بالصور.. منظمة لبنانية تنظم عرض أزياء للخادمات في المنازل
في مبادرة فريدة، قامت منظمة "إنسان" غير الحكومية بتنظيم عرض للأزياء للعاملات في المنازل، وجميعهن أجنبيات. وتحاول المنظمة من خلال مبادرتها إعطاء صورة مختلفة عن هؤلاء النساء في المجتمع اللبناني.
لا تختلف وضعية خادمات المنازل في لبنان عن وضعية العاملات في نفس المهنة بالدول العربية. لكن منظمة "إنسان" غير الحكومية اللبنانية اختارت، في مبادرة فريدة، أن تهتم بهذه الشريحة وتخصص لها تظاهرة لعرض الأزياء.
شاركت في هذا العرض السيرلانكية آنا فرناندو العاملة في الخدمة المنزلية في لبنان منذ 21 عاما، لإعالة أطفالها الذين يقيمون في بلادها، مع نحو عشر من زميلاتها، بمقهى في بيروت، لتغيير الصورة النمطية السائدة عن هذه المهنة.
تبلغ آنا 43 عاما، أمضت أكثر من عقدين منها في لبنان لتوفير حياة أفضل لأطفالها.
وتقول هذه المرأة الجميلة في القاعة الخلفية للمقهى قبل استدعائها إلى منصة العرض لتقديم ملابس أعدها مصممون شباب لهذا الحدث، "أنا إنسانة قبل كل شيء حتى لو كنت أعمل في الخدمة المنزلية".
وتؤكد أن تضحيتها في سبيل عائلتها بالابتعاد عنها لعقدين من الزمن كان مثمرا. فابنتها البالغة 21 عاما طالبة في كلية الصيدلة، وابنها (22 عاما) تخرج من المدرسة الحربية في سريلانكا.
وإلى جانب عملها في الخدمة المنزلية، بدأت تبيع أطباقا تعدها استنادا إلى وصفات سريلانكية وهندية ونيبالية، وتتلقى الطلبيات عبر الهاتف والبريد الإلكتروني وفيسبوك.
وتقول رانية ديراني مديرة منظمة "إنسان"، "يعشن مثل أي امرأة أخرى خارج إطار عملهن"، في إشارة إلى الاهتمام بجمالهن وأناقتهن.
وتتحدث منظمات غير حكومية عن كون هؤلاء الخادمات يتلقين معاملة عنصرية في لبنان. وتعمل غالبية الأجنبيات بموجب نظام الكفيل، مما يخضعهن لإرادة صاحب العمل. وقانون العمل لا يغطي العاملات في الخدمة المنزلية رغم تشكيل نقابة مطلع العام 2015.
وقالت سومي خان من بنغلادش في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، "مع عرض الأزياء هذا نريد أن نقول للجميع إننا لسنا فقط عاملات في الخدمة المنزلية".
وتوضح هذه الشابة، البالغة 22 عاما من العمر، بشعرها القصير والوشم المدقوق على ظهرها، أنها كانت ترغب بمتابعة دروس في الصحافة في بلدها، إلا أنها اضطرت إلى المغادرة من أجل إعالة عائلتها.
وهي تعرض الأزياء في المقهى وسط تصفيق الجمهور المؤلف من لبنانيين وأجانب فيما يلتقط أصدقاؤها صورا لها.
ويهدف عرض الأزياء هذا إلى إبراز صورة مختلفة عن العاملات في الخدمة المنزلية، وهي مساهمة ضمن مساهمات أخرى للمجتمع المدني للتعريف بمعاناة هذه الشريحة التي يتجاوز عددها في لبنان 200 ألف.