عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

نائب رئيس شعبة أصحاب الصيدليات لـ"العربية نيوز": قرار تحريك أسعار الدواء "ضروري" ولكن!.. "السلاسل" كيانات "غير قانونية".. ويجب ربط التسعيرة بـ"الدولار"

الدكتور وليد شوقي
الدكتور وليد شوقي في حواره مع محررة " العربية نيوز"

يجب ربط تسعيرة الدواء بأسعار الدولار

قرار تحريك أسعار الأدوية صادم للجمهور 

سلاسل الصيدليات غير قانونية 

يمر قطاع الدواء بالكثير من المشكلات التي تحتاج لحلول جذرية، فهناك أدوية يتم إنتاجها مع التسعيرة الجبرية مما يؤدي إلى خسائر بالغة للشركات،

كما يطالب المصنعين والصيدلة بضرورة ربط تسعيرة الدواء بالدولار، إلى جانب معاناة شركات الأدوية بسبب عدم توفير الدولار من قبل الدولار من البنك المركزي.

ومن جانبه، أوضح الدكتور وليد شوقي، نائب رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالقاهرة، ورئيس مجلس الأمناء مؤسسة دواء للجميع الخيرية، خلال حواره لـ"العربية نيوز"، أن قرار تحريك اسعار الأدوية، والذي أثار ضجة كبرى خلال الفترة الماضية، كان ضروريا.

وأشار شوقي إلى أن هناك كوارث تحيط بتجارة الأدوية في مصر، تتمثل في بيع الأطباء البشريين للأدوية في عياداتهم الخاصة، إلى جانب اشتغال غير الصيادلة في الصيدليات، كما كشف أشياء أخرى.. وإلى نص الحوار:

ما هي المشكلات التي تواجه القطاع الدوائي في مصر؟ 

ينقسم قطاع الدواء إلى جزئين، "الأول": التصنيع و"الثاني": التوزيع والبيع.

وأولى تلك المشكلات التي تواجه القطاع أساسها سعر الدولار وارتفاعه مع التسعيرة الجبرية، والتي أجبرت الشركات على سعر محدد للمنتج، ومع استيراد معظم المواد الخام من الخارج، أصبح هناك إنتاج أدوية إنتاجها مع التسعيرة الجبرية يؤدي إلى خسائر، وبالتالي يجب أن يتم ربط تسعيرة الدواء بالدولار.

كما تواجه حاليًا شركات الأدوية صعوبة في توفير الدولار من البنك المركزي، حيث اضطرت الكثير منها إلى اللجوء للسوق الموازية لسد احتياجاتها، مما رفع من تكلفة المنتج، وتقليل التصنيع، فحدث عجز لأكثر من 700 صنف، ولأن المنظومة دورة مكملة لبعضها، والصيدليات هي الواجهة الأساسية لتصنيع الدواء، ظهر هذا العجز وبشدة. 

إذا تحريك الأسعار كان ضروريًا لتفادي الخسائر؟

نعم، كان ضرويًا.

ولكن يجب أن يتم تحريك الأسعار وفقًا لآليات منظومة متكاملة، فمن غير المنطقي تحريك سعر 7000 صنف "دفعة واحدة"، وهذه كانت صدمة للجمهور وللصيادلة وحتي للشركات، لكن لو كان لدينا أليات تسعير بخطة زمنية لرفع الأسعار سنويًا، مع تحديد الاسعار التي تؤدي إلى خسائر، كنا تفادينا هذه الصدمة.

وماذا عن باقي المشكلات التي تواجه القطاع؟

بالنسبة للتوزيع مع الصيدليات توجد مشكلة الأدوية المنتهية الصلاحية.

وينص القانون على أن تسترد الشركات الأدوية المنتهية الصلاحية، ولكن هذا لا يحدث كثيرًا، فكل ما يهم شركات التوزيع هو البيع.

كما توجد أيضًا مشكلة بيع الأدوية خارج الصيدليات في العيادات، وهذه كارثة كبرى لها آثار سلبية على حياة المواطنين، لعدة أسباب منها: أن الطبيب ليس مرخص له ببيع الدواء، إلى جانب أن العيادة ليست مكان جيد لتخزين الدواء، ولا يوجد تفتيش أو رقابة عليها، وبعض الأدوية التي تباع في العيادات غير معلومة المصدر. 

وماذا عن المشكلات الداخلية بالصيدليات؟ 
.أكبر مشكلة تعاني منها لصيدليات هي مشكلة الإدارة، ولذلك نجد أن الكثير من الصيدليات تغلق بعد افتتاحها بوقت قصير

والإدارة في الصيدلة كيان واحد ينقسم بين الدواء والصيدلي، والصيدلي "إنساني تجاري" لأنه تاجر تحكمه الإنسانيات لأنه يتعامل مع المرضى، ولكن البعض لا يستطيع إدارة صيدليته، إلى جانب الممارسات التي لا تمارسها سلاسل الصيدليات.

ماذا تقصد بممارسات سلاسل الصيدليات؟
.مصطلح سلاسل الصيدليات قانون خاطئ، فالقانون ينص على أنه لا يحق للصيدلي أن يمتلك أكثر من صيدلية

إلا أن البعض اخترع لعبة ليحيد عن القانون وهي إدارة شركة وتأسيس الصيدلية تحت إدارة شخص آخر، وأدى ذلك إلى ممارسات قللت من فرصة منافسة الصيدليات الصغيرة، إلى جانب احتكارهم لبعض الأصناف، وخاصة المستوردة.

