الأنبا مكاريوس.. واعظ المنيا ذائع الصيت.. ورجل البابا تواضروس لحل الأزمات
اتسم خطاب الأنبا مكاريوس حول أزمة تجريد المرأة المسنة من ملابسها بحكمة معهودة، فلم يفرط في حق السيدة المهدرة كرامتها، ولم يقصر تجاه حق الأقباط الذين تعرضت منازلهم للحرق، وحاول تهدئة جميع الأطراف، وحين تحدث للإعلام حرص على عدم إشعال فتنة أرادها مروجها.
اختار البابا تواضروس، المتواجد حاليًا فى النمسا، الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، لحل أزمة سيدة المنيا، والتحدث باسم الكنيسة في هذه القضية، لعديد من الأسباب دعمت هذا الاختيار، فى مقدمتها أن الحادث وقع فى الإيبراشية التى يتولى الأنبا مكاريوس إدارتها كأسقف عام منذ عام 2003 ليساعد الأنبا أرسانيوس مطران المنيا فى إدارة الإيبراشية الكبيرة، التى تضم أكبر عدد من الأقباط فى مصر خاصة بعد تدهور صحة المطران فى السنوات الأخيرة، وحاجته إلى من يساعده فى حل أزماتها المتعاقبة.
وفى عام 2003، عين البابا شنودة الثانى الأنبا مكاريوس ضمن طاقم السكرتارية الخاصة به، بعدما ذاع صيته كواعظ متميز فى دير الباراموس ومسئول عن بيت الخلوة بالدير حيث كان يخدم باسم القمص كيرلس الباراموسى، ثم نقله البابا شنودة لمنصبه الحالى كأسقف للمنيا.
ومنذ مجيء البابا تواضروس لسدة كرسى مارمرقس لمع اسم الأنبا مكاريوس، وعينه البابا الجديد رئيسًا لتحرير مجلة الكرازة حيث اشتهر الأسقف بثقافته الواسعة التي تتجاوز حدود العلم الكنسي والديني فلقبه الأقباط بأديب الكنيسة.
بدأ البابا تواضروس يعتمد على الأنبا مكاريوس بشكل كبير كمستشار له فى جميع إيبراشيات شمال الصعيد، وأظهر الرجل حكمة ورؤية فى الكثير من المواقف التى تطلبت ذلك كان أبرزها ما شهدته محافظة المنيا عقب أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة عام 2013 من حرق للكنائس وتعدى على ممتلكات الأقباط، بل وتعرض الأسقف نفسه لحادث إطلاق نار أثناء زيارته لإحدى قرى المنيا وقت كان فى طريقه لأداء واجب عزاء بقرية من القرى مهملة ومهمشة، وتشهد غيابا أمنيا وهى على حدود الجبل، ومليئة بالأسلحة المهربة من ليبيا.
كلف البابا تواضروس الأنبا مكاريوس رسميا منذ شهور بالإشراف الروحى على دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان بعدما انتهت أزمة عصيان رهبانه الذين رفضوا شق طريق الفيوم الدولى مارا بالدير واستجابوا بعد مبادرة المهندس إبراهيم محلب، فقرر البابا أن يمنح الأسقف مهمة الإشراف على الدير الملتهب بما لديه من حكمة وروية واتزان فى إدارة الأزمات.
ويكره الأنبا مكاريوس الجلسات العرفية بل ويرى أنها تتسبب فى المزيد من المشكلات الطائفية ولا تؤدى إلى حله، فيرى مشكلة القضاء العرفى ترسخ إحساسا لدى البعض بأن الحكومة غير قوية، وأن الكلمة العليا للمتشددين والخارجين على القانون.