الشرطة تطارد المجاهرين بالإفطار في رمضان.. خبراء: قبضة الأمن لا تصلح وتبرير للعنف.. وحقوقي: "ليس من حق أحد تطبيق سلطة الله"
حملات أمنية مكثفة على المقاهي والميادين العامة لمطاردة المجاهرين بالإفطار، بعد فتوى دار الإفتاء المصرية، بأن المجاهرة لا تدخل ضمن الحريات الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام، وهو الأمر الذي الذي أثار جدلًا على الساحة.
الأمر الذي اعتبره بعض رجال الدين والخبراء، بأنه ممارسة للتلسط والتعدي على الحريات الشخصية، وأنه غير مسموح لأحد أن يمارس سلطة الله على الأرض والتدخل في معتقدات وآراء وأفكار الغير، والحصار الذى قامت به قوات الأمن استحياءً من شهر رمضان.
الحملات الأمنية لا تصح
في
البداية، تقول الدكتورة آمنة نصير، النائبة البرلمانية، وأستاذة العقيدة والفلسفة
بجامعة الأزهر، إن الحملات الأمنية التي تقوم بها قوات الأمن للقبض على المفطرين
فيها تجاوز إلى حد كبير، لافتة إلى أن الدولة دينها الإسلام لكن لابد من حفظ حق
أصحاب الديانات السماوية الأخرى.
وأضافت
"نصير"، أن الحصار الذى قامت به قوات الأمن؛ استحياءً من شهر رمضان،
مؤكدة أن هذا كان يجب أن يأتى عن طريق النصح ولفت النظر، منوهة إلى أن هذا سيفتح
شهية المتربصين بالقيل والقال.
وأوضحت
أستاذ العقيدة والفلسفة، أن الفتوى التى أصدرت من دار الإفتاء هى التى فتحت شهوة قبضة
الأمن للقيام بتلك الحملات، مضيفة أن حل هذه المسائل تأتى بالوعظ والإرشاد من خلال
المساجد والإعلام وتقديم النصائح الدينية، معبرة عن أهمية دراسات بحثية واستبيانات
واتخاذ طريق العقل والواقع والقيام بالمسح الاجتماعى والمنهج العلمى.
سلطة الله
ومن جانبه، قال النائب عمر حمروش، عضو لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن الحملات
الأمنية المكثفة التى قامت بها قوات الأمن على المقاهى والميادين للقبض على
المفطرين غير جائز، فليس من حق أحد أن يتدخل في علاقة العبد بينه وبين ربه.
وأضاف
حمروش، أن الأمور الدينية كلها، وما يخصها هي علاقة بين العبد وربه؛ ولكن لا يجب
أن ننسى أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان غير مرغوب فيها، مشيرًا إلى أنه يجب
على دار الإفتاء أن تتجه إلى الوسائل الإعلامية بجميع وسائلها وحث الناس وتقديم
الوعظ الدينية وتوضيح فضل الصوم فى هذه الأيام المباركة، دون داعٍ لتدخل قوات
الأمن في هذا الشأن.
وجاء ذلك
ردًا على ما قامت به قوات الشرطة، منذ أيام بتكثيف الحملات الأمنية على المقاهى
والميادين للقبض على المجاهرين بالإفطار.
عنف غير مبرر
وأوضح
أمير سالم، الناشط الحقوقي، أن الحملات الأمنية التى قامت بها قوات الأمن على
المقاهى والميادين للقبض على المفطرين، تعد توجهًا خطيرًا جدًا، وتشبه لجماعة
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالسعودية، موضحًا أن هذه تعد سوابق جديدة على
مصر وعلى الوعى الثقافى المصري.
وأضاف
سالم، أن هذه الحملات ستساعد على فتح الباب لعمليات قمعية أخرى باسم الدين دون
الأخذ في اعتبارها أن يعيش على أرض هذه البلد المسلم والمسيحي، منوهًا إلى أن
الدين علاقة بين العبد وربه.
وتابع
"ليس مسموحًا لأحد أن يمارس سلطة الله على الأرض والتدخل فى شئون ومعتقدات
وآراء وأفكار الغير وفتح الباب لوجود الشعوذة في مصر"، لافتًا إلى أن هذا
سيؤدى للعديد من الممارسات الانتهاكية والعنف غير المبرر.