عاجل
السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ولو أنهم أحبوا


يتساءل الكثير عن تلك القلوب التي لا تمل من الحب، رغم مرارته التي ذاقوها مرة وأخرى، ورغم ذلك فهم يفتشون في سرائر الناس عن من يحبون ولما يحبون وما الهدف من وراء الحب.. يعتقدون أن كل شعور جميل وراءه هدف، لا يدرون أن تلك القلوب الحانية تنبض بما يسمى الحب للحياة.

إن العاشقين أصبحوا في حيرة من أمرهم، وباتوا يلجأون إلى أديرة حانية عليهم، يخشون إعلان حبهم، فغيرهم لا يفهم، ولا يفقه.. في حياة العظماء لم حبهم الفاشل مشكلة تباكوا عليها، بل كان دفعة لأن يستمر هذا القلب في النبض، معلنوها صراحة أنهم مازالوا أطفالًا، يتعامل بطيبة قلب، ولأجل ذلك فهم على نياتهم يرزقون. 

كتبت ذات مرة أنني أحببت امرأة أسميتها الجوزاء، الأمر كان بالنسبة لي شيئًا عاديًا فلم أخجل من مصارحتي للجميع بأن قلبي مازال ينبض بالحب، رغم مرارة الأيام وقسوتها فهي لم تكن حانية على قلب أجهدة الحب، فكتبت: "فحينما ظهرت أشرقت شمس المحبة بنور ربها على وجداني، وصرت إنسانًا آخر تغيرت كل ملامح وجهه العبوس، وكأنها النسمة في الربيع، والقبلة على الخدود، تدور روحها بين ضلوع خاوية، تضع حبات السعادة على كل خلية أنهكتها مرارة الأيام". 

يا دعاة الحياة.. انشروا الحب على وجوه العباد، اجعلوا الحب سمة للتعامل لا تهم تلك المسميات للعلاقات بين البشر، فقرار حبك لشخص لا يعني أن يكون رفيق دربك، ونصفك الآخر، كما تظنون، إن الحب لهو حياة ليس لها وجود، كونوا كالمتصوفين يعشقون إلهًا لم يروه، كونوا كالرهبان، أحبوا العزلة من أجل إلهًا لم يروه، انظروا إلى قلوبكم مرة كي تعرفوا أين أنتم من حياة العاشقين، فالوصل يحي غرامًا جف منبته.

هناك من خانته مشاعره، ولم يفقه معنى الحب تلك ليست مشكلة فهو لم يعرف كيف يعيش المحبون، إلا أن هناك أناس لم تنبض قلوبهم وسيطرت عليهم عقولهم الخربة، هناك من ولدته الأيام قاسيًا، أو ماتت بصيرته. 

إن تلك القلوب الحانية تنبض حبًا وسلامًا، لله درة قول رجل أحتسبه من الصالحين: "مادام بتحب بصدق.. ليه ما تعلن عن مشاعرك!! حتى لو كان اللي قدامك ما بيبدلكش نفس الشعور.. الحب شجاعة ومواجهة يفقتدها الأغبياء، وأكيد اللي قدامك هيحترمك لأنك على الأقل حسسته بقيمته لازم تبقى واثق من نفسك ما دمت واثق من حبك" كلمات لن يفقهها الكثير. 

حين أحبت السماء الأرض أحنت عليها بالأمطار، وحينما أحبت البشر أظلتهم بالسحب، وحينما أحبت الطيور سمحت لها بالطيران، كونوا كالسماء، انشروا ذرات الحب بين الجميع شاهدوا صنعة الله في قلوبكم فهو خلقها تنبض بالحب، وأنتم من أمتوها. 

ولو أنهم أحبوا، ما كنت سترى تلك المرارة التي في الوجوه، ما كان سيتساءل العاشقون عن "لما أصبحوا منبوذين"، لما قست تلك الضلوع عليهم في وقت كانت حانية وكفى.. ولو أنهم أحبوا لكانت حياتهم كلها كوب ممتلئ بالتفاؤل والحب لجميع الخلق، تحابوا أيها المرضى فغيركم ما زال قلبه ينبض بالحب.