برامج المقالب تهدد حياة الأطفال.. ولد يحرق أخته وأمه تستغيث.. وخبراء: دعوة للإرهاب وتزيد التخلف العقلي والتبول اللاإرادي
شهر رمضان أصبح سوقًا لماراثون برامج المقالب، مثل "رامز بيلعب بالنار"، و"هاني فى الأدغال"، و"المافيا"، ونجد فى هذا المهرجان تسابقًا بين القائمين على هذه البرامج في اختراع أبشع أداة الترهيب والتخويف لضحاياهم، لتحقيق أكبر ربح ممكن من البرنامج، دون النظر لأي آثار سلبية يمكن أن تقع على المشاهدين، وخاصة الأطفال، الذين يصيبهم الفضول في مشاهدة هذه الحلقات ومتابعاتها.
وكانت إحدى الأمهات قد كتبت عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن ابنها بعدما شاهد إحدى حلقات برنامج "رامز بيلعب بالنار"، قام وبحث عن عود ثقاب ليذهب إلى غرفة شقيقته لحرقها وعندما نهرته أمه قال لها "بعمل زي رامز"، الأم كتبت الكلمات التحذيرية لكل الآباء والأمهات، داعية الجميع بتوخي الحذر.
الأمر الذي فسره العديد من الخبراء النفسيين وعلم الاجتماع، بأن هذا يعد كارثة مجتمعية من السهل أن تتكرر وتدعو للإرهاب، وتصيب الأطفال باضطرابات سلوكية نتيجة الذعر التى ينتج من هذه الحلقات فضلًا عن إصابتهم بنوع من المحاكاة والتقليد لما شاهدوه وتطبيقه على أرض الواقع، مما قد يؤدي إلى موت أحدهم نتيجة التقليد.
"رامز بيلعب بالنار" يدعو للإرهاب
في البداية، قالت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، إن برنامج المقالب "رامز بيلعب بالنار"، يدعو إلى الإرهاب، نظرًا لما يحتويه من مشاهد حرق ورعب وترهيب للضيوف.
وأضافت صالح، أن هذا البرنامج كان يجب إعدامه واستبعاد عرضه من أول حلقة، ووصفته "بالتفاهة"، مؤكدة أن مثل هذه البرامج مرفوضة أخلاقيًا واجتماعيًا ودينيًا، مشيرة إلى أنها برامج غير هادفة بالمرة وتعتمد اعتمادًا كليًا على النجاح التجاري فقط.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أنه ينبغي على القائمين على الإعلام أن يدركوا تمامًا أن هناك مجتمعًا، والمجتمع تتشكل وجدانه من خلال ما تقدمه البرامج، مؤكدة أنها تفتقد برامج الزمن الجميل التى كانت تحث على الفضيلة والقيم والمبادئ مثل برامج صفوت حجازي وغيرها.
تصيب الأطفال بـ"التبول
اللاإرادي"
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد فخري، استشارى علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إن جميع
برامج المقالب التي يتم عرضها في شهر رمضان مثل برنامج "رامز يلعب
بالنار"، بها انتهاك لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن لها تأثيرًا سلبيًا على
المشاهدين وخاصة الأطفال.
وأضاف
فخري، أن برنامج "المافيا ورامز يلعب بالنار وهاني في الأدغال"، يصيب
الطفل باضطرابات سلوكية نتيجة الذعر الذي يظهر بهذه البرامج، موضحًا أن هذه
الإضطرابات تظهر على شكل تبول لا إرادي والخوف من النوم منفردًا، فضلًا عن زعزعة
الاستقرار النفسي لدى الطفل.
ولفت إلى
أن سن السادسة من عمر الأطفال هو السن المسئول عن نشأة سلوكيات الطفل، وبمجرد
مشاهدته لمثل هذه البرامج يعمل على ترسيخ سلوكيات الاستهتار بقيم وعادات المجتمع،
إضافة إلى إصابتهم بنوع من المحاكاة والتقليد لما شاهدوه وتطبيقه على أرض الواقع،
مما قد يؤدي إلى موت أحدهم نتيجة التقليد.
تغذي التخلف العقلي
وأوضح الدكتور محمود خليل، رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام
جامعة القاهرة، أن جميع برامج المقالب والمفاجآت تغذية لروح الخرافة، موضحًا أن
المشاهد يقنع نفسه بأن ما يحدث حقيقة، فأصبح البرنامج مقلبًا أوفخًا للمشاهد وليس
للضيف، حتى أصبحت عملية "مٌفبركة".
وأضاف
خليل، أنها تعتبر تغذية لحالة التخلف العقلي لدى المشاهدين الذين يؤمنون بهذه
البرامج، مؤكدًا أن مشاهدة الأطفال لبرامج "رامز يلعب بالنار"
و"هاني فى الأدغال" و"المافيا" تعمل على تربية سلوكيات عنيفة
لديهم لاعتمادها الكلي على إظهار جميع أشكال العنف بصورة واضحة.
واتهم
رئيس قسم الصحافة، الإعلام الخاص باعتماده فيما يقدمه على الكسب التجاري فقط دون
الخروج بأي هدف من عرض البرنامج.