عمر"بوك ستور" لـ" العربية نيوز": تأليف الكتب أصبح مبسطًا لدرجة "الابتذال".. كتب المؤلفين الجدد كالسلعة بغير موسمها.. وأرغب في ترك بصمة لي في عالم الثقافة
أرغب في ترك بصمة لي في عالم
الثقافة
الثورات
والتغيرات السياسية أثرت على أفكار الكاتب قبل القارئ
كتب
المؤلفين الجدد كالسلعة بغير موسمها
غلاء
أسعار الناشر سبب انتشار السوق السوداء
تأليف
الكتب بات مبسطا بعيدا عن التطور الفكري
وقت
ازدياد الظل يزداد كتب الأدب الساخر
شهرة
الكُتاب الكبار تغيرت بعد الثورات المصرية وأصبحت الريادة للروايات المبسطة
قال عمر
أحمد مؤسس ومالك مكتبة "عمر بوك ستور" إن يعتبر التعامل مع الناس هو
أهم شيء لإنجاح أي مجال عموما وبالنسبة للكتابة علي وجه الخصوص يمنحنا التعامل مع
الناس التعرض لثقافة الأفراد وتوجهاتهم واختلافات الأجيال ومتطلباتهم الفكرية كما
جعلني على دراية بأشباه المثقفين الذين يقتنون الكتب بهدف المسميات وإعلان أنهم
يقرأون. وبالنسبة للتعامل مع الناس من خلال وقفة الشارع فمنحتني القدرة على فهم
البشر ومعرفة توجهاتهم حسب اختياراتهم للكاتب ونوعية الكتاب.
وأضاف مؤسس "عمر بوك ستور" في حوار الخاص مع "العربية نيوز" أن الفرق بين قراء 2006 والآن هو فرق السماء والأرض فالعشر سنوات المنقضية منذ التأسيس شهدت تغيرات كبيرة في القراءة والثقافة ونوع الكتابة فأفكار الكتاب نفسها قد تغير. والجدير بالذكر أن الأدب الساخر كان منتشرا بقوة في عصر مبارك وانتشار الظلم والكبت عند المصريين الذي انعكس على الكتاب، وانتشر بعد الثورة كتب التيار الإسلامي والفكري وحاليا الروايات هى صاحبة الريادة في متطلبات القراء.
وأكد عمر أحمد أنه قد تغيرت شهرة الكُتاب أنفسهم فإبراهيم عيسي وعلاء الأسواني وبلال فضل كانت لهم الريادة وقت مبارك والآن أصبح التفوق لأحمد مراد ومحمد صادق وزاب ثروت وغيرهم من كتاب إن عادت الشريحة القارئة للقراءة مرة أخرى لن تجد أعمالهم مرضية لهم ولأذواقهم فأسلوب التأليف الآن بات مبسطا للغاية بعيدا عن العمق الموجود في أعمال ماركيز وديسدوفيسكي ونجيب محفوظ وغيرهم ممن تربينا على مؤلفاتهم.
وإلى نص الحوار:
كيف بدأت
حياتك مع الكتب.. و"فرشة" وسط البلد؟
البداية
لم تكن في (فرشة) وسط البلد مع الحاج سيد بل بدأت قبلها ولمدة 3 سنوات مع أستاذ
شعبان الذي عملت معه في الإجازات وقت كنت بالابتدائي والإعدادي. وتعلمت وقتها معنى
الجريدة والمجلة والتعامل مع الناس وما يحبونه وثقافاتهم واختياراتهم. ثم انتقلت إلى (فرشة) والذي في الإجازات وأثناء الجامعة وما بعدها.
ما مدى الاستفادة والدروس التي تعلمتها من تجربة العمل بالشارع في بدايتك؟
يعتبر التعامل مع الناس هو أهم شيء لإنجاح أي مجال عموما وبالنسبة للكتابة على وجه الخصوص يمنحنا التعامل مع الناس التعرض لثقافة الأفراد وتوجهاتهم واختلافات الأجيال ومتطلباتهم الفكرية كما جعلني على دراية بأشباه المثقفين الذين يقتنون الكتب بهدف المسميات وإعلان أنهم يقرأون. وبالنسبة للتعامل مع الناس من خلال وقفة الشارع فمنحتني القدرة على فهم البشر ومعرفة توجهاتهم حسب اختياراتهم للكاتب ونوعية الكتاب.
