النيابة تدخل على خط المواجهة مع الصحفيين.. كفالة الـ10 آلاف جنيه تفجر الغضب من جديد.. احتجاز قلاش والبلشي وعبدالرحيم يعصف بالحريات.. وشيوخ المهنة: الأمن فقد عقله
أثار استدعاء النيابة لكل من يحيى قلاش نقيب الصحفيين وجمال سكرتير عام النقابة وخالد البلشي عضو المجلس، للتحقيق معهم بتهمة التستر على مطلوبين أمنيا غضبا في الوسط الصحفي، حيث امتد التحقيق لمدة وصلت إلى 12 ساعة كاملة، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، لتخرج النيابة بقرار إخلاء سبيل للثلاثي ولكن بكفالة 10 آلاف جنيه الأمر الذي رفضه النقيب يحيي قلاش مؤكدا أنه يخالف صحيح القانون.
عدم دفع كفالة الـ10 آلاف جنيه أدى إلى احتجاز قوات الأمن بقسم قصر النيل لثلاثي مجلس نقابة الصحفيين مما فجر موجة أكبر من الغضب في صفوف الصحفيين من أصغر صحفي حتى شيوخ المهنة واصفين الأزمة بالمهزلة.
جمال فهمي عن احتجاز نقيب
الصحفيين: "السلطة فقدت عقلها"
من جانبه
قال جمال فهمى، نقيب الصحفيين السابق، في تصريحات خاصة لـ"العربية
نيوز"، إن أزمة الصحفيين فى الوقت الحالى تعتبر من المشاهد الحزينة والصادمة،
فهناك من يريد إشعال الخلاف وخلق الاحتقان السياسي وتأزيم الأمور، لافتا إلى أن
الأمن فقد عقله عقب اقتحامه مقر النقابة لإلقاء القبض على الصحفيين، وفقد عقله
للمرة الثانية عند إلقاء القبض على نقيب الصحفيين وأعضاء المجلس والتعمد فى إهدار
كرامة الصحفي فى الدولة.
وأضاف
الكاتب الصحفي أن نقيب الصحفيين يحيى قلاش ومن معه على حق لاعتراضهم على عدم دفع
الكفالة المقدرة بـ10 آلاف جنيه ومطالبتهم بانتداب قاضى تحقيقات لحضور التحقيق
معهم، مضيفا أن ما يحدث فض منازعات شخصية لا تمثل القانون ومواده، فنقابة الصحفيين
مكان عام وليس ملكية خاصة للتستر على هاربين وبهذا تكون جميع التهم الموجهة للنقيب
وأعضاء المجلس ملفقة".
وأشار
"فهمي" إلى أنه على الرئيس عبدالفتاح السيسي وكل الجهات المعنية التى
تعمل على حقوق المواطنين واستقرار الدولة التدخل لحل الأزمة، فإن لم ينتصر صوت
العصر فنحن مقبلون على أوضاع لايعلم مخاوفها غير الله.
"الأعلى للصحافة": أزمة "الصحفيين" في طريقها للتصعيد من
جديد
وقال
أسامة سلامة عضو المجلس الأعلى للصحافة ورئيس تحرير مجلة روزاليوسف الأسبق، إن ما
حدث مع نقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة واحتجازهم فى قسم قصر النيل سيصعد
الأزمة من قبل الصحفيين وسيكون هناك دعوات لجمعية عمومية طارئة.
وأضاف عضو
المجلس الأعلى للصحافة لـ "العربية نيوز" أنه كان يتصور أن النيابة
ستراعى أن يحيى قلاش نقيب الصحفيين هو ممثل عن الصحفيين المصريين كلهم وليس خطرا
على المجتمع، فوظيفته تكفيه لكى يتم الإفراج عنة دون كفالة، فهذا أول مرة تحدث فى
تاريخ نقابة الصحفيين وفى العلاقات بين الصحافة والسلطة.
وأكد
"سلامة" أن هناك موائمات كان يجب أن تراعيها النيابة، خاصة وأن نقيب
الصحفيين له كيانه وليس من المعقول أنه سيهرب من الوقوف أما المحكمة، فالحكمة غابت
عن النيابة العامة.
وطالب
رئيس تحرير مجلة روزاليوسف الأسبق، أن يتم تطبيق الدستور الذى يؤكد أن قضايا النشر
لا يتم دفع فيها أى كفالة حتى يفرج عن المتهم، كما يجب أن يتم الإسراع فى إصدار
القوانين التى تنظم العمل الصحفى والإعلامى.
"الدفاع عن استقلال الصحافة": الدولة تتستر على جرائمها بتوجيه
التهم للنقابة
قال
بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، إن أزمة نقابة الصحفيين ما هي
إلا مسلسل هابط نشاهد حلقاته على فترات متتالية، ونشاهد منه الآن حلقة الهبوط
بالمجلس الأعلى للنقابة وأعضائها، فالحكومة تتستر على انتهاكاتها الموجهة ضد
الصحفيين وآخرها اقتحام النقابة بتلفيق عددًا من التهم الموجهة لنقيب الصحفيين
يحيى قلاش وعضوي النقابة معه.
وأضاف
مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة لـ "العربية نيوز" أن وضع نقيب
الصحفيين وأعضاء النقابة فى موضع الاتهام جريمة كبرى لن يغفرها التاريخ، ومسلسل لم
نشهد مثله على مر العصور.
وطالب
العدل رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بالتدخل لإنقاذ ما تبقى من كرامة الصحفي
وللحفاظ على أساس الحريات في مجتمعنا، فجميعنا لنا تحفظ على أداء أعضاء المجلس
ولكن هذا لا يعني أن تعرض النقابة منبع الحريات إلى هذه الإهانة المبالغ فيها من
الدولة.