"الجهر بالإفطار في نهار رمضان".. أزهريون: "فاسقون وبلا أخلاق".. ومطالبات للبرلمان بتشريعات رادعة
شهر رمضان من الأشهر الحرم الذي يعتبر فرصة كبيرة لمحو الذنوب، والله عز وجل فرض على المسلم العاقل فريضة الصيام فى هذا الشهر الفضيل، فالصيام يجلب التقوى للعبد لأنه إذا صام فإنه يتربّى على العبادة ويتروّض على المشقة وعلى ترك المألوف فضلا عن الشهوات، وينتصر على نفسه الأمّارة بالسوء ويبتعد عن الشيطان، ومن هنا تأتي التقوى.
ومن رحمة الله عز وجل أنه لم ينس المرضي والمسافرين ووضع لهم أعذارهم وأعطاهم رخصة شرعية بالإفطار في نهار رمضان، ولكن مع الأسف نجد منهم من يستغل هذه الرخصة ويجهر بالإفطار أمام أعين الصائمين دون مرعاة لمشاعرهم ولا أي احترام لقدسية الصيام.
في السطور التالية يرصد "العربية نيوز" آراء بعض رجال الدين حول الإجهار بالإفطار فى نهار رمضان، حيث أكد عدد من رجال الدين أن الإجهار بالإفطار فى نهار رمضان من الكبائر وعدم احترام لقدسية الشهر الفضيل كما طالبوا بوضع قانون تأديبي يجرم هذه الظاهرة.
الإجهار بالإفطار "فسوق".. ولا تدخل في علاقة العبد بربه
بداية مع الدكتور أحمد ترك، مدير إدارة الدعوة والبحوث بوزارة الاوقاف، الذي أكد في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان من الفسوق، مستدلًا بقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون".
وأوضح ترك أنه لا يمكن وضع أية قوانين رادعة أو عقوبات من قبل مؤسسات الدولة للحد هؤلاء المجاهرين بالإفطار بنهار رمضان، مؤكدًا أن هذه علاقة بين العبد وربه لا يجوز التدخل بها، وسيحاسبه الله يوم القيامة، فنحن لسنا مخولين بحساب الناس.
وأشار مدير إدارة الدعوة والبحوث بوزارة الأوقاف، إلى أن الوسيلة لمحاربة من يجهر بإفطاره في شهر رمضان هي توجيه النصح له بالحكمة والموعظة الحسنة لتحبيبه في الصيام.
"داعية" يطالب البرلمان بتشريعات تجرم الإفطار في نهار رمضان علنًا
من جانبه، أكد الدكتور محمود عامر، الداعية السلفي وباحث في الفرق والملل، فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الإجهار بالإفطار فى نهار رمضان يعد كبيرة من الكبائر، وعدم احترام للإسلام، مشيرًا إلى أن الله أعطى رخصة لبعض الذين لا يتحملون مشقة الصيام بعيدًا عن أعين الصائمين.
ولفت عامر، إلى ضرورة وجود الحياء العام بين المسلمين ومراعاة شعور الآخرين، مؤكدًا أن الرخصة التى أعطاها الله للصائمين ليس معناها الإجهار بالإفطار، مؤكدًا أنه لا يوجد أى سند صحيح فى الدين الإسلامي من قبل الصحابة أو الجيل الذي تبعهم يبيح الجهر بالإفطار.
وناشد الداعية السلفي، مجلس الشعب بالتنسيق مع هيئة كبار العلماء لوضع قانون يعاقب كل من يجهر بالإفطار بنهار رمضان، للعمل على الحد من هذه الظاهرة.
المجاهرون بالإفطار في نهار رمضان "بلا أخلاق"
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن من يجهر بالإفطار بنهار رمضان سواء كان بعذر أو بغير عذر فقد استخف واستهان بشعائر رمضان وبالشريعة الإسلامية، واصفًا إياهم بعديمي الأخلاق، لعدم احترامهم لشعور الصائمين.
وأضاف كريمة أن الذين يجهرون بمعاصي الله والسيئات متعادون لحدود الله عز وجل، مؤكدًا أن الرسول صل الله عليه وسلم، حذر من المجاهرة بالإثم والسوء.
وأكد أن العلماء أجمعوا على عدم المجاهرة بالإفطار نهار رمضان حتى من قبل أصحاب الأعذار الشرعية كـ"المسافر والمرأة الحائض والمريض" دفعًا لإساءة الظن ومنعًا لاستخفاف الناس بشعائر رمضان والحفاظ على قدسية هذا الشهر الكريم.
وناشد كريمة مؤسسات الدولة بمواجهة المجاهرين بالإفطار بالعقوبات التأديبية ومنها الحبس أو الغرامة أو الضرب غير المهلك، مؤكدًا أن هناك بعض الدول الإسلامية كـ"السعودية وإيران" تضع هذه العقوبات للحد من المجاهرة بالإفطار بنهار رمضان والحفاظ على قدسيته.