الدكتور وليد شوقي لـ"العربية نيوز": عقاقير "المسكنات" الأعلى مبيعًا في مصر.. توصيل العلاج للمنازل "كارثة".. ومؤسسة "دواء للجميع" تخدم 600 ألف مريض
يتعامل الناس مع الدواء كما يتعاملون مع المأكل والمشرب، حيث يعد ملف الدواء من الملفات الهامة والضرورية والتي لا غنى عنها في حياة الإنسان.
وخلال الفترة الأخيرة زادت المشكلات والإضرار الناتجة عن سوء استخدام العقاقير الطبية، والتي كان من ضمن أسبابها الإسراف في استخدام بعض المستحضرات الطبية دون معرفة الآثار الجانبية لذلك.
وخلال حواره لـ"العربية نيوز"، قدم الدكتور وليد شوقي، نائب رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالقاهرة، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة دواء للجميع الخيرية، مجموعة من النصائح في التعامل مع الدواء، كما تطرق إلى الخدمات التي تقدمها مؤسسة دواء للجميع الخيرية.
كما كشف عن العديد من الأمور الأخرى.. وإلى نص الحوار:
زادت مؤخرًا المشكلات الناجمة عن قلة خبرات الصيادلة.. ما تعقيبك على ذلك؟
الطب والصيدلة علم مستمر لا تتوقف عند سنوات الدراسة، بل يجب علي الصيدلي عمل أبحاث مستمرة ليتعلم الخبرات الجديدة، وأن يكون مطلعًا على كل ما هو جديد، فأي كلية تعطي أساسيات فقط، والممارسة مهمة وتساهم في التطوير.
وعلي سبيل المثال هناك علم الصيدلة الإكلينكية، ومن يعتقد أنها تغني عن الطبيب فهو خاطئ، لكن هي منظومة متكاملة تشمل الطبيب والصيدلي والممرض والمريض، ولنقص الخبرات عند بعص الصيادلة قل التفاعل مع المواطنين.
وهل للمواطنين دخل في المشكلات التي تتسبب فيها العقاقير الطبية؟
يتعامل المواطنون العاديون مع الدواء مثل الأكل والشرب، وليس لدينا مانع في ذلك إذا كان مريضًا، ولكن يجب أن يتعامل المريض مع الدواء على أنه" سم"، يصيب الجسم بالمفيد والضار، فالدواء مادة كيميائة تنتشر في الجسم كله، ويجب التعامل معه بحظر ودقة.
واقتصاديات المصريين لا تسمح بزيارة الطبيب دائمًا، ولكن من لديه إمكانية عليه مراجعة الطبيب دائمًا، أو اللجوء إلى صيدلي ثقة وذي خبرة، ونصائحي للمواطن من فضلك:
عند تناول دواء الشرب يجب أن تمسك معلقة لتناول الجرعة المحددة، لأن الزيادة تسبب مشاكل.
يجب أخذ الأقراص بالماء، لأن الماء يحيط الأقراص كغشاء فيمنع القرحة.
عدم تناول الأقراص بشاي أو نسكافيه أو بمشروبات غازية، لأنه من الممكن حدوث تفاعل بين المشروب والدواء فلا يعطي نتيجة.
أدوية وقطرات الأنف والعين والأذن تعد أدوات شخصية لا يصح استخدامها مع الأخوات، ولا يمكن استخدامها بعد فتح العبوة بـ21 يومًا، لأنه تكون ميكروبات، وعليه يجب أن تعدم.
لمعرفة الآثار الجانبية لأدوية نتحدث مع صيدلي، وليس علي المواطن الاعتماد على الروشتة الداخلية للدواء لأن الصيدلي هو الوحيد الذي يعلم هلا تلائم المريض أم لا. بعد تناول الدواء يجب مراجعة الصيدلي في الأعراض الجانبية التي حدثت للمريض.
لابد من مراجعة مرضى السكر والضغط والقلب لمواعيد تناول أدويتهم مع الطبيب المعالج، استعدادًا لشهر رمضان المواعيد.
من فضلك لا تشترِ مستحضر تجميل من سوبر ماركت لأنه مكان غير مهيئ للتخزين ولا يوجد متخصص يستطيع إفادتك عن المستحضر.
البشرة والشعر غاليتان جدًا، لا يمكن التضحية بهم للسعر الأرخص للمستحضرات، فالصيدلية يتم المناقشة في نوع البشرة والشعر من خلال هذا المناقشة يرشدك للكريم الصحيح، لا بد من الرجوع الصيدلي لأنه يستطيع ان يفيدك في الدواء وفاعليته.
أدوية التخسيس تنقسم إلى أدوية تفقد الشهية وأدوية تزيد الحرق، وهناك أدوية موضعية وهي الكريمات، ولا يوجد شيء اسمه تخسيس، هناك نظام حياة، نسير عليه لنصبح في صحة جيدة، فتنظيم الطعام خلال اليوم هام جدًا.