كيف جاءت فكرة الطموح إلى مكتبة بوسط البلد، وهل كان طموحا بهدف ربحي لمجال تفهمه وتعرف خباياه؟
لا أحد ينكر أن الجانب الربحي كان موجودا في خلق الفكرة فنحن نعمل من أجل لقمة العيش وهذه سنة الحياة، لكن العمل في مجال تحبه يمنح الفرصة للإبداع وقد كان من الممكن علي أن أعمل بالمحاماة وما أسهل الربح في ذلك بغض النظر عن متاعب المهنة. وبالنسبة للربح فالربح موجود لكنه ليس الأساس في إنجاح العمل، فالعمل في شيء تحبه يجعلك لا تشعر بمعاناة العمل، وكان من الممكن أن أتنازل عن العمل بالكتب وأعمل بالتجارة وقت الثورة كما نصحني الأصدقاء ولكنني رفضت واستمررت فيما أحب.
ما هى الخطوات التي اتخذتها
في تأسيس المكتبة.. وما المشكلات التي قابلتك؟
في
البداية رغبت في القيام بشيء يظل بصمة لي وأنا في غاية السعادة وقت أجد حامل لكتاب
يحمل شعار عمر بوك ستور أو لشخص آخر يذكرنا بالخير وأن خصوماتنا ساعدته في زيادة
كم كتبه المقروءة، إما بالنسبة لقرار مكتبة بوسط البلد فكان قرارا شديد الصعوبة حيث إن وسط البلد تعد قبلة المثقفين فنجد قارئ المهندسين يأتي إلى وسط البلد من أجل
الكتب والقراءة.
مع البحث
عن مكان للمكتبة واجهت صعوبة شديدة فالمتاح غير ملائم للإمكانات والأسعار مرتفعة
جدا وغير مناسبة لمقاييس المهنة الربحية الغير موجودة فيوم في رواج ويوم في كساد،
وأخيرا جاءتني فكرة الشقة فهي أكبر من المحل ويمكن استغلال ذلك في استيعاب كتب من
جميع دور النشر وهذه ميزتنا عن سائر مكتبات وسط البلد.
تم تأسيس
مكتبة "عمر بوك ستور" من 2006 ومرت بمراحل وتغيرات سياسية كثيرة من
ثورات واعتصامات وتغير في الأنظمة.. ما التغيرات التي لاحظتها على القراء من رواد
المكتبة؟
الفرق بين
قراء 2006 والآن هو فرق السماء والأرض فالعشر سنوات المنقضية منذ التأسيس شهدت
تغيرات كبيرة في القراءة والثقافة ونوع الكتابة فأفكار الكُتاب نفسها قد تغيرت.
والجدير بالذكر أن الأدب الساخر كان منتشرا بقوة في عصر مبارك وانتشار الظلم
والكبت عند المصريين الذي انعكس على الكُتاب، وانتشر بعد الثورة كتب التيار
الإسلامي والفكري وحاليا الروايات هى صاحبة الريادة في متطلبات القراء.
وبالنسبة
لنوع الكتب والتأليف ؟
تغيرت
شهرة الكُتاب نفسها فإبراهيم عيسي وعلاء الأسواني وبلال فضل كانت لهم الريادة وقت
مبارك والآن أصبح التفوق لأحمد مراد ومحمد صادق وزاب ثروت وغيرهم من الكُتاب التي
إن عادت الشريحة القارئة للقراءة مرة أخرى لن تجد أعمالهم مرضية لهم ولأذواقهم
فأسلوب التأليف الآن بات مبسطا للغاية بعيدا عن العمق الموجود في أعمال ماركيز
وديسدوفيسكي ونجيب محفوظ وغيرهم ممن تربينا على مؤلفاتهم.
ما أكثر فئة عمرية مقبلة على القراءة ونوعية الكتب المقروءة؟
أكثر فئة
هى الشباب من 20 لـ 35 عاما ويقبلون مع الأسف على الروايات التي لن تعينهم على
التطور الفكري فأيامنا كنا نرتقي بالقراءة من المبسط للأعلى ويمكن لأي شخص تقييم
ومعرفة توجه الشخصي لآخر من خلال معرفة ما يقرأه فهل هو مؤمن بالحريات أم بالفكر
الديني المتفتح أو فكر ليبرالي وخلافه من التوجهات. كما كنا نقرأ أعمالا روائية
لمحفوظ تستحق أن تقرأ أكثر من مرة أما الآن القراءة سطحية وعشوائية وغير مثمرة ولا
يمكن التقييم الشخصي من خلالها.
