200 يوم على سجن طبيب الأوعية الدموية.. أحمد سعيد.. سجين ذكرى محمد محمود
هبطت طائرته إلى مصر قادمة من إيطاليا مطلع نوفمبر 2015، وكان يمني نفسه بلقاء أهله وعائلته وأصدقائه، إلا أنه فوجئ بالقبض عليه ولم يكن يخطر في ذهنه أنه قادم ليبدأ رحلة جديدة مع الحبس على خلفية المشاركة في إحدى المظاهرات بخلاف رحلته التي قضاها في الخارج، إنه الدكتور أحمد سعيد طبيب الأوعية الدموية ليمر على حبسه حتى الآن 200 يوم.
نوفمبر 2015
فى الـ19 من نوفمبر 2015 شارك سعيد بإحدى الوقفات الاحتجاجية التى نظمها عددًا من الشباب فوق كوبرى قصر النيل تزامنًا مع ذكرى محمد محمود ثم انصرف بعدها فى طريقة لوسط البلد وجلس على أحد المقاهى ليتم القبض عليه واصطحابه لقسم عابدين، ولم يلبس إلا ساعات قليلة ليتم ترحيله للعرض على النيابة، وهناك اتهم سعيد بتعطيل الطريق وتكدير السلم العام لتواجده بشارع محمد محمود.
لا يذكر للطبيب أحمد سعيد أن له أي انتماء حزبي، وبعد أيام من القبض عليه تم إخلاء سبيله هو وأربعة معه في القضية بكفالة 3000 جنيه من قبل قاضي التحقيق بمحكمة عابدين، إلا أن النيابة استأنفت على قرار إخلاء السبيل، وتم تحديد جلسة 8 ديسمبر لنظر القضية، ولم يتم نقل المتهمين لمقر المحكمة، فتم تأجيل القضية إلى 13 ديسمبر، وصدر قرار المحكمة، بالسجن عامين، وتم تحديد 13 يناير المقبل، لنظر الاستئناف المقدم من محاميه على الحكم الصادر بحقه.
وعلى الرغم من أنه تم تكريم الدكتور أحمد سعيد من عدة مراكز بحثية في فرانكورت في ألمانيا، إلا أنه سجن في مصر على خلفية التضامن مع ذكرى أحداث محمد محمود، وتضامن معه الكثيرون، في الداخل والخارج، فبالإضافة إلى تضامن الشخصيات العامة مثل جورج اسحاق والحقوقية راجية عمران، والروائي علاء الأسواني، وباسم يوسف، وخالد أبو النجا، وشباب كثيرون، تضامن أيضًا، رئيس البرلمان الألماني، ورئيس الجمعية العالمية الطبية.
رد فعل ألمانيا
أرسلت السفارة الألمانية بالقاهرة وفدًا عال المستوى برئاسة أمينها العام لحضور جلسة محاكمة أحمد، والتي تلقى فيها مع رفاقه حكمًا بالحبس سنتين، وذلك رغم أن الطبيب المصري لا يحمل الجنسية الألمانية، وأنه لا يربطه بهذه البلاد سوى عمله بها.
كان هذا في ظل غياب تام لأعضاء مجلس إدارة نقابة الأطباء، الذين بعثوا بمراسلات مكتبية مع وزارة الداخلية والنيابة العامة، بالإضافة إلى توكيل محام للدفاع عنه.
رسائل من الزنزانة
وقال سعيد في إحدى رسائله من داخل السجن: "أظل حبيسًا، حتى لو كنت خارج جدران السجن، ولكنني فعلت ما فعلت حتى أشعر بأنني حر، وحتى أحافظ على بصيص الضوء الأخير الذي انبثق عن الثورة جدران وهواء زنزانتي، والسجناء وأحاديثهم، تثبت لي بما لا يدع مجالًا للشك أنني لم انتهج السبيل الخطأ، ومع مرور الوقت، ازداد يقينًا بذلك.