عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"أطباء بلا حدود" تطالب الأطراف المتحاربة باحترام متطلبات الشعب اليمني

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم /الإثنين/ الأطراف المتحاربة في اليمن بضرورة احترام متطلبات الشعب اليمني وتوفير احتياجاته الطارئة وتسهيل وصول المساعدات المطلوبة والمواد الطبية لإزالة المعاناة عن اليمنيين .. واصفة في الوقت ذاته الاستجابة الدولية مع هذه الأزمة الإنسانية بأنها "خجولة" ويشوبها التقصير.
ودعت المنظمة - خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في عمان بعنوان (الوضع الإنساني والصحي في اليمن) - إلى ضرورة احترام خصوصية المرضى ونقلهم في أسرع وقت إلى المرافق الصحية، فيما طالبت المنظمات الإنسانية الأخرى ببذل جهود أكثر فاعلية لمساعدة الكوادر المحلية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني.
من جهته، أعرب الدكتور غزالي بكير رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن للأعوام الثلاثة الماضية عن قلقه إزاء الوضع الصحي القائم في اليمن .. لافتا إلى صعوبة حصول اليمنيين على الخدمة والرعاية الصحية بسبب العنف المستمر هناك.
وقال بكير إن الكثير من المرافق الصحية تضررت في اليمن ، مستشهدا في هذا الصدد بأن إحدى المحافظات اليمنية حاليا لا يوجد فيها سوى 3 مستشفيات فقط من إجمالي ما يترواح بين 12 و14 مرفقا صحيا في السابق وهو ما يوضح حجم معاناة الكودار الصحية في تقديم الخدمة المطلوبة علاوة على الفقر وسوء التغذية التي يعاني منها السكان قبل الأزمة الحالية.
وشدد على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة ماسة بما يتوافق مع القانون الدولي ، كاشفا عن تعرض برنامج تقديم المساعدات الإنسانية المستقلة والحيادية في اليمن إلى بطء الإجراءات والبيروقراطية ومحاولة دفع تلك المساعدات إلى منطقة على حساب أخرى وإلى حظرها أو مصادرتها أحيانا.
ونبه إلى أن اليمن يمر بمرحلة نزاع خطيرة ومعقدة ويتطلب وجود عاملين ذي كفاءة وخبرة في ظروف النزاعات والأزمات لإجراء المفاوضات وتوزيع المساعدات على المجتمعات التي هي في حاجة تامة لها .. داعيا جميع العاملين في المجال الإغاثي والإنساني الى ضرورة التواجد لأن الاحتياجات هائلة جدا وتفوق قدرات المنظمات الحالية الموجودة بما فيها أطباء بلا حدود.
وطالب بكير بضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات الفعلية نحو التوصل إلى حل للأزمة في اليمن ، ودعم برنامج الإغاثة وتسريع آليات التمويل ونشر الطواقم الإغاثية بسرعة داخل الأراضي اليمنية..داعيا أطراف النزاع إلى ضرورة البعد عن تمكين الأجندة السياسية والعسكرية من أجل تقديم الخدمات للشعب اليمني والانخراط في أية مبادرة تقلل من العنف على الأرض والتشجيع على المزيد من الهدن ووقف إطلاق النار.
وقال إن المنظمة تعمل في ثماني محافظات بالشمال والجنوب ، وقدمت خلال الفترة الواقعة ما بين أواخر مارس الماضي وحتى اليوم العلاج لنحو 9095 جريحا أصيبوا جراء النزاع المسلح في اليمن من بينهم 4303 حالات أجريت لهم عمليات جراحية .. مضيفا "إننا نناصر نيابة عن الشعب اليمني".
ومن جهته .. قال تيري جوفو منسق مشروع أطباء بلا حدود في عدن "إنني على امتداد عملى في المنظمة منذ 10 سنوات لم أر مثل هذا العنف من قبل ، لقد واجهنا صعوبات في إيصال الإمدادات لمحتاجيها بسبب حصار الحوثيين للمدينة ، ومع أنه كانت هناك هدنة لوقف إطلاق النار في شهر مايو الماضي إلا أن الصراع كان مستمرا".
وأضاف جوفو "كان يصلنا قبل وقف إطلاق النار نحو 20 مصابا في اليوم الواحد ارتفع إلى 40 مصابا بعد توقفه ثم إلى 150 في يوليو الماضي ، أحيانا كانت الأسرة بأكملها مصابة أو بعضها متوف لقد تمكنا من تقديم المساعدات لهؤلاء الأشخاص"..مبينا أنه في بعض الأحيان كان لا يوجد سوى أطباء بلا حدود والصليب الأحمر لأن المستشفيات اليمنية غير عاملة وبعضها كان يعاني من نقص في المواد اللازمة والكوادر الطبية والآخر أغلق.
وتابع "إننا كنا نتعامل في عدن مع مرضى ومصابين مختلطين (من المقاومة والحوثيين) نقدم الرعاية لهم كمرضى"..لافتا إلى أن أربعة أشهر ونصفا لم يوجد فيها يوم واحد من الهدنة وهو ما كانت له تداعيات كبيرة على السكان الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الرعاية الصحية المختلفة فهم باتوا بلا وظائف ولا أموال.
وبدوره..قال تمام العودات الذي يعمل بالمركز الرئيسي في المنظمة "إنني زرت اليمن منذ أسبوعين وذلك للمرة الثانية في السنوات الخمس الماضية ، ولاحظت وجود تراجع في مستوى الخدمات المقدمة إلى المرضى وذلك في المناطق الأقل تضررا ، كما أن ميزانيات معظم المستشفيات باتت محدودة وينفق معظمها على الوقود ، وبالتالي القليل بات موجودا لتأمين الخدمات الطبية والصحية".
ولفت إلى أن ثلث الأطفال كانوا يعانون قبل الحرب الأخيرة من سوء التغذية إلا أن العدد تزايد في الوقت الحالي بسبب نقص الطعام ، حيث إن المساعدات باتت لا تصل إلى الكثير من النازحين أو الأشخاص الذين يستحقونها..كما أن عددا كبيرا منهم يعانون من مشاكل نفسية بسبب رؤيتهم للقصف والهروب مع عائلاتهم من مكان إلى آخر لا يوجد في الطعام..قائلا "إن قدرتنا على تقديم الدعم النفسي لهم بات محدودا جدا".
وحذر العودات من انتشار الأوبئة بسبب التدهور الحاصل في الماء والصرف الصحي ، لافتا إلى أن أوضاع المرضى واليمنيين باتت في حالة أسوأ لعدم قدرتهم على الوصول إلى المرافق الصحية خاصة الأطفال والنساء وكبار السن إضافة إلى ارتفاع التكاليف.