"الزعيم" في عيد ميلاده.. أستاذ ورئيس قسم العطاء الذي لا ينتهي
يعتبر عادل إمام حالة وظاهرة تستحق الدراسة فعلى عكس كل الفنانين يزداد إمام نجومية كلما ازداد عمرا، فالقدرة على التوازن وإرضاء كل الأذواق والأجيال المتتابعة أمر صعب على أي إنسان، فالأصعب من النجاح الحفاظ عليه فما بالنا بالزعيم الذي يزداد تفوقًا على تفوق، وفي عيد ميلاده يحيي "العربية نيوز" مشوار النجم والزعيم عادل إمام.
ففي مثل هذا اليوم، بالمنصورة تحديدًا بقرية شها بمحافظة الدقهلية، ولد الزعيم عادل محمد إمام سنة 1940، فشب على ثورة 52 وتغيير البلاد لدمائها ورفضها للواقع وهذا كان قدر الزعيم أن يأتى إلى الحياة وكل شىء بها ثائر، الأرض والبلد، حتى هو ثار في وجه المجتمعات والأنظمة بفنه، وتمرد على نفسه بشخوصه الفنية حتى صار زعيم الفن العربي.
عانى عادل إمام فى شبابه وقت لم يكن يملك سوى موهبته وعزيمته ومجهوده، وأمله فى المستقبل، واجه الزعيم صعوبات عديدة إلى أن جاءته الفرصة مرة أخرى فى مسرحية "أنا وهو وهى" وبين مؤيد ومعارض لوجوده فى العرض المسرحى، بدأ الجمهور يلتفت لموهبة الشاب، بعد إجادته تقديم شخصية دسوقى أفندى وإفيهه الشهير "بلد بتاعت شهادات صحيح" فنظرت له السينما بعين من الاهتمام فظهر في "مراتى مدير عام، أنا الدكتور، إجازة بالعافية، المدير الفنى، 3 لصوص".
عمل مع المخرج الكبير فطين عبدالوهاب، والذى يعتبره الزعيم من أهم المخرجين فى تاريخ السينما العربية، وقدمه فى عدد من أفلامه، إلي أن قدم فيلمه "البحث عن فضيحة" مع المخرج نيازى مصطفى، وبدأ اسمه يلمع فى سماء الفن منفردًا، حتى جاء فيلمه "رجب فوق صفيح ساخن" مع المخرج أحمد فؤاد، وقلب موازين السينما المصرية وقتها، حيث استمر عرضه فى دور العرض ما يزيد عن 35 أسبوعًا، وقت أن كان الفيلم يمكث 4 أسابيع فقط، وتسيد عادل إمام الزعامة في الوطن العربى.
أبدع الزعيم بعدها في عديد من الأعمال التي ظهر فيها تفوقه علي نفسه فمنذ صداقته بالكاتب الكبير وحيد حامد، قدم كل الأنواع التمثيلية دراما، أكشن، كوميدى، اجتماعى، إنسانى، وطنى ونجح بهم جميعًا، فأبدع في الإرهابي، الأفوكاتو، الهلفوت، وغيرها، وصار ارتباط الجمهور بشخصياته وإفيهاته.
ظهر تفوق إمام في العديد من الأعمال المسرحية والتي جاوز نجاحها أي عمل مسرحي آخر، حيث استمرت أعمال إمام "شاهد ما شافش حاجة"، "الواد سيد الشغال"، "الزعيم"، "بودي جارد" لأكثر من عقد من الزمان تعرض وتتصدر أعلى الإيرادات.
يعتبر نجاح الزعيم عادل إمام والذي ظل علي قمة النجومية قرابة الـ 50 عامًا مثالًا حيًا للعمل والرغبة في النجاح وعشق العطاء وتقدير قيمة الفن ورسالته فاستمرت أعماله خالدة باختلاف الأجيال لرسالتها التي سعى طيلة حياته على إبرازها في أعماله.