في ظل ارتفاع سعر الكتب يعرف عنك أنك كثير الخصومات وأنك تخسر وتحب الخسارة.. فكيف تحقق
هذه المعادلة بأن تنجح وتتمكن من الربح في آن واحد؟
يوجد
عاملان هامان في هذه المسألة أولهم معنوي من خلال التعامل مع القراء والإحساس
بمردود القارئ الذي يستفيد من الخصم، وكوني صاحب الشيء فأنا قادر وصاحب الحرية في
أن أعطيه وبأريحية شديدة لدرجة أن هناك أشخاصا يتنازلون عن خصوماتهم من أجل تنمية
الفكرة ونيل غيرهم من القراء المحتاجين إلى الخصم قسطهم من ذلك، ففكرة الخصومات
جعلتنا محبوبين عند الناس وهذا يسعدني للغاية كما أنها تضغط على الناشر الذي ستنزف
القراء بتسعيرة الكتب بأرقام مرتفعة فنجد رواية أحمد مراد "أرض الآله"
منشورة ب 50 جنيها مما قد يودي بميزانية طالب لمدة أسبوع أو أكثر.
أما للربح
المادي فالحمدلله الربح جيد ومرضي ويسير بخطي ثابتة بلا ديون ونرتضي ذلك الربح
القليل الحلال ويكفينا أن طمعنا الوحيد في حب الناس الذي يزداد يوم بعد آخر لدرجة
أن بعض القراء يعيدوا لنا كتبهم المقروءة لنبيعها بأسعار مخفضة جدا وتدور عجلة
القراءة ويقرأها غيرهم.
مشكلتك مع
دار الرواق وصلت إلى أى مدى بعد عرض رواية "إنستا حياة" ب 10 جنيهات؟
تعتبر
مشكلتنا مع دار الرواق واحدة من ضمن المشكلات العجيبة التي واجهناها فدار الرواق
عرضت طبعة شعبية بسعر 9 جنيهات قمنا ببيعها بـ 10 جنيهات ما المشكلة في ذلك هل
كان يرغب في أن نبيعها بـ 30 جنيها، فالمشكلة كلها في أن الدار خافت على علاقتها
بدور النشر الأخرى التي عرضت الرواية بـ35 جنيها في نفس الوقت. فالمشكلة عجيبة جدا
فنحن لم نزور وقمنا ببيع النسخة الأصلية بسعرها في حين يتركون تزوير الكتب قائم
بقوة علي الساحة.
وكنت
متمسكا بعرض كتب دار الرواق في مكتبتي إلى أن فاض بي الكيل وأعلنت أنها لن تقف
عليهم في حين نعرض كتب من جميع دور النشر خصوصا بعد تعاملهم السيء معنا.
وتعتبر
مشكلة الرواق ليست الأولى من نوعها فصادفنا مشكلة مع دار الشروق من قبل وقت فتحت
المكتبة في 2006 بسبب الخصومات التي تضرهم وتقف حالهم وأعلنوا أنهم لن يعرضوا
عندنا كتب من نشرهم ومع ذلك قمت بنشر أعمالهم من خلال مورد آخر فسوق الكتب سوق
مفتوح ولا يوجد به لن أعرض في مكتبة فلان فالعرض في مصلحتك أنت وأنا لا أسعى
لإيجاد خصومات أو ضغائن مع الآخرين.
رأيك في السوق السوداء وسرقة
الكتب وسور الأزبكية.. وأن القارئ مهما علم بأن الكتاب مزورا إلا أنه يشتريه
مضطرا لمواجهة الغلاء؟
لهذه
الأزمة ثلاثة محاور أولهم الناشر بغلائه لسعر الكتاب وعدم مرونته وفهمه لطبيعة
وروح الثقافة، ثم المزور وهذا مجرم ولا يجوز أن نبرر فعلته ولن ننكر أننا غير
قادرين على التفاهم معه، وبالنسبة للقارئ الحقيقي فهو شخص يقدر الثاقفة وقد يكون
قادرا على الكتابة يوما ما وبالتالي لن يرتضى أن يسرق منه كتابه.
إضافة
لذلك فإن الشرطة يجب أن تكثف رقابتها ومنعها لانتشار المزورين. ويمكن معالجة الأمر
من خلال تخفيف الناشر لسعر الكتاب وبالتالي يحارب التزوير من أساسه.
وأعتقد أن
القارئ الذي يفعل الذي يشارك في ذلك يفعلها لقلة وعيه الديني وأخطاء وعيوب جودة
الكتب المزورة. وكاتب "عمر بوك ستور" يأتي للكتاب الأصلي مع علمه عن
وجود نسخة أرخص منه كثيرا ولكنها مزورة ولا يرتضي لنفسه اقتناء مثل تلك النسخ في
مكتبته.
