"المتطرف" وزيرًا للدفاع في الجيش الصهيوني.. إسرائيل ترد على "سلام السيسي" بتعيين ليبرمان.. وخبراء: "مؤشر على استكمال المفاوضات"
أثار تعيين السياسي الصهيوني المتشدد إفيجدور ليبرمان، وزيرًا للدفاع بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، استنكارًا واسعًا من قبل الرأي العام والصحف الإسرائيلية التي أعلن بعضها أن ليبرمان قد يدفع بإسرائيل إلى حروب جديدة مع الفلسطينيين، خصوصًا أنه عرف بتصريحات نارية وقرارات شديدة القسوة وصلت إلى رفضه قرار وقف الحرب والحصار على غزة عام 2014.
ولم يتوقف تأثير القرار داخل المجتمع الإسرائيل أو الفلسطيني وحسب، بل وصل إلى إثارة الرأي العام المصري، خصوصًا بعد دعوة الرئيس السيسي في خطابه الأخير، أنه قد آن وقت تنفيذ عملية سلام شامل بالمنطقة والاعتراف بحقوق إسرائيل وفلسطين كدول صديقة متجاورة.
أسئلة تلوح في الأفق بعد تعيين السياسي المتشدد الأبرز في إسرائيل كان أبرزها، هل قرار التعيين جاء بعد قراءة للمستقبل والمشهد العام بالمنطقة، وعليه تم اختيار ليبرمان ليكون وزيرًا للدفاع في الدولة الصهيونية؟
تعيين ليبرمان في الحكومة الإسرائيلية مرتبط بدعوة السيسي لـ "السلام"
بداية قال اللواء نبيل فؤاد الخبير الإستراتيجي، إن "قرار تعيين إفيجدور ليبرمان، اليميني المتطرف المعروف بتصريحاته العدائية ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين في حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ربما قد يكون قراءة مستقبلية لأوضاع المنطقة، والتي ستحتاج إلى شخصيات سياسية متشددة في حالة إجراء أي مفاوضات أو مبادرات".
وأضاف الخبير الاستراتيجي، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن ما أعلنه الرئيس السيسي في البيان الذي ألقاه بأسيوط لا يمكن وصفه بالمبادرة فهو لا يتجاوز الدعوة من أجل السلام، وإن كان هذا لا ينفي احتمالية ارتباط دعوة الرئيس بالتغييرات الوزارية بإسرائيل، حتى يكونوا على قدر من الاستعداد عند فتح باب التفاوض لاتخاذ قرارات معينة يهدفون إليها ولا نعلمها.
"ليبرمان" المتشدد لن يؤثر على مبادرة السيسي للسلام
من جانبها، اوضحت الدكتورة هدى راغب، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يملك القدرة على معارضة اليمين المتطرف بإسرائيل، لذلك فإن قرار تعيين ليبرمان وزيرًا للدفاع، وهو السياسي المتشدد والمعروف بعدائه الشديد للجانب الفلسطيني من خلال تصريحاته العدائية وقت الحرب على غزة عام 2014، خلفًا لـ"موشيه يعلون"، جاء بداعي الاستمالة لحزب ليبرمان اليميني "إسرائيل بيتنا"، ليحافظ على مكانه من خلال زيادة عدد المؤيدين لنتنياهو في الكنيست نافية أن يكون التغيير بهدف سياسي.
وأكدت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، على ضرورة توحد الجانب الفلسطيني خصوصًا في ظل هذا التحول الكبير على المنطقة، فلا يعقل أنه وسط كل هذا الزخم من الأحداث ولا تزال الحكومة الإسرائيلية منقسمة، والشعب نفسه منقسم إلى تيارات وحركات كفتح وحماس، مضيفة أن من الوعي أن يتوحد الجانب الفلسطيني حتى نغلق باب الاستنكار الإسرائيلي بعدم وجود من يفاوضوه في فلسطين.
استقالة وزير دفاع إسرائيل مؤشر على استكمال مفاوضات السلام
فيما قال الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن "استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ياعلون سبقت التغيير الوزاري بعد أيام".
وأكد رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن التغيير الوزاري في الوقت الراهن مؤشر لاستكمال مسار المفاوضات مرة أخرى مع الجانب الفلسطيني، الأمر الذي يحتاج إلى سياسي متشدد معروف مثل أفيجدور ليبرمان صاحب التصريحات النارية من قبل تجاه الفلسطينيين.
وأشار فهمي إلى أن الخلاف بين بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحكومي وموشيه ياعلون زاد في الآونة الآخيرة؛ بسبب دعم يعلون لهيئة الأركان العسكرية ومسئوله الذي شبه الأجواء في إسرائيل بأجواء ما قبل الحرب العالمية في ألمانيا.
وأوضح رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية، أن محاولة استمالة ليبرمان وحزبه إلى الائتلاف الحكومي، سيزيد من سلطة القوى اليمينية في الدولة التي ستصبح شديدة على الفلسطينيين في عملية التفاوض.