"محمود تيمور".. مؤسس القصة القصيرة في مصر.. وحاصد الجوائز الأدبية
"لا عجب في أن يغدو الماضي جميلا فهو ذاهب لا أوبة له ولا مرد ولا اتصال له بالزمن السائر من بعد فنحن نتمثل غيبته ونأمن جانبه ولذلك نستشعر له عاطفة من الإعزاز والتكريم ونجد له في أعماق نفوسنا نوازع الحنين".
إنها كلمات محمود تيمور الكاتب القصصي المصري الكبير، ولد في 4 يونيو 1894م في أحد أحياء مصر القديمة بمحافظة القاهرة في أسرة اشتهرت بالأدب؛ فوالدة أحمد تيمور باشا الأديب المعروف، الذي عرف باهتماماته الواسعة بالتراث العربي، وكان باحث في فنون اللغة العربية، والأدب والتاريخ وعمته الشاعرة الرائدة عائشة التيمورية صاحبة ديوان "حلية الطراز"، وشقيقه محمد تيمور هو صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي.
الطريق إلى عالم القصة القصيرة
توجّه محمود تيمور بفضل توجيهات أخيه إلى قراءة إبداعات الكاتب القصصي الفرنسي جي دي موباسان، فقرأ له وفُتِن به، واحتذاه في كتابته، لكن القدر كان يخبئ مفاجأة مؤلمة حيث توفى أخوه محمد وهو في ريعان الصبا وشرخ الشباب؛ فشعر محمود بانهيار آماله، وفقد حماسه، وأصابه اليأس، وانزوى حزينًا مستسلمًا للأسى والإحباط.
وبمرور الأيام بدأ الجرح يندمل في قلبه، وأقبل من جديد على الحياة، وراح ينفض عن نفسه الفشل والإحباط، واعتمد على نفسه مهتديًا بهُدى شقيقه الراحل، ومترسمًا خطاه في عالم الأدب والإبداع، وأقبل على الكتابة بنشاط وأول قصة قصيرة كتبها، كانت في عام 1919م بالعامية، ثم أخلص للفصحى، فأعاد بالفصحى كتابة القصص التي كتبها بالعامية، وأصبح من أعضاء مجمع اللغة العربية عام 1949م.
الإنتاج الأدبي
يزيد عدد ما أصدره تيمور من قصص وروايات على خمسين عملًا، تُرجم بعضُها إلى لغات شتى "وتدور حول قضايا عصرية وتُراثية وتاريخية، فضلًا عن روايات استوحاها من رحلاته، مثل: "أبو الهول يطير" و"المائة يوم" و"شمس وليل"، أو روايات أدارها حول الشخوص الفرعونية، مثل "كليوباترا في خان الخليلي".
اهتم تيمور في موضوعاته بشتي جوانب الحياة وتفاصيلها الدقيقة فدخل إلى خلجات نفس الإنسان وعالمه وحياته وتفاصيل العمل وطرق الحكم والصحافة والفساد.
جوائزه
منح محمود تيمور عددا من الجوائز الأدبية الكبرى في مسيرة حياته الأدبية، منها: جائزة مجمع اللغة العربية عام 1947م، وجائزة الدولة للآداب في عام 1950م، وجائزة الدولة التقديرية في عام 1963م.
نهاية الحكاية
انتهت حكاية مؤسس القصة القصيرة والأديب العظيم فمات تيمور في لوزان بسويسرا 1973، ونقل جثمانه إلى القاهرة، ودُفِن بها ولكن أعماله خلدت مع الزمان وظلت ركنا أصيلا في عالم القصة القصيرة.