47 عامًا مرورًا على قرار "ناصر" الصعب.. "إغلاق خليج العقبة" يقود مصر إلى نكسة 67
في مثل هذا اليوم عام 1967، أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إغلاق خليج العقبة في وجه السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي، حيث عنونت صحيفة الأهرام صفحتها الأولى بمانشيت: "عبدالناصر يعلن إغلاق خليج العقبة".
وذكرت الصحف المصرية الصادرة في ذلك الوقت أن الخليج مغلق أمام الملاحة الإسرائيلية وأن المواد الاستراتيجية لا تستطيع المرور منه إلى إسرائيل ولو على سفن غير إسرائيلية، موضحة أن الجمهورية العربية تطبق في خليج العقبة نفس القواعد التي كانت تطبقها قبل حرب السويس.
كواليس اتخاذ القرار
كان الزعيم جمال عبدالناصر أعلن قرار إغلاق خليج العقبة رسميا أثناء زيارة قام بها يوم 22 مايو 1967 لمركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية بصحبة المشير عبدالحكيم عامر، النائب الأول لرئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وزكريا محيي الدين وحسين الشـافعي وعلى صبري، نواب رئيس الجمهورية وشمس بدران، وزير الحربية، حيث قال عبدالناصر: "إن سيادتنا على مدخل الخليج لا تقبل المناقشة، وإذا أرادت إسرائيل أن تهدد بالحرب فنحن نقول لها.. أهلًا وسهلًا".
ولم يمض أقل من شهر لإعلان إغلاق المضيق لتأتي حرب عام 1967 بين إسرائيل ومصر وسوريا والأردن، انتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء والجولان.
عبدالناصر يخسر حلم الجمهورية العربية المتحدة
وكان عبدالناصر قد تحدث عن مقدمات الأزمة عقب القرار، قائلا، إن: " التهديد الإسرائيلى ضد سوريا كان محققًا ومؤكدًا، وإسرائيل حشدت قوات تقدر بما يتراوح بين 11 و13 لواء، وكان محددًا لعملية غزو سوريا يوم 17 مايو وتحركنا بسرعة يوم 14 وطلبنا أن تنسحب قوات الطوارئ فى 23 مايو 1967 وتم تنفيذ القرار"، وعقب هزيمة الدول العربية في النكسة تراجع المد القومي وضعفت الحركات التوحدية بين العرب، وهو ما جعل حلم الزعيم جمال عبد الناصر في الوحدة العربية يتبخر.
الأهميه الاستراتيجيه للخليج
منطقة رأس خليج العقبة التي كانت نائية عند رسم الحدود الدولية حولها وأصبحت ذات أهمية تجارية وسياحية في النصف الثاني من القرن الـ20، وفي الخمسينات والستينات أخذت إسرائيل والأردن تطور المنطقة حيث وسع الأردن ميناء العقبة.
أما إسرائيل فأقامت ميناء إيلات، وفي 1956 و1967 كان إغلاق مضيق تيران ومنع الوصلة الحرة إلى ميناء إيلات من أسباب اندلاع الحروب بين مصر وإسرائيل وجاء في الستينات حل الأردن والسعودية الخلاف بينهما بشأن الحدود بين البلدين مما فتح الباب أمام تطوير ميناء العقبة وتوسيعه، أما الخلاف بين مصر وإسرائيل حول موقع الحدود على شاطئ الخليج فاستمر حتى بعد التوقيع على معاهدة السلام بين البلدين ولم يحل إلا في 1989 عندما سلمت إسرائيل طابا لمصر.
الموقع الجغرافى للخليج
يقع خليج العقبة إلى الشرق من شبه جزيرة سيناء وإلى الغرب من شبه الجزيرة العربية، ويبلغ طول خليج العقبة من مضيق تيران جنوبا إلى وادي عربه شمالًا 160 كم أما عرضه 24 كم، وأعمق نقطة في الخليج 1،850 متر تحت سطح البحر، الدول المطلة عليه هي السعودية والأردن وفلسطين ومصر.