عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"وول ستريت جورنال": الجيش التركي يحاول استعادة نفوذه

الجيش التركي
الجيش التركي

بعد 13 عاما من التهميش الممنهج خلال فترة تواجد رجب طيب أردوغان على رأس السياسة التركية، يعمل الجيش التركي على استعادة نفوذه مجددا، في وقت يهمش فيه الرئيس التركي دور خصومه السياسيين.

هذا ما طالعتنا به صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين، والتي ذكرت خلاله أن الجيش التركي الذي أطاح بأربع حكومات مدنية من السلطة منذ عام 1960، يظهر من جديد كعامل محوري مهم جنبا إلى جنب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لطالما نظر إلى الجيش كخصم خطير محتمل .

وأشارت الصحيفة إلى أن تحركات أردوغان لتهميش معارضيه السياسيين - وهو ما وضح في إجباره لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على ترك منصبه هذا الشهر وسط صراع على السلطة - مهدت الطريق أمام جنرالات تركيا للعب دور كبير في بلورة محاولات أردوغان الرامية إلى بسط نفوذه العالمي .

ولفتت إلى أن الجنرالات الأتراك يحاولون تهدئة إندفاع أردوغان نحو إرسال قوات إلى سوريا، وإدارة حملة عسكرية مثيرة للجدل ضد المتمردين الأكراد وحماية علاقات تركيا مع حلفائها الغربيين الذين ينظرون إلى الرئيس التركي بعين الريبة ، فمن خلال الابتعاد عن السياسة، عاد الجنرالات الأتراك مجددا إلى الظهور كلاعب رئيسي في القرارات الأمنية الوطنية .

ونقلت الصحيفة عن متين جوركان - وهو ضابط عسكري تركي سابق ومحلل أمني حالي - قوله "إن الجيش التركي هو العميل الوحيد الذي يريد الضغط على المكابح وعمل فحص ومراجعة ضد أردوغان".

وقال مسؤولون أتراك سابقون وحلفاء لأردوغان إنه حينما ناقش أردوغان العام الماضي إرسال قوات تركية إلى سوريا لإقامة منطقة آمنة للفارين من القتال، أعرب القادة العسكريون عن تحفظاتهم القوية، والتي ساعدت على وضع الفكرة على قائمة الانتظار .

وعاد النقاش مجددا الأسبوع الماضي حينما هدد أردوغان بإرسال قوات تركية إلى سوريا لإنهاء أسابيع من الهجمات الصاروخية لداعش على مدينة حدودية تركية .. وقال حلفاء لأردوغان ومسؤولون أمريكيون إن إرسال عدد كبير من القوات المقاتلة إلى سوريا لا يزال من الصعب تقبله لدى الجيش ، فإذا كان على تركيا التصرف بدون دعم من الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فإن الجيش التركي يخشى على جنوده من تعرضهم لقصف طائرات روسية، كما يخشى من مواجهة إدانة دولية .

ووفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، فإن استعادة الجيش التركي لنفوذه، أحيت مخاوف لدى القصر الرئاسي؛ بأن الجنرالات قد يحاولون الإطاحة بأردوغان - الذي يعد شخصية استقطابية والذي أثارت حملته واسعة النطاق ضد المعارضة المحلية قلقا لدى العواصم الغربية - حسبما ذكرت الصحيفة.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن وجود " تكهنات حول وجود انقلاب عسكري ذروته في أواخر شهر مارس الماضي عندما أشارت تقارير إعلامية تركية إلى أن إدارة أوباما كانت تسعى للإطاحة بأردوغان ، وأدت هذه الشائعات إلى تبادل مقتضب في وزارة الخارجية، حيث سأل مراسل تركي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي ما إذا كانت الولايات المتحدة تعمل على إسقاط أردوغان ؟".

فكان جواب كيربي: "هل نحن في محاولة لقلب نظام الحكم في تركيا؟ .. هل هذا سؤالك؟ .. إنه ادعاء سخيف واتهام لن أشرّفه بالإجابة عليه".

وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، فإن رد كيربي لم يقدم شيئا يذكر لإخماد هذه التكهنات، وهو ما دفع حلفاء أردوغان للتساؤل بشكل خاص حول ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها خطة سرية للإطاحة بالرئيس .

وبعد ذلك بيومين - عندما كان أردوغان في واشنطن - أصدر الجيش التركي بيانا غير عادي رفض تكهنات "لا أساس لها" عن انقلاب.

ورأى كثيرون البيان على أنه دليل واضح على أن جنرالات تركيا كانت تحاول تجنب الظهور كما لو أنها جيل جديد من المتآمرين لإحداث الانقلاب - وهي تهم أرسلت مئات من ضباط الجيش إلى السجن تحت حكم أردوغان.

وألمحت الصحيفة إلى أنه لم يكن هذا هو الحال عندما حقق السيد أردوغان وحزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي، فوزا حاسما في الانتخابات البرلمانية عام 2002 ، فصعوده وجه ضربة للنخبة العلمانية والعسكرية التي كانت تسيطر على الدولة ذات الأغلبية المسلمة.

وأعادت "وول ستريت جورنال" إلى الأذهان ما حدث في عام 2007، حيث هدد الجيش بالتدخل في نزاع سياسي حول تعيين المؤسس المشارك لحزب العدالة والتنمية عبد الله جول ليكون رئيسا ، وبعد ذلك بعام، قال محققون أتراك إنهم كشفوا مؤامرة انقلاب تبلغ من العمر خمس سنوات قادها جنود وأكاديميون وسياسيون. وألقي القبض على المئات وتم إرسالهم إلى السجن.