جدل سياسي حول نجاح مبادرة "السيسي" لإحياء السلام.. "السيد": ستفشل بسبب إسرائيل.. "وجيه": الصراع العربي الصهيوني لن يحل بالدعوات.. وأسعد": نتنياهو لن يعلن نيته الحقيقية
يعد الصراع العربي الإسرائيلي من أكثر الصراعات التاريخية الممتدة، والتي تزيد عن خمسين عامًا متواصلة عرفها العالم المعاصر، حيث تمتد جذور ومصادر الصراع إلى أواخر القرن التاسع عشر وحتى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين.
وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسي داعيا إلى مبادرة تهدف لحل القضية الفلسطينية، هذه المبادرة منذ اللحظة الأولى لاقت ترحيبًا داخل المجتمع الإسرائليى، كذلك رحب بها الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الأمر الذى أدى إلى توقع الجميع نجاح هذه المبادرة.
فاختلف عدد من الخبراء الدبلوماسيين، والسياسيين على نجاح المبادرة التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فأكد البعض أنها سوف تشهد نجاحًا واستجابة من الطرفين، بينما أوضح أخرون أن الأزمة الفلسطينية لن تحل بالمبادرات.
دعوة السيسي لحل الأزمة الفلسطينية "استكمال" لمعاهدة السلام
فيقول قال اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجى، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن حل المشكلة الفلسطينية فى الوقت الراهن جاء ليثبت للعالم أن مصر دولة سلام، وفى ذات الوقت يثبت أن مصر هى الدولة العربية الكبرى التى تسعى لتحقيق الاستقرار فى المنطقة العربية كلها.
وأضاف خلف في تصريحات خاصة إلى "العربية نيوز"، أن ما يحدث الآن للتصالح بين البلدين فلسطين وإسرائيل جاء بعد مشاورات سابقة للتنظيم بين فتح وحماس؛ لاسترجاع حق الشعب الفلسطينى، فى الوقت المناسب للظروف الدولية.
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي لأول مرة منذ توليه الحكم يتوجه حديثه إلى الشعب الإسرائيلى والحكومه الإسرائيلية مطالبا فيه الاستجابة لحل هذه الأزمة بكل تحضر ورقى، وجاء ترحاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي اعتبر فيها أن حل القضية الفلسطينية سيجعل اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل أكثر دفئا، وأعرب عن استعداده للتوسط لإيجاد حل.
وتابع "علينا أن ننطلق لاسترجاع الاستقرار للمنطقة العربية، وهذه المباردة تتفق مع معاهده السلام وتعتبر استكمالا لها ولغة السلام تجلب الدعم من جميع الدول للحفاظ على الأمن الوطنى".
مبادرة السيسي ستفشل بسبب إسرائيل
وأكد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الصحف الإسرائيلية ترحب بما دعى له الرئيس السيسي لتحقيق الوحدة الفلسطينية وتصفية الخلاف بين حماس وفتح، ولكن لن تنجح هذه المبادرة؛ لأن الإسرائيليين يصرون على الاحتفاظ بالقدس كعاصمة موحدة لإسرائيل، وعدم التنازل عن السيطرة الأمنية على الضفة الغربية.
وأضاف السيد في تصريحات خاصة إلى "العربية نيوز"، أن هناك اقتراحًا آخر من جانب فرنسا لعقد مؤتمر دولي لبحث القضية الفلسطينية، والقيام بدولة فلسطينية مستقلة، وجاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتضر بهذه الفكرة التى تميل الولايات المتحدة إلى تأييدها، حتى وإن كانت لن تعلن عن ذلك، مشيرًا إلى أن مجرد التفاوض بين فلسطين وإسرائيل لن يؤدى إلى حل وعدم الاستجابة للمطالب الفلسطينية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسيه بالجامعه الأمريكية، "أن السلطات المصرية بذلت مجهودات كبيرة من قبل لحل هذه الأزمة، ولكنها لم تنجح لأن حماس لاتريد انتخابات جديدة لعدم فقدانها السيطرة على غزة، وفتح تتردد كثيرًا فى قبول الشروط التى تطرحها حماس فيما يتعلق بوقف التنسيق الأمنى مع السلطات الإسرائيلية، ولذلك يمكن أن يكون هناك حديثًا عن المصالحة ولكن إمكانيه تحقيق هذه المصالحة تظل بعيدة بناء على التجارب الماضية".
على إسرائيل إعلان نيتها من مبادرة السيسي
وصف جمال أسعد المفكر السياسي، مبادرة الرئيس السيسى لحل الأزمة بين فلسطين وإسرائيل بأنها دعوات للتصالح وليست مباردات متفق عليها دوليا، مؤكدًا أنه منذ صدور اتفاقية 67 وهناك مبادرات عدة عقدت لم تنجح فى حل الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف المفكر السياسي إلى "العربية نيوز"، أن هذه المبادرة متفق عليها منذ زيارة الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" لمصر ويجب على الرئيس عبدالفتاح السيسي الإفصاح عن ما تم خلال هذه الزياره من اتفاقيات، لإعلان الشعب المصرى الدعم الكامل لهذه المبادرة والوقوف بجانب الرئيس.
وأكد "أسعد" أننا على استعداد كامل لتطبيق المباردة ولكن لا بد أن تعلن إسرائيل عن النية الحقيقية للموافقة على هذه المباردة والترحاب الشديد الذي أعلنوه بعيدًا عن الإيمان الحقيقى بالقضية وبعيدًا عن أرض الواقع.
الصراع العربي الإسرائيلي لن يحل بمبادرات فردية
وأوضح الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولي بجامعه الأزهر، إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق السلام ما بين فلسطين وإسرائيل بعد صراع استمر لـ68 عاما شيء إيجابى ولكن يحتاج إلى قوة دولية لتحقيقه.
وقال أستاذ التفاوض الدولى إلى "العربية نيوز"، إن مايحدث من هجمات إرهابية على سيناء ودول الوطن العربى السبب الرئيسى به الفجوة بين الشعوب العربية والتدخل السريع من الدول الأوربية فى الشئون الداخلية لنا، لافتا إلى أن الانشقاق القائم بين الشعب الفلسطيني وانقسامهم إلى جبهتين فتح وحماس أنتج الصراع العربى الإسرائيلى.
وأضاف "وجيه" أن صراع المنطقة ممتد ومركب جدا منذ عقود ولابد التعامل معه بقوة من الضغط الدولي تتمثل فى الدول العربية والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية.