طوبار قيثارة السماء.. مبتهل سكن القلوب
ربّى.. إلهى.. دموعُ العينِ جارية.. والقلب تحرقُهُ فى أضلعى النارُ.. إن ضلَّ قلبى فقلبى أنت تعرفه.. أو كان ذنبى عظيمًا أنت غفّارُ.
صوت يملأ البيوت بنفحات الإيمان لم يكن نصر الدين طوبار منشدًا تقليديًا فقد اختلق لنفسه طريقًا وأسلوبًا منفردًا، يعانق صوته ضراعَة وخشوعا حفرت مكانته فى قلوب محبية.
ولد الشيخ طوبار بمحافظة الدقهلية عام 1920 بعد أن حفظ القرآن الكريم كاملا ًفى عُمر صغير، وذاع صيته في مدن وقرى محافظة الدقهلية.
تقدم طوبار لاختبارت الإذاعة لكنه رسب خمس مرات متتالية، حتى ضجر، إلا أن إصرار من حوله لاقتناعهم بصوته، دفعه إلى دخول اختبارات أصوات قراءة القرآن والإنشاد الدينى فى مصر وفى العالم حتى حقق نجاحًا عظيماَ.
أسس فن الابتهال، وقواعده، ورافع رايته من بين المنشدين جميعا، فقد اتكأ الشيخ في أدائه على الضراعة الخاشعة، والمناجاة الباكية، ودخل صوته إلى قلوب الجماهير، التي تلهفت للاستماع إلى كلمات طوبار المختارة بعناية، وإلى أدائه الممتلئ بالشجن والحزن.
وقدم الشيخ نصر الدين طوبار' ما يقرب من مائتي ابتهال؛ منها: "يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، و"السيدة فاطمة الزهراء"، و"غريب"، و"يا سالكين إليه الدرب"، و"يا من له في يثرب"، و"يا من ملكت قلوبنا"، و"يا بارئ الكون"، و"ما بين زمزم"، و"من ذا الذي بجماله حلاك"، و"سبحانك يا غافر الذنوب"، و"إليك خشوعي"، حين يهدى الصبح اشراق سناة، و"يا ديار الحبيب"، و"قف أدبا"، و"طه البشير"، و"لولا الحبيب"، و"كل القلوب إلى الحبيب تميل".
انتشر صوت طوبار فى ربوع مصر ومنها لانحاء العالم والدول الاسلامية وبلغ أثر صوت الشيخ على القلوب إلى درجة أن يسلم لسماعه من لا يفهم اللغة العربية.. وكان فجر الجمعة من كل أسبوع، موعدًا ينتظره محبو الشيخ في أرجاء مصر والعالم الإسلامي يستمعون إلى صوتِ أدائه الخاشع ويعانق قلوبهم الرحمة والسكينه وترق قلوبهم لتوسلاته، فاضت روحه إلى خالقها فى عام 1986، بعدما ترك ميراثًا إنشاديًا غزيرًا شهد له منشدو عصره ورغم مرور 30 عاماَ لم يستطع أن يملأ فراغه أحدًا.