عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"النقشبندي" سيد المداحين.. ومنشد "السادات" المفضل.. رحل عن عالمنا بأزمة قلبية مفاجئة

النقشبندى
النقشبندى

مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي
من لي ألوذ به إلاك يا سَندي؟
أقُوم بالليّل والأسّحار سَاجيةٌ

أدّعُو وهَمّسُ دعائي
بالدموع نَدى

بنُور وجهك
إني عائذ وجل..

رغم توالى السنين على رحيله، إلا أن سيد النقشبندي مازال سيد المداحين. فعندما يمر صوته على أذنيك ترد موجات الأثير ابتهالاته ومدائحه في حب النبي، فعشقه الكبير والصغير وحظى بحب الملايين بعدما قدم روائع بصوته تصدح من أروقة المساجد إلى عنان السماء داعيًا بها.

ميلاد سيد المداحين
هو صاحب المدرسة المتميزة في الابتهالات وأحد أشهر المنشدين في تاريخ المديح النبوي والإنشاد الديني
ولد في حارة الشقيقة إحدى قرى محافظة الدقهلية، 1921م. وانتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره. 

حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية. وانتقل إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف.

وفي عام 1955 استقر الشيخ سيّد رحمه الله في مدينة طنطا، مؤثرا المقام بجوار سيدي أحمد البدوي، رافضا أن يترك جواره، حتى بعد أن طرقت الشهرة أبوابه بقوة، وتستدعي منه الإقامة بالقاهرة.

أصل النقشبندى
كلمة النقشبندي أصلها فارسي، وكان أصل العائلة الشيخ سيد يعود إلى أذريبجان ثم جاء الجد الأكبر إلى مصر ولكن تفرقت العائلة فروعها بالشام والعراق وإيران وفيما معنى المصطلح النقشبندى هو نقش حب الله على القلب. 

كان للنقشبندى غرام بالشعر، حتى حفظ أكثر من 10 آلاف بيت، لكنه نادرا ما كان يكتب ابتهالاته بنفسه، وإنما أنشد للعديد من الشعراء، ولتذوقه الكلمات كان يعدل في بعض الألفاظ. ومن الشعراء الذين تعامل معهم الشاعر عبدالفتاح مصطفى (والذي كتب الأغاني الدينية للفنان عبدالحليم حافظ، وكتب عدة أناشيد موسيقية، لحنها بليغ حمدي ؛ منها مولاي إني ببابك قد بسطت يدي، أقول أمتي.. يا رب أمتي، ما أعظم الذكري.. في بدر الكبري، رباه يا من أناجي.. في كل هذا الوجود".

النقشبندى مع السادات 
حبال العلاقة القوية امتدت مع الرئيس السادات، وحينما تقابل الاثنان لأول مرة قال له السادات إنه من عشاقه، وأنه حينما كان مسافرا ذات مرة إلى السويس، تصادف مولد سيدي الغريب، فاستمع السادات للنقشبندي، ولم يغادر مكانه إلا مع نهاية الإنشاد. 

وبعد أن تولى السادات الرئاسة، كان يتصل بطبيبه الخاص الدكتور محمود جامع، والذي كان يقيم في طنطا، ليأتي له بالنقشبندي، إلى قرية ميت أبو الكوم، وهناك ينشد النقشبندي.

وقد عمل النقشبندي مع أشهر الملحنين الذين لحنوا له عددًا من ابتهالاته مثل محمود الشريف وسيد مكاوي وبليغ حمدي وأحمد صدقي وحلمي أمين.

وقدّم الشيخ النقشبندي أكثر من أربعين ابتهالًا، أشهرها: (مولاي، جل الإله، أقول أمتي، أنت في عين قلبي، يا رب دموعنا، حشودنا تدعوك، بدر الكبرى، ربنا، ليلة القدر، أيها الساهر، سبحانك يا رب، رسولك المختار، أغيب، يارب إن عظمت ذنوبي، النفس تشكو، ربّ هب لي هدى، ماشي في نور الله).

وفى 14 فبراير من عام 1976م، يشاء الله أن يتوفى الشيخ النقشبندي إثر نوبة قلبية وعمره 56 عامًا، وفي عام 1979 

ورحل الشيخ سيد النقشبندي منذ 38 عامًا لكنه مازال كل يوم يبهرنا بتراثه الذي يفيض حولنا وتبقى صوته وابتهالاته محفورة صداها فى قلوب محبيه.