"الإفتاء": "سمكة الصحراء" طريقة جديدة من "داعش" لاستعطاف المسلمين
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم داعش الإرهابى يتبع استراتيجية "سمكة الصحراء" العسكرية لكى يتفادى الضربات الموجهة إليه، مشددا على أن هذه الاستراتيجية تضمن له هروبًا من نيران التحالفات العسكرية، وفي الوقت نفسه تساعد التنظيم في الوصول إلى مناطق جديدة يسيطر عليها وتكون بعيدة عن أماكن تمركزه وسيطرته.
ولفت المرصد إلى أن استدعاء التنظيم لأحداث مؤلمة وقعت للمسلمين في الهند من قبل عرقيات أخرى في الأعوام ما بين 1992 والعام 2002م ما هي إلا وسيلة لتبرير استراتيجية "سمكة الصحراء" واستدرار عطف المسلمين بصفة عامة ومسلمي الهند بصفة خاصة، خاصة إنهم سيشكلون محضِنًا جديدًا للتنظيم بعدما أصبحت منطقة الرافدين والشام تشكل خطرًا عليه هذه الأيام، وتقف عائقًا أمام تمدده وبسط نفوذه.
وحول ماهية الاستراتيجية الجديدة لـ"داعش"، أكد مرصد دار الإفتاء أن استراتيجية "السمكة في الصحراء" العسكرية، والتي أطلقها التنظيم في العام الماضي، مستمدة من شعار التنظيم "باقية وتتمدد"؛ والذي أصبح شعارًا لرؤيتهم لدولة الخلافة المزعومة، أو الدولة الإسلامية كما يطلقون عليها، والتي كان قد أعلن عنها زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في منتصف العام 2014.
في الوقت ذاته، بيَّن مرصد الإفتاء أن هذه الاستراتيجية تقوم على بناء تحالفات في أماكن مختلفة، خاصة من النخب المتأثرة بالفكر الجهادي، والتي سرعان ما يتحولون إلى الفكر السياسي ومن ثم العسكري، ويصبحون بين عشية وضحاها مقاتلين داخل صفوف التنظيم، ولكن هذه التحالفات وإن كانت تمثل للتنظيم قوةً في فترة ما، فإن هذه القوة سرعان ما تضعف وتنهار في فترات متتالية، ويرجع ذلك إلى هشاشة تلك التحالفات، نتيجة لعدة أسباب منها ما هو عرقي وما هو ديني أو مذهبي أو شعبوي أو حتى أيديوجي.
ودعا مرصد الإفتاء إلى ضرورة تكوين تحالفات عسكرية وفكرية قوية تتتبع الأساليب والوسائل الجديدة التي يستحدثها للتنظيم، ومواجهتها وفضحها سواء أكانت فكرية أم عسكرية؛ حيث إن استراتيجية داعش تقوم على المراوغة والتغيير والتبديل والانتقال من مكان إلى آخر، واستحداث طرق جديدة لضمان البقاء على قيد الحياة أطول فترة ممكنة.