ذبح الحمير "عرض مستمر".. خبير بيطري: الحصول على جلودها "الهدف".. شكوك حول بيع اللحوم "المحرمة" للمواطنين.. وعالم أزهري: إطعامها للحيوانات المفترسة لا اختلاف عليه
أثارت ظاهرة ذبح الحمير، جدلاً واسعًا في هذه الآونة الأخيرة، بعد تكرار وقائع العثور على حمير مذبوحة في بعض المحافظات، حيث أرجع البعض سبب انتشار هذه الظاهرة إلى أن جلودها الباهظة الثمن هي الهدف الرئيس لها، إلى جانب إطعام الحيوانات المفترسة في حديقة الحيوان، ومع تعدد الأسباب تبقى شكوك المواطنين حول إمكانية بيع هذه اللحوم على أنها لحوم أبقار.
وكانت آخر كارثة فى قضية ذبح الحمير ما عثر علية أهالى مركز الإبراهيمية بالشرقية، اليوم، حيث تم اكتشاف بقايا حمير مذبوحة وأخرى على قيد الحياة، داخل مزرعة فى منطقة متطرفة بالمدينة.
فيما كانت قوة من مركز شرطة كفر الزيات، قد تمكنت من ضبط مسجل خطر أثناء شروعه فى ذبح 16 حمارًا بناحية كفر ديما التابعة لمركز كفر الزيات والحصول على جلودها، حيث ضبطت 9 حمير حية و7 أخرى مذبوحة.
جلودها الهدف
وفى هذا السياق، يقول الدكتور محمد عفيفي سيف، مدير المعمل المرجعي للرقابة البيطرية بجمصة ومعهد بحوث صحة الحيوان، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أنه لا يوجد ضرر من تناول لحوم الحمير، لكن فقط الإنسان لا يألف أكلها ويتأفف منها، مضيفًا أن "الخيول مثلا تم أكلها في عام المجاعة في عهد عمر بن الخطاب ولكن بشكل عام موضوع انتشار ذبح الحمير ليس المقصود به نهائيًا الطعام ولكن استخدام الجلود الخاصة بها في التصدير للخارج بأسعار مجزية جدًا".
وتابع: إن "انتشار ظاهرة ذبح الحمير، دفع البعض للشك بأن هذه اللحوم يتم بيعها للمواطنين"، مؤكدًا أن ذبح هذه الحمير يتم من أجل هدف واحد وهو تصدير جلودها للخارج بدليل أن غالبية ما يتم ضبطه هي حيوانات كاملة الأجسام والأحشاء ولكن فقط بدون جلود.
وأضاف مدير المعمل المرجعي للرقابة البيطرية بجمصة، أنه يجب على المواطن شراء لحومه من محال الجزارة والشوادر الرسمية التي تكون تحت إشراف بيطري من مديريات الطب البيطري ويكون ما بها من مذبوحات تم داخل المجازر، وبالتالي تم الكشف عليها بواسطة الأطباء البيطريين في المجزر ثم من إدارة التفتيش البيطري بالمديريات على تلك المحال ويجب ملاحظة الاختام التي على اللحوم وهي أختام رسمية من المجازر.
ضرورة الرقابة على الغذاء الحيواني
وطالب مدير معهد بحوث صحة الحيوان، إنه لابد من إنشاء هيئة الرقابة على سلامة الأغذية، لكي نطمئن بشكل تام لما نأكله، لافتًا إلى أن المشاكل اليومية في الغذاء الحيواني، تأتي نتيجة تهميش دور الطبيب البيطري.
وأضاف عفيفي، أن هناك جهات مسئولة تريد اقتناص دور الطبيب البيطري من الرقابة على صحة الأغذية ذات الأصل الحيواني، معتبرًا تلك الأجهزة لاعلاقة لها بالأمر من قريب أو بعيد.
وأوضح مدير معهد بحوث الحيوان، أن من أسباب مشاكل الغذاء الحيواني أيضًا، توقف تعيين الأطباء البيطريين منذ سنوات، وعدم توظيفهم في قطاع السياحة بما يشمله من الفنادق والمنشآت السياحية والمطاعم التي تقدم تلك اللحوم.
إطعامها للحيوانات المفترسة "حلال"
ومن جانبه، أكد قرشي سلامة، نقيب الدعاة بقنا، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أنه "لا حرمانية في ذبح الحمير وتقديمها كطعام للحيوانات المفترسة بحديقة الحيوانات، وذلك تعليقًا على انتشار ظاهرة ذبح الحمير، وهذا الأمر لا يختلف عليه العلماء".