انتشار ظاهرة "العناتيل" دليل على الانهيار الأخلاقي.. طبيب نفسي: مصابون بـ"عقدة أوديب".. خبير: يعانون من الضعف الجنسي.. وأستاذة اجتماع: ضحية مجتمع انعدمت فيه القيم
كثير من الرجال تعددت فضائحهم الجنسية، فأُطلق عليهم مصطلح "العناتيل".. الأمر معهم لم يقتصر على ممارسة الفاحشة وفقط، بل تعدى إلى تصوير الوقائع والتشهير بأصحابها، في تحدٍ صارخ لكافة الأعراف المجتمعية والأديان.
البداية كانت في 2014، والمسمى بـ"عام العناتيل"، لكثرة اكتشاف الفضائح الجنسية، لدرجة أن الاسم أصبح متداولًا على لسان العامة، بداية من الفيديوهات التي تم تداولها لضحايا المحلة، على يد أكثر من عنتيل كان أحدهم مدربًا في أحد النوادي، والآخر رجل ملتحٍ ينتمي - وقتها - لحزب النور السلفي، نهاية بحادثة أمس الخميس، حيث ألقت قوات أمن البحيرة، القبض على "عنتيل" جديد يقوم باستدراج الفتيات صغار السن إلى إحدى المزارع، ويمارس معهن الرذيلة ويصورهن، ثم يقوم بتقديمهن لراغبي المتعة الحرام.
وفي سياق التحقيق التالي ترصد "العربية نيوز" آراء بعض الخبراء حول انتشار هذه الظاهرة:
عُقدة أوديب
ووصف عدد من خبراء علم النفس والاجتماع "العناتيل" بأنهم مصابون بعقدة نفسية وجنسية، يطلق عليها "أوديب"، معتبرين أن تلك الكلمة تطلق على الأقوياء، لكن هؤلاء المرضى يرتكبون فعلتهم لتعويض شعورهم بالخلل الجنسي.
خلل الذكورة
في البداية قال الدكتور أحمد فخري، استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص إلى "العربية نيوز"، إن الدراسات العلمية أثبتت أن الأشخاص المصابين بعقدة "أوديب" يعانون من اضطرابات نفسيّة من الطفولة.
وأضاف فخري، أن هذا العنتيل لديه خلل في إحساسه بالذكورة، وحالة من الفقدان لحنان الأم، فدائمًا ما يبحث عن ما يزرع بداخله شعور الفحولة، فيلجأ إلى استدراج النساء وإحداث الأمور الشنيعة التي يمكن أن تحدث خلل بالمجتمع، مشيرًا إلى أن جميع هذه الحالات فردية بالمجتمع.
وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن العنتيل لديه اتجاه عدواني تجاه جميع النساء في المجتمع، لافتًا إلى دور الأسرة في تكوين شخصية طفل سوي خالي من إلى الاضطرابات النفسية أو الجنسية خاصة في فترة الصغر لسن 6 سنوات، لأن هذه المرحلة تمثل مركز التحول في التكوين الجنسي للذكر والأنثى، وأي اضطراب أو صراعات في هذه المرحلة يؤدى في الكبر إلى انحرافات جنسية.
مصابون بالضعف الجنسي
استنكر الدكتور علاء رجب، استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة إلى "العربية نيوز" إطلاق كلمة "عنتيل" على منحرفي السلوك الذين يمارسون الرذيلة مع الفتيات، موضحًا أن مرتكبي مثل هذه الأفعال لديهم ضعف جنسي، يمارسون الرذيلة لتعويضه.
وأضاف رجب، أن تعرض هؤلاء الأشخاص للاعتداء الجنسي في صغرهم، دفعهم إلى ممارسة الفاحشة للانتقام من المجتمع بهذا الشكل، فضلًا عن الاضطراب الوجدانى النفسي، وعدم الثقة.
وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن غياب التربية وانعدام المنظومة الأخلاقية ببعض الأسر ينتج عنها انتشار مثل هذه النماذج، مؤكدًا أن الانحرافات السلوكية انتشرت نتيجة الكبت النفسي والجنسي فى ظل ارتفاع سن الزواج للشباب والفتيات مع ارتفاع تكاليفه.
كما أشار إلى أنه يجب التعامل مع هذه النماذج "العناتيل" من البداية، على أنهم مجرمون والعمل على عدم إفلاتهم من العقاب القانوني، ثم تحويلهم إلى الأطباء النفسيين لتوقيع الكشف عليهم عقب الانتهاء من فترة العقوبة، لافتًا إلى أن معظم المغتصبين يلقون بجرائمهم على شماعة المرض النفسي.
أسباب انتشار الظاهرة
تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة إلى "العربية نيوز" إن المادة الإعلامية تُعد من أكبر الأسباب في انتشار ظاهرة العناتيل، مشيرة إلى أن هناك نماذج درامية بعينها كانت سببًا في تفشي الرذيلة.
وأضافت "خضر"، أن "العنتيل" هو ضحية مجتمع انعدمت فيه الأخلاق، فضلًا عن انعدام ثقافة التنظيم الأسري لدى المرأة المصرية، حتى أصبحت غير قادرة على تربية أجيال جديدة، في ظل كثرة الإنجاب.
وأشارت أستاذة علم الاجتماع، إلى أن هناك كارثة تربوية، ظهرت في انعدام التربية نتيجة الخلط المستباح، في ظل تفشي مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر وفيس بوك".