عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

جمال عبدالناصر.. زعيم القومية "خالد الذكر".. ورئيس أعاده شعبه إلى مكانه

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

"إن الأمة هي الباقية، وإن أي فرد مهما كان دوره، ومهما بلغت إسهاماته في قضايا وطنه، هو أداة لإرادة شعبية، وليس هو صانع هذه الإرادة الشعبية". كانت تلك هي كلمات الراحل جمال عبد الناصر، والتي قالها بنبرات ملأها الانكسار، عندما قرر أن يتنحى تمامًا ونهائيًا عن أي منصب رسمي في الدولة وأي دور سياسي، وأن يعود إلى صفوف الجماهير التي كان يحب الوجود بجوارها بعد نكسة 5 يونيو 1967.

كما تسببت تلك التصريحات في صدمة للشعب المصرى، فمن الغريب رؤية رئيس يعلن رغبته في التنحي، ومن الأغرب أن نجد الشعب يطالبه بالاستمرار في ظل النكسة.

ومن المعروف أن الفترة الرئاسية للرئيس جمال عبد الناصر تميزت بمدى ارتباط الشعب به، وثقته المنتهية في قيادته حتى في ظل أكبر الأزمات، خصوصًا بعدما أصبحت طبقة الفقراء أكثر ثقة في هذا الرجل لمجهوداته الكبيرة التي بذلها تجاهم ولخدمتهم.

قصة التنحي 
بعد عدوان غاشم من قوات الكيان الصهيونى بمساعدات خارجية، دارت حرب في 5 يونيو 1967 مع مصر وسوريا والأردن، وأدت إلى احتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان، كما كلف هذا العدوان الدول العربية خسائر فادحة، منها احتلال الأرض، ومقتل من 15 إلى 25 ألفًا من مقاتليها.

وأتى كل ذلك على "ناصر"، فاجتمع مع المشير عبد الحكيم عامر، ليستقروا على تنحي الرئيس على أن تسند المهمة إلى زكريا محيي الدين، كما ينص الدستور، ليتصل "عبد الناصر" بالصحفى الكبير حسنين هيكل، ويبلغه بقراره وسط ذهول "هيكل" وعدم قدرته على أن يجد حلا آخر للأزمة، ولم يجد أمامه إلا أن يذهب لجمال ويكتب له خطاب التنحي.

ولم يصمت الشعب ولم يتخلَ عنه، وإن كان الانكسار كبيرًا، فالكل انهزم والمسئولية يحاسب عليها الجميع وليس كما قال "ناصر" إنه يتحملها كاملة بمفرده، واحتشدت الجموع فى الشوارع مرددة جملة واحدة: "ناصر ناصر كلنا عايزين ناصر"، في صورة تجسد الالتفاف حول الوطن، وفي وقت يسهل فيه إلقاء المسئولية على الآخرين، تحملها الجميع ليحصدوا صبرهم في 1973 ولكن بدون "ناصر".