جدل أزهري علماني حول حذف خانة الديانة من البطاقة.. "كريمة": السلفيون وراء التمييز العنصري ضد المسيحيين.. "نصير": جزء من هويتنا.. "والميرغني": الدين لله ومصر للجميع
الديانة جزء لا يتجزأ من هويتنا، فطالما عاشت مصر طيلة السنوات الماضية تحتضن تحت سمائها المسلم والمسيحي، دون تعصب فربما اختلفت الأديان؛ ولكن تبقى الأرض واحدة والوطن واحد.
وفى السياق ذاته، تجادل عددٌ من الخبراء ورجال الدين، البعض أكد أن خانة الديانة التى تقع بالرقم القومي تدعو للطائفية والعنصرية، وآخرون أكدوا أنه لا يجوز حذف خانة الديانة لاعتبارها جزء من هويتنا، وأشاروا إلى أن السلفيين وراء الفتنة الطائفية ولا علاقة لها بخانة الديانة.
السلفيون وراء التمييز العنصري
فى البداية، رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، مؤسس كيان "أمانة التقريب المذهبى"، لـ"العربية نيوز"، اقتراح النائب علاء عبدالمنعم المتحدث باسم "ائتلاف دعم مصر"، بخصوص إلغاء خانة الديانة من الرقم القومي، مؤكدًا أن هذا الاقتراح سيتسبب فى العديد من الكوارث الاجتماعية.
وتساءل كريمة: ما الحل إذا ادعى شاب مسيحي أنه مسلم وقام بالزواج من فتاة مسلمة.. وبعد ذلك تبين حقيقة ديانته؟.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، أنه كان يجب على النائب علاء عبد المنعم، أن يغوص فى أعماق مسألة الطائفية بدلًا من الحلول الإدارية التى لا جدوى منها، مؤكدًا أن هناك تمييزًا عنصريًا يمارس ضد "المسيحيين" من قبل ما يسموا بأصحاب الدعوة السلفية.
ولفت إلى أن جميع فتاوى الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، تشير إلى ازدراء الشعائر المسيحية، فضلًا عن أنها تعد بمثابة بركان طائفي سيقضي على الأخضر واليابس.
وأشار أحمد كريمة، إلى أن الدعوة السلفية تتخذ القيادي الأزهري الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، غطاء لاحتقار المسيحية، وهو الذي صرح بكفر النصاري.
خانة الديانة بالرقم القومي "جزء من هويتنا"
ورفضت آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية، بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، اقتراح النائب علاء عبدالمنعم المتحدث باسم "ائتلاف دعم مصر"، بخصوص إلغاء خانة الديانة من الرقم القومي.
وأضافت نصير، أن خانة الديانة بالرقم القومي جزء من هويتنا، لافتة إلى أنها من الممكن أن تستغل فى زواج أو ميراث، إلى جانب الكثير من الأمور الشرعية، مؤكدة على أن التعصب والفتنة الطائفية ليس لها علاقة بخانة الديانة، ولكن التعصب الديني يكمن بذات الشخص.
وأكدت أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، أن إلغاء الديانة سيتسبب في كثير من العقبات نظرًا لأن هناك تشابه أسماء بشكل كبير بين المسلمين والمسيحيين، مما سيصبح مدعاة لوجود كثير من الأخطاء لذلك فهي ضد الإلغاء.
"الميرغني" عن إلغاء خانة الديانة: "الدين لله والوطن للجميع"
وأكدت الدكتورة عصمت الميرغني، رئيس الحزب الاجتماعى الحر، فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إنها تؤيد اقتراح النائب علاء عبد المنعم، المتحدث باسم "ائتلاف دعم مصر"، الذي طالب فيه بإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية، قائلة: "الدين لله والوطن للجميع".
وأشارت الميرغني، إلى أن خانة الديانة تعمل على انتشار ظاهرة التفرقة العنصرية؛ نتيجة اختلاف الديانات خاصة في المؤسسات الحكومية معلقة: "هناك بعض الموظفين "المسيحيين" فى المصالح الحكومية يقومون بتعطيل أعمال المواطنين "المسلمين" والعكس صحيح".
وأضافت رئيس الحزب الاجتماعى الحر، أن العالم الأوروبي والدول المتقدمة لا تسمح بوجود خانة الديانة فى جوازات السفر منعًا لحدوث إي نوع من أنواع التفرقة العنصرية، مشيرة إلى أنه يُنظر إلى الدولة التى مازالت محتفظة بخانة الديانة فى الرقم القومي على أنها تدعو إلى التطرف.. الدين لله ومصر للجميع.
يُذكر أن النائب علاء عبدالمنعم، المتحدث باسم "ائتلاف دعم مصر"، قد اقترح مشروع قانون متكامل عن حقوق المواطنة، يتضمن إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية، مشيرًا إلى أنه يسعى لترجمة نص المادة 53 من الدستور، التى تقر بالمساواة بين كل المصريين فى جميع الحقوق والواجبات، دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس.
