلبيس لكن لم يتم تسلميهم حتى الآن.

ومن جانبه، قال اللواء سعيد عبدالمعطي، سكرتير عام محافظة القليوبية، إنه تم توقيع بروتوكول بين وزارة البيئة ومحافظة القليوبية اللواء رضا فرحات، لوضع مخططا جديدا لنقل المدفن الصحى الموجودالموجود فى مساكن الإرسال الإذاعي، وأبوزعبل، وعرب العليقات، التابعة لمركز الخانكة وقرى عرب جهينة، وعرب الصوالحة، وعرب العليقات البحرية، مركز شبين القناطر، التابعين لمحافظة القليوبية، إلى صحراء بلبيس، مؤكدًا أنه على الفور سيتم نقل المدفن عقب تجهيزه.

وأوضح "عبدالمعطي"، إن المساحة المقام عليه المدفن الحالى سوف تغتسل فيما بعد فى تطوير القرى المجاورة وتطوير بحيرة عرب العليقات القريبة جدًا من المدفن الصحى، خلال فترة وجيزة إلى أكبر منتجع سياحي طبي عالم، نافيًا وجود مخطط سابق بالمحافظة لإقامة المشروع.