وللتخسيس ثلاثة أضلاع، "أولا": النظام الغذائي ثم الرياضة ثم الدواء، وعدم اتباع الثلاث خطوات معًا يزيد فترة التخسيس، ولكن الدواء لا يعطي نتيجة وحده، وهنا سؤال يطرح نفسه ما هي نوعية الدواء الذي تستطيعي اتباعه لتحققي ذلك؟
الرياضة تزيد الحرق وهناك تمرينات خاصة بالحرق، هناك أدوية مهربة وهناك كيماوية أنصح بعدم التعامل معها حفاظًا علي الصحة، وأنسب دواء يختلف من شخص لأخر، والأهم هو عدم تناول أي طعام بعد الساعة 8.30 مساءً، وممارسة الرياضة يوميًا، وأهمها نصف ساعة يوميًا ماشي، وهناك أدوية تزيد الحرق وفقًأ لما يصفه الطبيب، وهناك الشاي الأخضر يزود الحرق.
وتوجد كارثة يقوم بها المواطنون علي السواء سيدات أو رجال، وهي طلب توصيل الدواء للمنازل، فهي كارثة قد تودي بحياة الإنسان، فإملاء الدواء بالتليفون قد يغير حرف مكان آخر، فيصل دواء مخالف للحالة، ولا يحدث ذلك في أي بلد سوى مصر.
ما هي أكثر أصناف الدواء مبيعًا في مصر؟
الأدوية المسكنة هي الأكثر مبيعًا في مصر.
لنتحدث عن مؤسسة دواء للجميع الخيرية.. كيف بدأت الفكرة؟
أولاً.. لنتفق أنه لدينا كمصريين كميات هائلة من الأدوية التي ترمي سنويًا، قدرها رئيس غرفة صناعة الدواء الأسبق دكتور مكرم مهني بـ "مليار جنيه"، لكن في الحقيقة يتخطى ذلك المليار جنيه، ومن هنا جاءت فكرة الجمعية بعدما علمت بأن هناك من يتبرع بالدواء الغير لازم عن الحاجة للمساجد والكنائس.
ومتى بدأ التنفيذ؟
. بدأنا في عام 2006 بشنط الأدوية ثم نفذناها من خلال جمعيات خيرية،
وفي
2012 بدأنا بالانطلاق وخاصة من جامعة القاهرة وأخذنا من كلية صيدلة جامعة القاهرة
محطة أولي وعملنا "صيدلية الخير" هدفها تعليم الصيدلي اثناء الدراسة
وكعمل خيري، ثم كلية صيدلة عين شمس من خلال "صيدلية الخير التعليمية".
وأسسنا
في عام 2013 مؤسسة الدواء للجميع الخيرية، والمؤسسة حصلت علي جائزة واحدة من أفضل
10 مؤسسات على مستوى العالم العرب في ريادة الأعمال في 2015، وأنا مصنف مبدع
أجتماعي عالمي بالفكرة وزميل جمعية "اشوكا" العالمية، كما دخلت المؤسسة
ضمن برنامج "من أجل صحة أفضل" .
وماذا
عن كميات الأدوية التي جمعت منذ تأسيس الجمعية؟
في
عام 2013 جمعنا ما قيمته أدوية بـ 300 ألف جنيه، وفي عام 2014 جمعنا بـ 600 ألف
جنيه، وفي 2015 وصلنا إلى قيمة مليون و600 ألف جنيه، وهذه أرقام حقيقة وبالمستندات.
وكيف
يحصل المريض على الدواء من الجمعية؟
يحصل
المريض علي الدواء من خلال الجمعيات الخيرية، التي تخاطبنا للحصول على الدواء، ليس
عشوائيًا، ولكن ببحث حديث عن الحالة وصورة بطاقة المريض ووروشتة حديثة، ويتم
تجهيز الأدوية شهريًا للمريض مجانًا.
وماذا
عن المرضى الذين لا يأتون عن طريق جمعيات؟
المرضي
الذين يأتوني فرادا، يتم عمل بحث اجتماعي عنه من خلالنا، ثم نبحث حالته للتأكد من احتياجه للدواء، لأن شعارنا "دواء أمن فعال لمريض فعلا محتاج".
كم
عدد المرضى الذين ساهمت الجمعية في توصيل الدواء لهم؟
قدمنا
الخدمات لـ 60 ألف مريض، وساهمنا في 100 قافلة طبيعة، وساهمنا في توصيل الدواء
لمستشفيات.
وما
الذي تحتاجه الجمعية للتطور وزيادة خدماتها لعدد أكبر؟
نحتاج إلي الدعم ماليًا لأن مع ارتفاع اسعار الدواء، فأن عدد المحتاجين سيرتفع، ونحتاج من شركات الأدوية دعمنا بخصومات كبري