من
الناحية التسويقية..كيف تواجه مشكلة وجود المكتبة في الدور الثاني وأن طريقة الجذب
العادية ليست متاحة لك؟
القارئ الحقيقي يسعى للكتاب أينما كان والحمدلله رواد المكتبة مرتبطين بيننا ويتركون
مكتبات الشروق ومدبولي ويأتون لنا.
ووصل الارتباط المعنوي بيننا إلى استشارة البعض
لنا عن اختيارات الكتب وترشيحات للقراءة، كما أن قارئ المكتبة لا يشتري من مكتبة
غيرنا إلا بعد سؤالنا عن وجود الكتاب من عدمه.
وامتلاكنا لروح التعامل الجيد وحسن المعاملة والحب والصداقة يجعلنا في غني عن أي جانب تسويقي آخر فالقارئ الحقيقي لا يحتاج لرؤية المكتبة في الشارع كأي محل تجاري إنما يسعى إليها من أجل الكتاب.
ما طموحاتك للمستقبل البعيد وخطواتك لتطبيق ذلك في المستقبل القريب؟
يجب التنويه في ذلك قبل أي شيء إلى نجاح فكرتي "عربة الحواديت" التي تبناها أستاذ هيثم وفكرة "مكتبة لكل قرية" التي تبناها أستاذ سامح فايد فنجاحهم أثر في بشدة حيث نتمني انتشار الكتب والثقافة أكثر من ذلك وأن يتسع دورهم ونخجل بشدة أن يغلق مسجد بعد خمس دقائق من الصلاة دون أن يكون لها دورا في نشر الثقافة والفكر فنأمل أن يكون هناك مكتبة بكل مسجد وكل كنيسة وهدفي كمكتبة أن أساهم في توفير أكبر قدر ممكن من الكتب بسعر يجعل شراءه سهلا فنحقق هدفنا الرئيس من زيادة معدل القراءة عند المواطنين عموما.
والطموحات المادية للمكتبة أن نصبح مكتبة كبيرة في الشارع وأن نصل إلى ذلك من خلال رزق حلال.
ما طموحاتك للمستقبل البعيد وخطواتك لتطبيق ذلك في المستقبل القريب؟
يجب التنويه في ذلك قبل أي شيء إلى نجاح فكرتي "عربة الحواديت" التي تبناها أستاذ هيثم وفكرة "مكتبة لكل قرية" التي تبناها أستاذ سامح فايد فنجاحهم أثر في بشدة حيث نتمني انتشار الكتب والثقافة أكثر من ذلك وأن يتسع دورهم ونخجل بشدة أن يغلق مسجد بعد خمس دقائق من الصلاة دون أن يكون لها دورا في نشر الثقافة والفكر فنأمل أن يكون هناك مكتبة بكل مسجد وكل كنيسة وهدفي كمكتبة أن أساهم في توفير أكبر قدر ممكن من الكتب بسعر يجعل شراءه سهلا فنحقق هدفنا الرئيس من زيادة معدل القراءة عند المواطنين عموما.
والطموحات المادية للمكتبة أن نصبح مكتبة كبيرة في الشارع وأن نصل إلى ذلك من خلال رزق حلال.
أخيرا وبشكل عام كيف ترى مستوى الكتابة في مصر الآن وبالمستقبل؟
الكتاب الآن كالسلعة بغير موسمها، فالُكتاب الآن دون المستوي وينشرون بأموالهم ودور النشر أمام الربح والاستفادة المادية فتحت المجال لذلك ومن المفترض أن يكون هناك تقييم واهتمام أكبر من ذلك من دور النشر فزيادة الكم شيء جيد في حالة أن تكون الحصيلة جيدة فقط، والآن فإن نماذج الكُتاب الموجودين على الساحة غير قادرين على تحريك أو إشعال الذهن والفكر العام للقراء فلا يوجد بهم محفوظ أو الحكيم، ولم تعد الكتب القيمة التي تؤثر في العقول موجودة كما قبل وحتى الأعمال جيدة مثل "رحلتي مع السرطان" الرواية الواقعية التي عايشت العديد من الثقافات لم تحظ بحقها وسط ذلك الزخم السيء من الكتب وانحدار الذوق العام.
وبالنظر إلى كتب الشعر في السنتين السابقتين نجدهم أكثر بكثير من كتب الشعر في الخمسين سنة الماضية كما أن الشعراء الموجودين علي الساحة غير قادرين على الإلقاء الشعري من الأساس إضافة أن موادهم المقدمة في الكتب لا قيمة لها.