"مايو الأسود".. نار ودماء وفتنة طائفية.. الحرائق تأكل الأخضر واليابس.. والطائرة المنكوبة تدمي قلوب المصريين.. والفتنة الطائفية آخر القصيدة
عاشت مصر خلال الأيام الماضية شهر من أسود الشهور التي مرت عليها منذ سنوات، فرغم أن مصر عانت ولا تزال من أزمات متعددة منذ 5 سنوات لكن شهر مايو الجاري كان الأكثر سوادًا، حيث بدأ الشهر بحرائق مروعة في العتبة في منطقة الرويعي ليكون ذلك الحريق نقطة البداية لمسلسل من الحرائق أتت علي مناطق كبيرة في العاصمة، وكأنه "حريق القاهرة الثاني"، حيث أرجع بعض الخبراء إلى أن تلك الحرائق بفعل فاعل.
ومنذ ما يقرب من حوالي 10 أيام استيقظت مصر على كارثة سقوط طائرة شركة مصر للطيران في مياه البحر المتوسط، لتأتي على حياة 66 راكبًا كانوا علي متنها، ولم يعرف حتى اللحظة أسباب قاطعة لسقوط الطائرة المنكوبة.
ويأبى الشهر "الأسود" أن ينتهي حتي يعيش المصريين على وقع أزمة جديدة في المنيا، بعدما وقعت اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بسبب ادعاء البعض وجود علاقة عاطفية تجمع شاب مسيحي مع فتاة مسلمة، ما أدى إلى اشتعال النيران في 7 منازل وتعرية مسنة مسيحية.
في هذه السطور نرصد بالتفصيل الحوادث الثلاث الأسود:
حريق القاهرة
استيقط المصريون يوم 9 مايو الجاري علي حريق هائل شب فى منطقة العتبة، استمر حوالي 20 ساعة متواصلة داخل أحد الفنادق بمنطقة العتبة ليلتهم 4 عقارات مجاورة بشارع الرويعى، فضلا عن احتراق 200 محل و150 "فرش" للباعة الجائلين، و70 مخزنًا للبويات بالإضافة إلى احتراق ما يقرب من 40 شقة سكنية، ما أسفر عن إصابة 82 شخصًا من الشرطة والمدنيين باختناقات وحروق متفرقة، واحتراق ما يقرب من 200 محل تجارى.
بعدها بأيام اندلع حريق كبير في عدد من مخازن ومحال الأقمشة في منطقة الأزهر بمنطقة الغورية، لتتوالى بعدها الحرائق في مناطق متفرقة علي مستوي العاصمة بل امتد المشهد العبثي إلى اشتعال حرائق كبيرة بالمحافظات.
اختفاء الطائرة المنكوبة واحتراق قلب 66 أسرة
يوم الخميس 19 مايو الجاري استيقظ المصريون على واقعة مروعة وهي اختفاء طائرة مصر للطيران القادمة من باريس إلي القاهرة والتي كان من المقرر وصولها فجر الخميس لكن اختفت بعد دخول المجال الجوي المصري بعشر دقائق فقط.
بعدها بساعات خرج وزير الطيران المدني ليؤكد تقارير صحفية تحدثت عن سقوط الطائرة، حيث كان المصريون يعيشون على أمل أن تكون الطائرة قد اختفت، ليعيش بعدها المصريون على وقع حزن كبير لم ينته حتى اليوم.
فيما خرج مئات المصريون يتقدمهم فنانون ووزراء في مسيرة تأبين لضحايا الطائرة أمس من أمام الأوبرا.
فتنة طائفية.. سيناريو قديم وأزمة جديدة
منذ أيام انفجرت في المنيا بالصعيد فتنة طائفية جديدة بمنطقة أبوقرقاص، على وقع شائعة بعلاقة بين فتاة مسلمة وشاب مسيحي، ليخرج بعدها أهلية الفتاة في الطريق إلي أهالي الشاب المسيحي ليفتكوا بكل من يقف أمامهم، حيث تم إحراق منزل الشاب و6 منازل مجاورة.
بعدها بأيام خرجت مسنة مسيحية من المنطقة لتتحدث عن تعريتها في خضم المعركة التي حدثت أثناء حرق المنازل المسيحية، لتنفجر مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لهذا الفعل المشين تحت هاشتاج "مصر اتعرت".
ويبقى السؤال.. هل ينتهي مايو الأسود قبل ظهور أزمات جديدة؟