عاجل
السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

صناعة الصدام بين المعلمين والمجتمع


قرأت عبر بعض المواقع الإعلامية خبرًا يتم تداوله منذ يومين تناول دعوة للمعلمين بالتظاهر والإضراب يوم 3\6 \2016 وهذه الدعوة غير معروفة المصدر أو الجهة التى تدعو إليها، فى الحقيقة لم أتعجب حين قرأت الخبر فقد أصبحت تلك الأخبار من هذا النوع المصنوع بسذاجة شديدة جزءًا لايتجزأ من سياسة اعتاد عليها المعلمون المصريون، ولاريب أن الأهداف من تلك المحاولات واضحة للجميع.

أول تلك الأهداف هو امتصاص غضب المعلمين فى ظل تدنى أوضاعهم الاقتصادية، وكذلك زيادة نسبة الخصم من مرتباتهم الضعيفة من الأصل سواء عبر الضرائب المتعددة أو عدم زيادة الأجر الأساسى من الأول من يوليو 2014 وحتى الآن وأيضًا مازاد من حالة الغضب والاحتقان بين المعلمين ما أعلنته لجنة تسيير الأعمال بنقابة المهن التعليمية عن خصم 2% من أجور المعلمين حتى تتمكن من صرف المعاشات بعد أن أفلست النقابة.

ولهذا وقبيل موسم الامتحانات تخرج علينا آلة الإعلام التابعة للوزارة لتصنع سيناريو آخر تحاول به فض حالة الاحتقان مثل سيناريو الدعوة إلى التظاهر والاحتجاج من قبل المعلمين، خاصة قبل امتحانات الشهادات العامة حتى تفقد المعلمين تأييد وتعاطف من قبل أولياء الأمور مع قضايا المعلمين المختلفة.

وحين ننظر إلى آخر محاولات الإعلام التابع ونحلل خبر الدعوة إلى التظاهرات نجد الآتى:-

أولا- لايوجد مصدر للخبر أو جهة نقابية أو ائتلاف أو شخصية معروفة للمعلمين.

ثانيا- لاتوجد مطالب محددة لتلك الدعوة.

ثالثا- عدم الإعلان عن الجهة الداعية للاحتجاج يدفع قارئ الخبر إلى تحديد الجهة الداعية إلا وهى جماعة الإخوان الإرهابية، والتى اعتادت فى الفترة الأخيرة الدعوة إلى مثل هذه الاحتجاجات دون إعلان اسم واضح للمعلمين لمزيد من تشوية نقابات وائتلافات المعلمين وإلصاق تهمة الإرهاب إليها.

خامسا- نجد أن صياغة الخبر تنم عن جهل بين وواضح فى عدم التمييز بين التظاهر والوقفة الاحتجاجية والإضراب.

سادسا- نجد أن الخبر ينتشر فى صفحات معينة ومواقع معروف للجميع أنها لأشخاص تابعين للوزارة وبعضهم يعمل بالديوان العام أو صفحات بعض الكيانات الوهمية صنيعة الوزارة والموجودة على صفحات التواصل الاجتماعى فقط دون تواجد جماهيرى حقيقى بين المعلمين.

أن الهدف النهائى لتلك المسرحية الهزلية هو تصدير العنف للمعلمين من قبل المجتمع ممثلا فى أولياء الأمور وإظهارهم أنهم السبب الرئيسى فى فشل العملية التعليمية، وهناك هدف آخر أكثر خطورة ألا وهو تفتيت حركة المعلمين المصريين خاصة مع اقتراب فصل الصيف حيث يبدأ المعلمون فى الالتفاف حول قضاياهم دون تعطيل للعملية التعليمية أثناء العام الدراسى.

أن الدعوة المجهولة للتظاهر والاحتجاج يوم 3/6/ 2016 ستفشل مسبقًا لأنها مقصودة لإظهار أن نقابات المعلمين المستقلة وائتلافاتهم عجزت عن الحشد ليبدأ سيناريو هجوم جديد وهم مصنوع.