وأود أن أسير إلى أن أكثر الأدوية المهربة وجدت في بعض هذه الصيدليات، كما تم القبض على أكثر من صيدلية ضمن سلاسل لبيعها أدوية غير مرخصة.

كم يبلغ عدد سلاسل الصيدليات في مصر؟
حوالي 300 صيدلية تتبع سلاسل، كما تبلغ الصيدليات في مصر 65 ألف صيدلية، الفاعل منهم "أي غير المغلقة" 46 ألف صيدلية، وسلاسل الصيدليات لا تزيد عن 1% من عدد الصيدليات

ولكن نظرًا للرأسمالية والإمكانيات المالية لديهم سيارات خاصة لنقل الأدوية بين الأفرع، إلى جانب نفوذهم بالمجال الاستيرادي، بخلاف أن مشروع السلاسل يندرج تحت بند المشاريع الاستثمارية "بالنسبة لهم"، وعليه فإن لهم شروط في الصيدليات التي يختارونها لانضمامها للسلاسل منها مساحة الصيدلية وعدم وجود فروع قريبة منها.

هل يسمح للأجانب بتأسيس الصيدليات داخل مصر؟
لا.. وفقًأ للقانون المنظم، والذي ينص علي أنه يجب أن يكون مصري، والرخصة صيدلي مصر، ومسجل في نقابة الصيادلة، وليس مسموح حتى للصيادلة الأجانب المقيمين في مصر فتح صيدليات


هل توجد مشكلات أخرى تواجه القطاع؟
نعم، هناك مشكلة عدم وجود بعض الأدوية الخاصة ببعض الأمراض لا تباع في الصيدليات مثل السوفالدي.

كما تمثل مشكلة الضرائب أيضًا واحدة من مشاكل القطاع المزمنة، وهناك اتفاقية موقعة مع الضرائب، لكن مع قرار تحريك الأسعار الجديد، بالتأكيد سيحدث سجال جديد مع الضرائب.

وتسببت أيضًا مشكلة انصراف الصيادلة إلى ممارسة أعمال ومهن أخرى، نظرًا لضعف الإمكانيات لأنها مهنة ليس لها مناصب أو ترقيات، إلى دخول غير المختصين الي المهنة، وهذه كارثة كبرى، لأن كثير من الناس غير الصيادلة يفتحون صيدليات باسم صيدلي، وهؤلاء أشخاص عاديون لا يهمهم سوى الربح، ولا بد من القضاء عليهم.

بالنسبة إلى القرارات الحكومية، ما رأيك في تفعيل القرار 499 لسنة 2012 في الوقت الحالي؟
القرار 499 لسنة 2012 كان ينص على زيادة هامش الصيدلي بنسبة 1% متصاعدة على 5 سنوات.

ورفضت غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات هذا القرار، كما رفضناه نحن كصيادلة، حصولنا فيه على حقوقنا بـ"القطارة" أو بـ"التنقيط".

وعندما اجتمعنا بغرفة صناعة الدواء، أكدوا أنه سيوافقون علي القرار بشرط تحريك اسعار الدواء، لأنهم كانوا ملمين بحجم كارثة الدواء والخسائر التي يتكبدها القطاع، ولم يتم تنفيذ القرار، ولكن بعد 4 سنوات تم تنفيذ القرارين معًا تحريك سعر الدواء وتنفيذ 499، لكن بأثر رجعي أي على تحديد هامش ربح 5% مباشرة. 

كيف ترى تداعيات قرار تحريك أسعار الأدوية ذات القيمة الأقل من 30 جنيهًا؟
تحريك أسعار 7000 صنف، غير منطقي، فتحريك السعر كان يجب أن يكون تدريجيًا، والمفاجأة ستكون مؤلمة على الفقراء، فمن كانت روشتته 100 جنيه ستصبح 120 جنيهًا.

وكان يجب أيضًا أن يتم تحريك السعر تدريجيًا، ولكن القرار كان مطلوبًا، وبالفعل حدث ارتباك في القطاع الدوائي، فمن غير المنطقي أنه لم يتم تحضير الشركات للقرار بإعلامهم به، حتي يتم التجهيز له، لكن متخذ القرار تعامل بمنطق "إلقاء القنبلة أولًا"، وعليه سيحدث متغيرات كثيرة في القطاع.

ما هي هذه المتغيرات؟
ستختفي مخازن الدواء خلال الفترة المقبلة، فبعد القرار سيحصل الصيدلي علي خصم من الشركات بنسبة 25% على المحلي و18% على المستورد، والمخازن كانت تحصل على كميات كبيرة من الأدوية ليأخذ عليها خصم كبير، وبالتالي يعطي جزء للصيدلي.

والمتوقع حاليًا هو إلغاء "البونص" أو الأدوية التي تعطي مجانًا فوق الأدوية المطلوبة، وبالتالي هامش الربح للصيدلي سيكون أكبر بالتعامل مع الشركات مباشرة وليس مخازن الأدوية، والذي سيؤدي إلى اختفائها تدريجيًا.

وأطالب بضبط الأسواق، خوفًا من تضارب الأسعار بين الصيدليات، بسبب أن هناك صيدليات لديها أمكانية أعطاء خصومات كبيرة، وهذا يجب وقفه للحفاظ على تساوي الفرص بين الجميع، أن لا يسمح بخصومات عشوائية، وكل صيدلية تريد إعطاء نسبة من الخصومات تكون بموافقة الإدارة المركزية.