سعيًا لحل الأزمة.. وفد شعبي يزور إيطاليا لتقليل التوتر بين القاهرة وروما.. وخبراء: أزمة "ريجيني" لن تحل بهذا الشكل
فى محاولة لحل الخلاف بين مصر وإيطاليا عقب مقتل الطالب جوليو ريجيني، توجه وفد شعبى مكون من 13 شخصية سياسية وبرلمانية وممثلين من الأزهر والكنيسة وبعض القيادات البارزة فى المجتمع إلى روما؛ لمحاولة التقريب بين وجهات النظر وإعادة العلاقات الطبيعية كما كانت بين البلدين.
ولمعت فكرة الدبلوماسية الشعبية فى السنوات الأخيرة خاصة بعد ثورة يناير سعيًا لتقليل الخلافات بين مصر، وبعض الدول الأخرى وإصلاح ما أفسدته بعض الأنظمة الفاسدة على مدار عقود من الزمن فى الفترة الماضية.
كانت بداية الدبلوماسية الشعبية بعد ثورة يناير حين ذهب وفد من القوى السياسية والحزبية إلي أثيوبيا ومقابلة الرئيس الاثيوبى، جيرما ولد جيورجيوس، ورئيس البرلمان الإثيوبي، وعمل هذا الوفد على إصلاح العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، مطالبين بتشكيل لجنة من خبراء المياه والري في مصر وإثيوبي، للوصول الى نقاط اتفاق حول سد النهضة حتى لا يتأثر المصريين بعد عزم أثيوبيا على إنشائه.
وبعد ثورة 30 يونيو توجهت الوفود الشعبية الدبلوماسية إلى بعض الدول الأوروبية؛ للرد على التساؤلات التى كان يتم تداولها فى أوروبا حول الأوضاع فى مصر بعد الإطاحة بالرئيس العزول محمد مرسى.
وفى هذا الصدد استطلعت "العربية نيوز" أراء بعض السياسيين حول أهمية الدبلوماسية الشعبية فى تقارب وجهات النظر بين مصر والدول التى يوجد فتور فى العلاقة معها، أم أنها مجرد شكليات فقط دون جدوى فى النهاية.
الوفود الشعبية لن تحل
الأزمة بين مصر وإيطاليا
فى
البداية أكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير فى شئون العلاقات الدولية، أنه لا أحد
يتوقع نجاح أو فشل الوفد الشعبى المصري المتجه إلى إيطاليا من أجل الإصلاح ما بين
الشعبين بعد حادث مقتل الناشط الإيطالى جوليو ريجيني.
وأضاف
خبير الشئون الدولية لـ"العربية نيوز"، أن ما حدث بين مصر وإيطاليا كان
مخططًا له لتعقيد العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدولتين من قبل جماعة الإخوان.
وأشار
اللاوندى إلى أن سفر الوفد الرئاسي الذى ضم مجموعة من السياسين ودبلوماسيين إلى
إيطاليا لن ينجح فى رجوع الثقة مرة أخرى بين البلدين، مضيفا "أتمنى أن يفعل
الوفد الشعبي ما فشل به وفد الدبلوماسيين فى إصلاحه".
وأضح
اللاوندى أن فكرة الوفود الشعبية التى تهدف إلى تقارب وجهات النظر بين بلدين لا
تنجح دائما لكنها تتوقف على نوعية الشخصيات الموجودة فى الوفد، وطبيعة الخلاف بين
البلدين.
أزمة "ريجيني" لن تحل
بالوفود الشعبية
فيما أكدت الدكتورة هدى راغب، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة
الأمريكية، أن إرسال وفد شعبي لإيطاليا فى الوقت الحالى جاء لكسب تعاطف الشعب
الإيطالى والعمل على إصلاح العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين بعد مقتل
الناشط الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر ومقتل الشاب المصرى محمد بهاء صبحى فى
إيطاليا.
وأضافت
راغب في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الشكل الرسمى للوفود المرسلة
للإصلاح بين بلدين فى الشئون السياسية والاقتصادية لهم بعض المواصفات الرسمية
المنصوص عليها فى علاقات التعامل مع الدول وبعضها.
وأشارت
أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إلى إنه لا يمكن حل كل القضايا
والأزمات بالوفود الشعبية، وخاصة في قضية مثل أزمة جوليو ريجيني؛ لأن إيطاليا
لديها تساؤلات ربما لا يستطيع الوفد الإجابة عنها، لاسيما بعد سفر وفد من النيابة
العامة، وبالتالي فإن القضية معقدة للغاية.